أزرق وأخضر وبني وعسلي ورمادي وأسود، تتعدد ألوان العيون وتختلف لأسباب تتعلق بالوراثة والجينات، وبالتأكيد بروتين الميلانين!
يأتي لون أعيننا الذي نراه من القزحية، تلك الحلقة الملونة حول البؤبؤ، والتي ترشح الضوء إلى العين، ويتم تحديد لون العين من خلال وجود بروتين يسمى الميلانين الذي يحدد أيضاً لون الشعر والجلد.
تتكون القزحية من ثلاث طبقات، والأشخاص ذوو العيون البنية لديهم مادة الميلانين في الطبقات كلها، أما الأشخاص ذوو العيون الزرقاء، على سبيل المثال، فلديهم صبغة بنية في الطبقة الخلفية فقط.
وعندما يدخل الضوء إلى العين يتم امتصاص معظم الضوء في الطبقة الخلفية، بينما تُشتت الجزيئات الموجودة في الطبقة الوسطى الإسفنجية الضوء المتبقي، الذي ينعكس مرة أخرى خارج العين، ما يعطي العيون الزرقاء لونها.
ورغم أن تغير لون العينين أمر طبيعي عند الأطفال حديثي الولادة، فإن هناك بعض الحالات التي يمكن أن يتغير فيها لاحقاً في الحياة.
وهنا لا نقصد تغيير لون العين من خلال الجراحة التجميلية أو باستخدام العدسات اللاصقة الملونة، ولكن هناك بعض الأسباب الصحية والأمراض التي تُسبب ذلك.
1. أولاً تفسير تغير لون عين حديثي الولادة
كما ذكرنا سابقاً فإن الميلانين هو المسؤول عن تحديد لون العين من خلايا خاصة تسمى الخلايا الصباغية، هذه الخلايا الصباغية تخلق الميلانين عند الحاجة، وتستجيب للضوء (ولهذا السبب تصبح بشرتنا أغمق عندما تتعرض لأشعة الشمس). وفقاً لموقع Healthline: "الخلايا الصباغية في عيون الأطفال حديثي الولادة لم تتعرض أبداً للضوء، لذلك لم تصبح نشطة بشكل كامل".
ونظراً لتنشيط الخلايا الصباغية بالضوء خلال السنة الأولى من عمر الرضيع، فقد يتغير لون العين. عادةً ما يعني هذا التحول من اللون الأزرق/ الرمادي (منخفض الميلانين) إلى اللون البندقي/ الأخضر (الميلانين المتوسط)، أو إلى البني (الميلانين المرتفع).
2. تباين لون القزحية Heterochromia
ستعرف بالتأكيد ما إذا كنت قد قابلت شخصاً مصاباً بتباين لون القزحية لأن لون عينيه مختلف! فقد يكون لديه عين زرقاء وعين بنية واحدة، ولكن يمكن أن يكون أحد أجزاء أعينهم بلون مختلف عن الآخر!
من الممكن أيضاً أن تكون الأجزاء الصغيرة من نفس القزحية بألوان مختلفة. على سبيل المثال يمكن أن يكون نصف عينهم اليسرى أزرق والنصف الآخر بنياً.
لا يعتبر تباين الألوان خطيراً، فهو ليس نتيجة أو عرضاً لأي مشاكل طبية أساسية. إنه مجرد طفرة وراثية، وفي حالات نادرة جداً يمكن أن يكون نتيجة إصابة أو مرض.
3. متلازمة التهاب القزحية "فوكس"
يأتي اسم هذه المتلازمة من طبيب يُدعى إرنست فوكس، الذي شخّص الحالة لأول مرة في عام 1906، بعد مقابلة مريض له لون عينين مختلف، واعتقد أن الالتهاب لعب دوراً في سبب حدوث ذلك.
تؤثر هذه الحالة غالباً على عين واحدة فقط، وتسبب التهاباً في العنبية الواقعة في منتصف العين. وعادة ما يؤدي هذا إلى تفتيح قزحية العين المصابة، على الرغم من أن الحالة تؤدي في بعض الحالات إلى سواد قزحية العين، والنتيجة النهائية هي اختلاف لون العين أو تباين لونها، كما يشير موقع Healthfully.
4. المياه الزرقاء أو الجلوكوما
الجلوكوما عبارة عن مجموعة من حالات العين التي تؤثر على العصب البصري، ويمكن أن تسبب فقدان البصر والعمى.
يوجد في مقدمة العين حجرة صغيرة تنتقل سوائل العين داخلها وخارجها لتغذية الأنسجة في العين، ويتدفق هذا السائل من العين من خلال شبكة إسفنجية تعمل مثل التصريف.
عند الإصابة بالجلوكوما يتدفق السائل ببطء شديد، هذا يسمح للمياه أن تتراكم في العين، ما قد يؤدي إلى تلف العصب البصري، ما قد يؤدي إلى ضعف البصر أو العمى.
أما في حالة الجلوكوما الصباغية، فتتساقط الصبغة الملونة من العين في حبيبات دقيقة، ما يتسبب في انسداد يؤدي إلى إبطاء تصريف السوائل وزيادة الضغط، حينها لا يختفي لون العين تماماً، ولكن يمكن أن تطرأ تغيّرات على قزحية العين ولونها.
لذلك تتطلب الجلوكوما التدخل الطبي الفوري للحفاظ على البصر.
5. متلازمة هورنر
تحدث متلازمة هورنر بسبب اضطراب يحصل في المسارات العصبية التي تنتقل من الدماغ إلى الوجه ثم العين، وتصنف على أنها مجموعة من الأعراض الناتجة عن ضعف ألياف معينة في العصب القحفي الثالث، الذي يربط العين والوجه.
وتظهر هذه الأعراض عادة نتيجة لمشكلة طبية أخرى مثل السكتة الدماغية أو الأورام أو إصابة الحبل الشوكي.
تؤدي متلازمة هورنر إلى عدد من الأعراض المختلفة، بما في ذلك "انخفاض حجم حدقة العين وتدلي الجفن وانخفاض التعرق في الجانب المصاب من وجهك"، وفقاً لما ذكره موقع Mayo Clinic.
إلا أنه إذا حدث قبل عيد ميلاد الطفل الأول فقد يؤثر على لون عينيه، قزحية العين المصابة يمكن أن تصبح أفتح في اللون من الأخرى، وفي بعض الحالات النادرة قد يحدث اختلاف في لون العينين أيضاً عند الإصابة بمتلازمة هورنر لدى البالغين، على الرغم من أن هذا نادر.
6. أورام القزحية
يمكن أن تنمو الأورام إما داخل القزحية أو خلفها، وتكون معظم أورام قزحية العين عبارة عن خراجات أو نمو مصطبغ (مثل الشامات)، لكن بعضها عبارة عن أورام ميلانينية خبيثة (نوع من السرطان العدواني الذي يهدد الحياة).
في معظم الأوقات لا يعاني الأشخاص المصابون بورم في قزحية العين أو خلفها من أي أعراض، لكن في بعض الأحيان يمكن رؤية التغيّرات في مظهر العين مثل البقع السميكة المصطبغة التي يمكن أن تتغير أو تنمو بشكل أكبر أو تسحب البؤبؤ في اتجاه مختلف.
سيتمكن اختصاصي سرطان العيون من تحديد الورم الميلانيني، وما إذا كان العلاج مطلوباً.
7. تناول بعض الأدوية
تأتي العديد من الأدوية الموصوفة لعلاج الحالات الصحية مع قائمة طويلة من الآثار الجانبية الأخرى. على سبيل المثال إذا كنت تتناول دواءً لعلاج الجلوكوما، فقد يتسبب في تغيير لون العين وتفتيحها أو تغميقها.
دواء آخر يمكن أن يكون له تأثير مماثل هو بيماتوبروست (لاتيس). يتم تطبيق هذا الدواء على هامش الجفن العلوي ويستخدم لتعزيز نمو الرموش لأغراض تجميلية.
وفقاً للمعلومات المقدمة من موقع إدارة الغذاء والدواء، تشمل الآثار الجانبية المحتملة لعقار Latisse سواداً دائماً للقزحية وربما سواداً عكسياً للجفن.
إذا لاحظت أي تغيير جذري في لون إحدى العينين أو كلتيهما، فيجب عليك استشارة الطبيب لتحديد السبب وراء هذا.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.