لا شكّ أنّ الكثير منا يمرّ بلحظات عصيبة تتسبب باستنزاف طاقته أو تصيبه بلحظات من الاكتئاب، والأمر الأسوأ هو قد تجعلته يشعر بأنَّ حفاظه على علاقته العاطفية قد صار تحدياً صعباً في هذه الأوقات.
ويُعاني الناس من الاكتئاب بطرق مختلفة، لذا ليست هناك طريقةٌ صحيحة واحدة للتعامل مع العلاقات العاطفية في فترات الاكتئاب، ولكن نأمل أن تساعد إحدى المقترحات التالية في منحك شعوراً أفضل وتوفير بعض الدعم الاجتماعي.
العلاقات وقت الاكتئاب
تقول أستاذة علم النفس في جامعة فوردهام الدكتورة راشيل أنونزياتو: "يُمكن للاكتئاب أن يُعيق قدرتك على العمل بشدة، فربما تفقد اهتمامك بالأشياء التي كانت مصدر متعتك، وربما تفقد كل طاقتك، بينما تغمرك المشاعر السلبية، ومع الأسف، فإنّ هذه الأعراض تكون متواصلة ويصعب عليك في وجودها أن تتحكم في نفسك".
وتنصح راشيل أنونزياتو، وفقاً لمجلة SELF الأمريكية، جميع الأشخاص الذين يمرون في فترات الاكتئاب من التعاون مع معالج نفسي، كونهم يعتمدون عادةً على العلاج السلوكي المعرفي لمساعدة الناس في مواجهة حديثهم السلبي عن أنفسهم وتفكيرهم اليائس الذي يُصاحب الاكتئاب، موضحة أنّ المعالج سيساعد في وضع خطة من أجل مساعدتك على تطوير الاستراتيجيات المناسبة للتعامل بالشكل الصحيح مع حالتك.
انتبه لأنماط نومك
وتعتقد راشيل أنّ الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم هام جداً لتخفيف أعراض الاكتئاب، إذ تُعتبر العلاقة بين النوم والاكتئاب معقدة، لكن من الواضح أنّهما يرتبطان ببعضهما البعض بطريقةٍ ما، موضحة أنّ نحو 75% ممن يُعانون من الاكتئاب لديهم مشكلةٌ في الخلود إلى النوم أو الاستمرار في النوم، ونحو 15% ممن يُعانون من الاكتئاب لديهم مشكلة فرط النوم، أي أنّهم يشعرون بإرهاقٍ متزايد رغم حصولهم على كفايتهم من النوم.
كُن واضحاً في أسبابك لقضاء الوقت بمفردك
يشعر البعض بالتحسّن بعد التواصل الاجتماعي، بينما يشعر آخرون باستنزاف طاقتهم بعد التجربة وفقاً لأخصائية علم النفس السريري في جامعة نيويورك الأستاذة جيسيكا ستيرن.
لذلك إن كنت تُعاني من الاكتئاب، فقد تشعر بالإرهاق الشديد، لذلك فإنّ قضاء الوقت بمفردك سيمنحك مساحةً لإعادة شحن طاقتك، ولهذا فإنّ مراجعة أسباب رغبتك في قضاء الوقت بمفردك، وكيف ستشعر بعد انقضاء هذا الوقت، هو أمرٌ ضروري لمنحك شيئاً من الوضوح.
تعامل مع التواصل الاجتماعي على أنّه طيف واسع النطاق
حاول ألا تجبر نفسك على الخروج في نزهات لا تُناسبك لمجرد أنّك ترغب في التواصل الاجتماعي، وفقاً لجيسيكا.
وربما ترغب بشدة في رؤية أحد الأصدقاء، لكن الاستحمام وارتداء ملابسك والذهاب إلى المطعم هي أمورٌ تتطلّب جهداً كبيراً.
لذا يمكنك التفكير في أن تطلب من صديقك تناول الطعام في منزلك بدلاً من ذلك، أو يمكنك الحصول على التواصل المطلوب من خلال الاتصال بصديقٍ يومياً للحديث عن يومك.
في العلاقات العاطفية
افهم اكتئابك
تقول راتراي إن الاكتئاب هو أحد أعراض أنواع كثيرة من الاختلالات، إنه مثل ضوء تحذير أحمر على لوحة القيادة الشخصية الخاصة بك، وبالتالي عليك البحث عما يقوله لك هذا التحذير والبحث عن أسبابه مثل:
عادات النوم.
جودة الطعام.
مستويات التوتر.
عادات ممارسة الرياضة.
الاختلالات الهرمونية.
تأثير إصابات الرأس أو العمود الفقري.
الالتهابات التي قد تؤثر عليك، مثل الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات أو العفن.
ولذلك لا ينبغي أن يكون الدواء المضاد للاكتئاب هو الخيار الأول حتى تعمل على اكتشاف ما الذي جعلك غير متوازن في البداية.
انفتح على شريكك
شارك تفاصيل صحتك العقلية مع شريكك، إذ سيتعين عليك إنهاء المحادثة الجارية في رأسك – سيقول جزء منك إنك لا تريد أن تثقل كاهل شريكك أو تشعر بالحرج الشديد، لكن امنح الإذن للجزء الآخر منك الذي يحب ويقدر شريكك وعلاقتك، وقل له كل شيء.
أطلب ما تحتاج
يمكن أن يؤدي طلب المساعدة من شريكك إلى إبقائك على مقربة منك، وبينما قد يقدم شريكك بعض الاقتراحات، قد تميل إلى رفضها جميعاً، ومع ذلك، فإن إخبارهم بالاقتراحات التي تبدو ممكنة بالنسبة لك هي طريقة جيدة لإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة.
حدد الأوقات لتكون معاً
اكتشف الأوقات والمواقف التي تكون فيها طاقتك هي الأفضل، وخطط للقيام بالأشياء معاً في تلك الأوقات.
الأدوية التي يُمكنها مساعدتك
تقول نيكول جونسون، الأستاذ المساعدة في علم النفس الإرشادي بجامعة ليهاي، لمجلة SELF الأمريكية: "إن التغلّب على الاكتئاب هو أمرٌ صعب، لكن يُمكن للأدوية أن تُساعدك".
وأضافت أنه إذا كنت تتعاطى مضادات الاكتئاب بالفعل ولكنك تشعر بأنك ما تزال تُعاني أكثر من اللازم، فربما يُمكنك أن تطلب من طبيبك أو مُعالِجك تجربة نوعٍ آخر من الأدوية أو تغيير جرعتك.
ما الصعوبات التي يمكن أن يسببها الاكتئاب في العلاقات العاطفية؟
سواء كنت أنت من تعاني من الاكتئاب أو كنت على علاقة أو صداقة مع شخص مصاب بالاكتئاب يمكن أن تؤثر الحالة على العلاقة العاطفية بطرق مختلفة.
سارة راتراي، طبيب في علم النفس ومتخصصة بعلاقات الأزواج، تقول وفقاً لموقع Psych Central إنّ أعراض الاكتئاب مثل التعب وانخفاض الطاقة وفقدان الاهتمام في الأنشطة، ستجعل كل شيء أكثر صعوبة في العلاقة.
وأضافت: يمكنك أن تشعر بأنك تبعد شريكك عنك بدلاً من تقريبه، إذ تتطلب العلاقات الطاقة والنية الحسنة للحفاظ عليها بشكل جيد، وقد يكون من الصعب تحقيق ذلك عندما تمر بنوبات من الاكتئاب.
في حين أنَّ الاهتمام الجنسي قد يختفي، كما قد ترغب في الانسحاب إلى نفسك وعدم مشاركة ما يحدث مع شريكك.
في العلاقات العادية
خلال نوبات الاكتئاب، قد تكون أقل اهتماماً بقضاء الوقت مع الأصدقاء والأحباء وستجد صعوبة في الانخراط في العمل، وقد تشعر برفض الدعوات والابتعاد عن الأشخاص الذين تهتم لأمرهم.
كما أنَّ الأنشطة التي قد تثير اهتمامك من قبل في كثير من الأحيان لا تبدو جذابة بعد الآن، أو أن الجهد الذي قد تتطلبه للمشاركة يبدو أنه سيستغرق طاقة أكثر.