دراسة حديثة: تحتاج فترة أطول بكثير مما تتخيل للتعافي من آثار الحرمان من النوم

عربي بوست
تم النشر: 2021/09/23 الساعة 12:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/09/23 الساعة 12:37 بتوقيت غرينتش
istock الحرمان من النوم

معظمنا يستغل عطلة نهاية الأسبوع لتعويض الحرمان من النوم الذي عانينا منه خلال أيام العمل المنصرمة، لكن هل تعتقدون أن ساعات إضافية من النوم يوم العطلة كافية لتعويضنا عما فاتنا؟ دراسة حديثة تقول: لا.

الحرمان من النوم.. ما هو سبيل التعافي؟

تشير دراسة حديثة إلى أن تعويض الحرمان من النوم يحتاج إلى أكثر من مجرد ساعات نوم إضافية خلال عطلة نهاية الأسبوع.

فعلى سبيل المثال إذا كنت قد حرمت من النوم الصحي لمدة 10 أيام، فإن فترة التعافي عقب ذلك تستغرق 7 أيام وقد لا تتعافى بشكل تام مع ذلك، وفقاً لما ورد في موقع Healthline الأمريكي.

ووفقاً للمشرف على إعداد الدراسة، الدكتور جيريمي أوشاب، فقدد ربطت الأبحاث الحرمان من النوم بالعديد من المشكلات الصحية المهمة، بما في ذلك اضطرابات القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم، ومتلازمة التمثيل الغذائي، ومرض السكري.

بالإضافة إلى ذلك، فقد وُجِدَت صلة بين نقص النوم ومشكلات سلوكية عصبية مثل ثغرات في الانتباه، وتباطؤ الذاكرة، وانخفاض القدرة المعرفية، والمزاج المكتئب.

لكن ما لم يكن معروفاً هو المدة التي يستغرقها التعافي من فترات الحرمان من النوم. هذا هو السؤال الذي سعى أوشاب وفريقه للإجابة عليه.

istock\ الحرمان من النوم
istock\ الحرمان من النوم

تفاصيل الدراسة

أجرى أوشاب وزملاؤه دراسة صغيرة شملت العديد من البالغين الأصحاء لمعرفة المزيد عن هذه المشكلة. وطُلِب من المشاركين في الدراسة تقليل ساعات نومهم عن المعتاد لمدة 10 أيام.

وبعد ذلك، مُنِحوا فترة 7 أيام للتعافي، حيث تمكنوا من النوم خلال هذه الفترة بقدر ما يرغبون.

وقد ارتدى المشاركون في الدراسة مستشعرات على المعصم لتتبع أنماط نومهم وأنشطتهم اليومية، كما أُجري تخطيط كهربائي لهم يومياً لمراقبة نشاط الدماغ وأجابوا على مجموعة من الأسئلة يومياً لدراسة تأثير قلة النوم على سلوكهم.

وبعد فترة التعافي، تحسنت بعض المؤشرات التي تسبب الحرمان من النوم في اضطرابها لكن لم تستأنف أدمغة المشاركين نشاطها بوتيرتها المعتادة.

التعافي من حرمان النوم يستغرق أكثر مما تعتقد

وفقاً للدراسة، فإنَّ قلة النوم تؤثر فينا بالتأكيد، ربما لفترة أطول مما قد نتوقعه.

أوضح أوشاب: "يمكن أن ينخفض أداؤك الفعلي في المهام الصعبة، وتضطرب أنماطك السلوكية قليلاً، لمدة قد تصل لأسبوع، بعد فترة طويلة من فقدان النوم الجزئي".

وأشار أوشاب أيضاً إلى أنَّ شعورك الشخصي حول مدى تعافيك قد لا يكون دقيقاً. وقال إنَّ المشاركين في الدراسة أبلغوا عن شعورهم باستعادة مزاجهم المعتاد، على الرغم من أنَّ الاختبارات أشارت إلى أنهم لم يتعافوا تماماً.

لكن الدكتورة كيمبرلي فين، الأستاذ المشارك في قسم علم النفس في جامعة ولاية ميشيغان، التي لم تكن جزءاً من الدراسة، نوهت، مع ذلك، بأنَّ الدراسة أُجريت على عدد بسيط من المشاركين وبالتالي يجب تفسيرها بحذر.

لكنها أضافت أنَّ نتائجها تتفق مع ما يعتقده العديد من علماء النوم، وهو أنَّ النوم غير الكافي يمكن أن يسبب ضرراً طويل المدى.

وقالت كيمبرلي: "أعتقد أنَّ هذه الدراسة، وغيرها، تثير سؤالاً مهماً بشأن مدى قدرة الأفراد على التعافي من قلة النوم. وعلى الرغم من أنَّ الدراسة ضعيفة بعض الشيء وتستوجب التكرار، أعتقد أنها تكشف للناس مخاطر الحرمان من النوم".

وأضافت: "نأمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة الوعي وتشجيع الناس على إعطاء الأولوية للنوم".

istock\ الحرمان من النوم
istock\ الحرمان من النوم

كيفية تحسين جودة النوم

إذا كنت تعاني من الأرق وقلة النوم هناك حيل بسيطة من الممكن أن تتحسن جودة نومك باتباعها، نذكر لك منها:

إعداد بيئة نوم مريحة

وفقاً لـCNN، ينصح بالحصول على فراش ووسادة مريحين والحرص على النوم في درجة حرارة تتراوح بين 15 و20 مئوية، لضمان نوم سريع وتجنب القلق الليلي.

طقوس ما قبل النوم

طوِّر روتيناً خاصاً بالنوم، ابدأ بإعداد طقوس ما قبل النوم من خلال أخذ حمام دافئ أو قراءة كتاب أو الاستماع إلى موسيقى هادئة، أو يمكنك تجربة تدريبات التنفس العميق أو اليوغا أو التأمل أو تمارين الإطالة الخفيفة.

اطفئ الأضواء 

يبدأ إفراز هرمون النوم "الميلاتونين" في الظلام، وقد وجدت الأبحاث أنَّ الجسم يُبطئ إنتاج الميلاتونين أو يُوقفه عند التعرض للضوء، لذلك تخلَّص من أي ضوء، حتى الضوء الأزرق من هاتفك الذكي أو الكمبيوتر المحمول.

وإذا لم تكن غرفتك مظلمة بدرجة كافية، ففكِّر في استخدام ستائر أو أقنعة للعيون.

istock\ الحرمان من النوم
istock\ الحرمان من النوم

لا تتناول الكافيين قبل النوم

توقَّف عن شرب السوائل المحتوية على الكافيين قبل 6 ساعات على الأقل من موعد نومك المعتاد، وكما هو معروف فإنه موجود في القهوة وبعض أنواع الشاي والمشروبات الغازية، وكذلك الشوكولاتة.

تجنَّب الطعام الدسم والحار

قد تُسبِّب لك الأطعمة الدسمة والحارة حُرقة في المعدة أو مشكلات أخرى في الجهاز الهضمي، مما يؤثر في قدرتك على النوم واستمراره.

علامات:
تحميل المزيد