تدور أسئلة كثيرة عن مشكلات المرارة في جسم الإنسان، والأمهات، للأسف، أكثر عرضة للإصابة بنوبات ألم المرارة، وغالباً ما تبدأ أثناء الحمل، ويكون ألمها شديداً.
ولكن لحسن الحظ، ثمة طرق كثيرة لتحسين صحة الكبد والمرارة، وتقليل فرص الإصابة بنوبات ألم المرارة، وفي هذه المقالة، سنتناول بعض هذه الطرق الطبيعية لدعم المرارة.
ما هي المرارة في جسم الإنسان؟
إذا لم تصَب بألم في المرارة من قبل، فربما لا تكون ملمّاً بالكثير عن هذا العضو الصغير، فالمرارة عبارة عن كيس تخزين صغير يحوي مخزوناً جاهزاً من الصفراء (عصارة المرارة)، وهي عبارة عن سائل أصفر مخضر يفرزه الكبد.
والمرارة متصلة بالكبد عن طريق أنابيب صغيرة تشكل القنوات الصفراوية، بينما تمتد القنوات الصفراوية أيضاً من المرارة عبر البنكرياس إلى الأمعاء الدقيقة. وبذلك يفرز الكبد الصفراء ويضخها في المرارة التي تشبه خزاناً صغيراً.
والصفراء ضرورية لتكسير الدهون من الطعام وهضم الكوليسترول والفيتامينات الذائبة في الدهون (أ، د، هـ، ك) التي تتناولها في طعامك، وهي أيضاً تساعد في تخليص الجسم من بعض الفضلات، وفقاً لما ذكره موقع Health Line الطبي.
ثم حين يحتاج الجسم إلى الصفراء تنقبض المرارة، وتدفع بالصفراء إلى الأمعاء الدقيقة لتساعدها في عملية الهضم. وهكذا يُفترض أن تعمل المرارة السليمة، ولكن إذا لم تكن المرارة سليمة، فقد تتعرض لنوبة ألم في المرارة. وهي ليست بالأعراض الهينة.
المرارة وأعراضها
فيما يلي بعض الأعراض التي تعرف من خلالها أنك مصاب بنوبة ألم في المرارة، وقد تُصاب بعرضين فقط من هذه الأعراض أو بها كلها وفقاً لما ذكره موقع Mayo Clinic الطبي.
- ألم مفاجئ وسريع في الجزء الأيمن العلوي من البطن.
- ألم مفاجئ وسريع في مركز البطن، أسفل عظم الصدر مباشرة.
- آلام الظهر بين لوحي الكتف.
- ألم في كتفك اليمنى.
- الغثيان أو القيء.
قد يستمر الألم من عدة دقائق إلى بضع ساعات.
أسباب ألم المرارة في جسم الإنسان
نوبة ألم المرارة عبارة عن ألم شديد ناتج عن انسداد في تدفق الصفراء من الكبد إلى المرارة إلى الأمعاء الدقيقة. وحين يحدث هذا، تتراكم الصفراء في المرارة وتشعر بهذا الألم.
وهذا يحدث غالباً نتيجة تكون حصوة صفراوية تسد القنوات الصفراوية. لكن ألم المرارة لا يعني بالضرورة أن لديك حصوة صفراوية.
ومن أسباب انسداد القناة الصفراوية وفقاً لما ذكره موقع Wellness Mama:
- حصوات صغيرة تتراكم أو تبطئ أو تمنع تدفق الصفراء.
- جروح القنوات الصفراوية التي تحدث أثناء جراحات المرارة.
- الحساسية المفرطة في القناة الصفراوية.
- التهاب الأقنية الصفراوية.
- ضيق القنوات الصفراوية.
- أورام القنوات الصفراوية أو المرارة أو البنكرياس.
- اضطرابات البنكرياس التي تسبب ضيق القنوات الصفراوية التي تمر عبر البنكرياس.
- خلل في عضلة على شكل حلقة تسمى عاصرة أودي.
- حصوات المرارة التي تسد القنوات في البداية، ثم تتفتت.
ونقطة أخرى مهمة من الضروري أن تنتبه إليها إذا كنت تعاني من نوبات ألم المرارة، وهي أن الكبد والمرارة مرتبطان ارتباطاً وثيقاً وقد تؤثر صحة أحدهما على الآخر.
العلاجات الطبيعية لنوبات ألم المرارة
إذا كانت مرارتك غير سليمة بالفعل، فإليك بعض العلاجات الطبيعية التي قد تساعدك.
البنجر
يحتوي البنجر على نسبة عالية من الأحماض الأمينية التي تسمى البيتين. والبيتين، المعروف أيضاً باسم ثلاثي ميثيل الجليسين (TMG)، يساعد على تسهيل تدفق الصفراء عبر القنوات الصفراوية. ويساعد أيضاً في تخفيف احتقان الكبد والمرارة.
الأطعمة الصحية
يمكن أن تساهم عادات الأكل السيئة وتناول الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون في الإصابة بأمراض المرارة وحصى المرارة، فيما يمكن لنظام غذائي يحتوي على نسبة أقل من الدهون والألياف أن يمنع تكوّن حصوات المرارة ويحسن صحتك.
بعض الأطعمة التي يجب أن تفكر في دمجها في نظامك الغذائي وفقاً لـ Health Line هي:
- الخضراوات الورقية.
- المكسرات.
- أرز بني.
- كل أنواع الحبوب.
- السمك.
- زيت الزيتون.
- الفاصوليا.
- الحمضيات.
- الألبان قليلة الدسم.
شاي بذور الكتان
يساعد شاي بذور الكتان على تخفيف آلام المرارة حتى في خضم النوبة. وأكدت أبحاث أجريت على الحيوانات أن بذور الكتان الكاملة (وليس شاي بذور الكتان) تزيد من إفراز أحماض عصارة الصفراء، مما يساعد في تدفق العصارة.
شاي النعناع
يحتوي النعناع على المنثول، وهو مركب مهدئ يعزز تخفيف الآلام، كما يخفف استخدامه آلام المعدة ويحسن الهضم ويسكن الغثيان.
كما يعتقد البعض أن شرب هذا الشاي بانتظام يمكن أن يقلل من كمية نوبات آلام المرارة التي قد تواجهها.
كمادات زيت الخروع
تعد كمادات زيت الخروع عبارة عن قطعة قماش تُغمر في زيت الخروع وتوضع بعد ذلك على البطن، وتقلل كمادات زيت الخروع من الالتهابات وتحفز العصب المبهم وتدعم الجهاز الهضمي. وطالما استخدمها الطب التقليدي لتخفيف ألم المرارة.
نبات كاسر الحصى
حصلت هذه العشبة على اسمها من وظيفتها كمفتتة للحصوة في الطب الشعبي البرازيلي، وهنا، تُستخدم في الغالب لحصوات الكلى وليس حصوات المرارة.
إضافة إلى ذلك، يستخدم الطب التقليدي والطب العربي واليوناني أوراقها وثمارها في علاج حصوات المرارة ومشكلات الكبد.
ويدعم الدليل العلمي استخدامها لعلاج اضطرابات الكبد والالتهابات الفيروسية وتهدئة الالتهابات.
خل التفاح
يحتوي خل التفاح الخام على خصائص مضادة للالتهابات يمكن أن تكون مفيدة في تخفيف آلام المرارة.
قم بإذابة ملعقتين كبيرتين من خل التفاح بالماء الدافئ. اشرب هذا المنشط حتى يهدأ الألم.
الزيوت الأساسية المفيدة للمرارة
تؤدي الزيوت الأساسية دوراً تعزيزياً بشكل مذهل عندما يتعلق الأمر بنوبات المرارة.
زيت الحبة السوداء: يُعد هذا الزيت منشطاً للجهاز الهضمي والكبد. ويتسم أيضاً بأنه مضاد قوي للالتهابات ويحمي المعدة والكبد.
زيت البابونج: يُعد زيت البابونج الروماني أحد الزيوت الأساسية المفيدة في تشنجات الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى أنه يحمي الكبد والمرارة لأنه يحتوي على كمية كبيرة من مضاد الأكسدة المسمى بالأبيجينين.
زيوت القرنفل والليمون: يعمل الاثنان على تحفيز العصب المبهم الذي ينشط بدوره المرارة، إضافة إلى أنهما يدعمان نشاط الجهاز العصبي اللاودي؛ وهو الجزء المسمى بنظام "استرخ واهضم"، إذ يساعد أجسامنا على الاسترخاء وامتصاص العناصر الغذائية.
أداء التمرينات
يشكل النشاط البدني طريقة أخرى للحماية من نوبات المرارة، إذ تساعد التمرينات على تخفيف تركيز العصارة الصفراوية وتقليل مخاطر حصوات المرارة ونوبات المرارة.ويوصي المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى أن لا يقل النشاط البدني عن 150 دقيقة في الأسبوع.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.