يعتبر القلق رد فعل طبيعي للعديد من الأحداث والمواقف المختلفة في حياتنا وهو أحد أنظمة الإنذار الداخلية لدينا التي تنبهنا إلى الخطر أو التهديدات الأخرى وتجهز أجسادنا للرد أو للخروج من موقف خطير. لكن هناك فرق بين القلق الطبيعي والقلق المرضي.
وفقاً لموقع Everyday Health، المختص بالصحة العامة، قد يكون القلق الذي يمكن التحكم فيه من وقت لآخر مفيداً. على سبيل المثال، يمكن أن يحفزك القلق على الاستعداد لاختبار مدرسة أو إنهاء مهمة في العمل. حتى الأحداث السعيدة مثل الانتقال إلى منزل جديد أو الاحتفال بحدث هام يمكن أن تثير القلق. لكن القلق يصبح مشكلة عندما يصبح لا يمكن التحكم فيه ويظهر بشكل غير متوقع ويتحول إلى اضطراب.
إذاً، متى يكون القلق أمراً طبيعياً ومتى يتحول لاضطراب يحتاج لزيارة الطبيب؟ لنتعرف في هذا التقرير.
القلق الطبيعي
هناك عدد لا حصر له من التجارب البشرية التي تسبب القلق الطبيعي مثل اليوم الأول في المدرسة والمرة الأولى بعيداً عن المنزل بالنسبة لطفل أو المرة الأولى التي تذهب فيها لمقابلة عمل أو تسافر فيها خارج بلدك.
يعتبر القلق الناجم عن عدم الراحة أمراً طبيعياً بل ومفيداً. فالقلق بشأن الاختبار القادم، على سبيل المثال، قد يجعلك تعمل بجدية أكبر في التحضير للاختبار.
أما القلق الذي تشعر به عند السير في موقف سيارات مظلم ومهجور إلى سيارتك سيجعلك في حالة تأهب وإدراك لما يحيط بك.
وأثناء رحلتنا في الحياة، هناك أيضاً العديد من الأحداث المهمة في الحياة، سواء كانت جيدة أو سيئة، والتي تسبب كميات متفاوتة من القلق المرحلي الذي ينتهي بتجاوز الفترة أو إنهاء المهمة.
يمكن أن تشمل هذه الأحداث أشياء مثل، إجراء امتحان مدرسي والزواج والطلاق وتغيير الوظائف والتعامل مع المرض، وغيرها الكثير.
متى يتحول القلق لاضطراب؟
في حين أنه من الواضح تماماً أن القلق أمر طبيعي بل ومفيد، إلا أنه يصبح مشكلة لكثير من الناس. الفرق الرئيسي بين القلق الطبيعي والقلق الناجم عن المشاكل هو بين مصدر التجربة وشدتها.
وفقاً لموقع المعهد الوطني للصحة العقلية الأمريكي، القلق الطبيعي متقطع ومتوقع بناءً على أحداث أو مواقف معينة.
من ناحية أخرى، يميل اضطراب قلق المشكلة إلى أن يكون مزمناً وغير عقلاني، ويتداخل مع العديد من وظائف الحياة ويسبب مشاكل مثل القلق المستمر ومشاكل التركيز والذاكرة.
وقد يتجنب الناس الذين يعانون من اضطراب القلق ممارسة حياتهم اليومية العادية لتجنب الشعور بالقلق. وقد يعانون من الكثير من الأحاسيس الجسدية غير المريحة ومشاكل الصحة البدنية. كما أنهم قد يشعرون بأنهم "محاصرون" بفكرهم ومشاعرهم.
قد تكون هذه الأعراض شديدة لدرجة أنها تسبب صعوبات عائلية وعمل وصعوبات اجتماعية.
أعراض اضطراب القلق
- الخفقان واضطراب المعدة.
- الأفكار المشوشة التي تصبح مصدراً للقلق المفرط.
- التغيرات السلوكية التي تؤثر على الطريقة المعتادة التي يعيش بها الشخص حياته ويتفاعل مع الآخرين.
متى تلجأ للطبيب؟
إذا كنت تعتقد أن قلقك يمثل مشكلة في حياتك اليومية ويمنعك من القيام بعملك أو التواصل مع عائلتك وأصدقائك، فمن المهم التحدث إلى طبيبك. الاكتشاف المبكر والتدخل مهم لأن القلق قد يزداد سوءاً بمرور الوقت إذا ترك بدون معالجة.
يمكن أن يكون القلق المفرط ناتجاً عن عدد من الحالات الطبية والنفسية. وقد أشير أيضاً إلى أنه يرتبط بمجموعة متنوعة من الأمراض الجسدية، مثل أمراض القلب ومشاكل المعدة والألم.
لكنّ الخبر الجيد هو أن القلق يمكن السيطرة عليه، ومضاعفاته يمكن تجنبها بالعلاج المناسب الذي يحدده الطبيب.