إذا كنت تفكر في الحصول على ابتسامة مشرقة وإجراء عملية تبييض الأسنان يمكنك التأكد من أنه إجراء آمن للغاية في الغالبية العظمى من الحالات، ومع ذلك مثله مثل أي مواد كيميائية أخرى نستخدمها، لا تأتي الابتسامة الناصعة بدون قائمة من الآثار الجانبية المحتملة المرتبطة بمنتجات تبييض الأسنان المستخدمة في العيادات المتخصصة أو القابلة للاستعمال منزلياً.
في هذا التقرير نستعرض كيف من الممكن لإجراء تبييض الأسنان أن يسبب بعض التبعات غير المرجوّة، سواء على الأسنان نفسها أو على سلامة وصحة الفم واللثّة.
أولاً: الاختيار من بين خيارات تبييض الأسنان المتوفّرة
هناك العديد من الطرق والمنتجات المتوفرة لتبييض الأسنان منزلياً، ما قد يدفعك للارتباك عند الاختيار، من بينها الخوف من عدم تطبيقها بالصورة الآمنة والصحيحة، لذلك عند اللجوء للعيادات المتخصصة ستجد أن هناك خيارين فقط لتنفيذ هذه العملية، وهما:
- عملية تبييض الأسنان التي تدار من قبل طبيب أسنانك في العيادة.
- منتجات التبييض التي يصرفها لك طبيب أسنانك لاستخدامها في المنزل.
وفي العادة يتم الاختيار من بينها بناءً على عامل واحد أو أكثر مما يلي:
- درجة اللون التي تريد التخلص منها في أسنانك.
- التكلفة التي ينطوي عليها العلاج.
- العمر والاستعداد الصحي لتنفيذ الإجراء.
- تاريخ أسنانك الطبي، بما في ذلك الحشوات والتيجان والتركيبات.
وبحسب موقع Healthline، يمكن لطبيب الأسنان أن يوصي بخطة علاج تلبي احتياجاتك على أفضل وجه، ولكن ضع في اعتبارك أن الوقت الذي يستغرقه تبييض أسنانك بأمان يعتمد على نوع تغير اللون لديك والطريقة التي تستخدمها لتبييض أسنانك.
كيف تتم عملية التبييض؟
ليس من السهل أبداً تفتيح ابتسامتك في المنزل، وهناك أنواع متعددة من المنتجات التي يمكنك تجربتها مثل الغسولات، والمواد الهلامية كالـ"چل"، والعلكة، ومعاجين الأسنان المبيّضة، وشرائط الأسنان التي يتم تركيبها في الفك لمهلة محددة من الوقت.
لذلك إذا قررت تجربة التبييض في المنزل، تقترح جمعية طب الأسنان الأمريكية أن تتحدث مع طبيب أسنانك أولاً للاستشارة، خاصةً إذا كان لديك: حساسية في أسنانك، أو خضعت لعملية ترميم الأسنان، إذا كان لديك بقع داكنة جداً أو سن واحدة داكنة بين أسنان طبيعية اللون، أو كان لديك الكثير من الحشوات أو التيجان.
وتزيل جميع مستحضرات الأسنان البقع السطحية لاحتوائها على مواد كاشطة خفيفة. كما تحتوي بعض معاجين الأسنان المبيضة على مواد تلميع لطيفة أو عوامل كيميائية توفر فاعلية إضافية في إزالة البقع.
أما في العيادات، يمكن لطبيب الأسنان استخدام عدة طرق مختلفة للتبييض، سواء في المكتب أو في المنزل. بشكل عام فإن الطرق التي يستخدمونها ستبيض أسنانك باستخدام بيروكسيد الكارباميد، وهي مادة كيميائية تتحلل إلى بيروكسيد الهيدروجين واليوريا التي تستهدف لون الأسنان في تفاعل كيميائي معين. وهي تعتبر طريقة آمنة لتبييض الأسنان.
الآثار الجانبية المحتملة
بشكل عام، ينطوي علاج تبييض الأسنان على مخاطر قليلة جداً، وقليل من الآثار الجانبية، ومع ذلك لا تزال هناك بعض الآثار المؤقتة التي قد يتعرض لها المرضى بعد فترة وجيزة من تبييض أسنانهم.
ويرجع ذلك إلى المكون الرئيسي المستخدم في عامل التبييض، وهو بيروكسيد الهيدروجين كما أسلفنا، والذي يمكن أن يسبب تهيجاً عند ملامسته للأسنان واللثة، لذلك دعونا نلقي نظرة فاحصة على التبعات وفقاً لموقع Together Dental:
1- حساسية الأسنان
تعاني الغالبية العظمى من الحاصلين على عمليات تبييض الأسنان من نوع من الحساسية بعد إجراء التبييض، ويمكن أن يتراوح هذا من الشعور الخفيف بعدم الراحة عند تعرض الأسنان للأطعمة الساخنة والباردة، وقد يصل إلى آلام حادة وملتهبة بشكل متقطع أو متواصل. وعادة ما تكون هذه الأعراض مؤقتة فقط وتختفي تماماً بعد يومين أو بضعة أيام، لذلك إذا كانت أسنانك حساسة بالفعل وأنت تفكر في إجراء عملية تبييض الأسنان، فعليك الانتباه والاستعداد للتبعات.
وقد يكون من الأفضل تناول مسكن للألم مثل الإيبوبروفين قبل العلاج وبعده.
2- التهابات اللثة المتهيّجة
يمكن لمادة بيروكسيد الهيدروجين التي تسبب حساسية للأسنان أن تسبب تهيُّجاً أيضاً إذا لامس أنسجة اللثة وجلد الفم الداخلي. وعندما يحدث هذا، قد تصاب منطقة اللثة بالآلام ويتغير لونها قليلاً، ولكن في العادة وبحلول نهاية اليوم ستعود لثتك إلى طبيعتها.
وعادة ما يضع الطبيب المتخصص واقياً على شفاه المريض ولثته قبل وضع چل التبييض، ما يساعد في تقليل فرصة تسرب أي مادة هلامية على اللثة أو الشفتين والتسبب في تلفها والشعور بالألم أو الانزعاج.
ولحسن الحظ، لا يشكل تبييض الأسنان العرضي أي خطر حقيقي على صحة الشخص، ولكن في حالة الأشخاص الذين يبيضون أسنانهم بانتظام في غضون فترة زمنية قصيرة، يمكن أن يسبب التبييض الزائد مشاكل كبيرة.
على سبيل المثال: قد يجدون أن مينا أسنانهم -الجزء المسؤول عن مناعة الأسنان وحمايتها- قد يبدأ في التآكل ما يؤدي لانكشاف الأنسجة الداخلية الحساسة.
ونتيجة لذلك يمكن أن يؤدي ذلك إلى تغير لون السن الأصلي، وحساسية دائمة وضعف الأسنان بشكل عام لكي تصبح أكثر عرضة للتسوس والتكسُّر.
علاوة على ذلك، قد يحتاج المرضى بعد ذلك إلى تيجان الأسنان أو قشور البورسلين لتغطية الضرر وحماية سطح السن من الحساسية المفرطة.
3- الحروق الكيميائية
لفت موقع Very Well Mind إلى أنه في بعض الحالات قد يصاب الشخص الحاصل على عملية تبييض الأسنان على بعض الحروق الكيميائية، وقد يحدث تهيج للأنسجة الرخوة إذا تعرض محلول التبييض لأنسجة اللثة أثناء عملية التبييض.
وعند حدوث تهيج للأنسجة الرخوة في الفم، ستظهر اللثة بشكل عام باللون الأبيض فور ملامستها لمحلول التبييض الاحترافي في العيادة.
وتصاب تلك الأنسجة المصابة بالألم والشعور غير المريح، لكن ستعود الأنسجة إلى وضعها الطبيعي بعد وقت قصير بالرغم من هيئتها المربكة.
كما قد يؤدي التعرض المطول لمواد تبييض الأسنان أو المحلول الموجود على أنسجة اللثة إلى التهاب واحمرار في المناطق المصابة.
4- نتائج غير مرغوب فيها
اعتماداً على الحالة الأولى والأساسية لأسنانك، قد لا تكون النتائج التي تحققت بعد تبييض أسنانك هي ما كنت تأمله قبل إجراء العملية، لكن إذا كان لديك تلطيخ كثيف لدرجة لون الأسنان أو تلون داخلي داكن للأسنان من الداخل، فقد لا تلاحظ تغيراً في درجة لون أسنانك بعد التبييض.
وفي حال قام الشخص بتبييض أسنانه عدة مرات متتابعة، فقد تلاحظ أن السن يبدأ في الظهور باللون الرمادي أو الشفاف، على عكس اللون الأبيض الكريمي الذي يرغب الجميع في رؤيته بعد تبييض أسنانهم.
بالإضافة إلى ذلك، أشار Very Well Mind إلى أنه إذا كان لديك أغطية أو تيجان أو قشرة ابتسامة هوليوود أو حشوات، فلن يعمل محلول التبييض عليها، ما قد يجعل لون الأسنان متفاوتاً وغير متناسقاً.
ضرورة الالتزام بالروتين المناسب بعد تبييض الأسنان
يمكن أن تؤثر عادات الأكل والشرب ونظافة الفم على مدة استمرار نتائج تبييض الأسنان ودرجة التبعات الجانبية للعملية. وبعد الانتهاء من أي علاج تبييض، تظل الأسنان عرضة للتلطيخ والاسمرار والاصفرار من المشروبات مثل الشاي والقهوة وبعض الأطعمة.
وبحسب WebMD، يُعد شطف الفم وتنظيف الأسنان بعد الأكل أو الشرب بوقت قصير مهماً لمنع تلك الأنواع من العوامل من الاستقرار على سطح الأسنان، ويقلل من فرصة تراكم البلاك.
وطالما التزمت بالطرق المعتمدة من طبيب الأسنان المتخصص، فإن تبييض أسنانك يعتبر آمناً، وتأكد من استخدام الطريقة التي تناسب احتياجاتك واتبع دائماً الإرشادات الطبية، واتصل بطبيب الأسنان الخاص بك إذا واجهت أي آثار جانبية أخرى.