المغالطات المنطقية.. كيف تكتشف أن الذي أمامك يخدعك؟ (1)

تم النشر: 2021/08/14 الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/22 الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش
البعض يتمرسون في الخداع لدرجة جعلك تشك في نفسك/ Istock

إن اللغة هي التي تصنع الفكر وتشكل العقل، وحدود عقلك، عزيزي القارئ، هي حدود لغتك. ولهذا إن كان قاموس مصطلحاتك خالياً من المغالطات المنطقية، فأنت قد تكون عرضة للكثير من الخداع دون أن تدري، ودون حتى أن يكون لديك مصطلح تستطيع أن تصف به الخديعة التي قد تكون خارج عالمك اللغوي.

ولهذا، سنتناول في هذا المقال المغالطات المنطقية الشائعة التي تحميك من الخداع، وتعرّفك كيف أن الشخص الذي أمامك يرتب لشيء ما، أو من زاوية أخرى قد تكون عوناً لك على احتراف الخديعة وتمهِّد لك طريقاً ملكياً إن كنت تخطط لأن تصبح من ساسة الشرق الأوسط.

1-   مغالطة نفي الاستثناء (Accident Fallacy)

هي محاولة تطبيق قاعدة عامة على كل المواقف مع تجاهل وجود استثناءات واضحة.

مثال:

·       إحداث جُرح بأجساد الناس بآلة حادة جريمة.

·       الجراحون يحدثون جروحاً في أجساد الناس باستخدام أدوات حادة.

·       إذاً، الجراحون مجرمون.

2-   مهاجمة الثقة بالنفس. (Ad Fidentia)

اعتبار ضعف ثقة شخصٍ ما في نفسه أو فيما يقول دليلاً على عدم صحة فرضيته.

3-   الحاجة إلى مبرر. (Ad Hoc Rescue)

الاحتكام إلى مجموعة من التفسيرات والمبررات للتدليل على صحة فرضية ما، بافتراض أن تلك الفرضية صحيحة من البداية، أي أن صاحب الفرضية لا يريد الوصول للحقيقة بقدر ما هو راغبٌ في إثبات صحة ما يقول بأي طريقة.

4-   الشخصنة (Ad Hominem)

هي مهاجمة صاحب الحجة أو الدعوى أو انتقاده بناءً على عيوبه الشخصية أو تصرفاته، خاصة حينما تكون تلك العيوب أو التصرفات غير مرتبطة بما يدّعي.

وهناك ثلاثة أشكال لمغالطة الشخصنة:

أ- التوسل بالنفاق (Tu quoque)

مهاجمة حجة أو دعوى أحدهم لأن تصرفاته لا تتسق مع ما يدعي أو ما يقول.

مثال:

·       الشخص 1: يجب أن تمتنع عن التدخين لأنه ضارٌ بالصحة.

·       الشخص 2: وكيف أصدقك وأنت مدخن.

·       الشخص 1: لكنني أحاول الامتناع عن التدخين، وما أقوله هو حقيقة طبية بغض النظر عن…..

·       الشخص 2: أنت منافق.

ب- الشخصنة الظرفية (Circumstantial)

افتراض أن الشخص صاحب الادعاء غير محايد وأن ظروفه دفعته لاتخاذ موقفٍ ما أو لإطلاق ادعاء ما.

مثال:

·       محمد: لا أتفق كثيراً مع القرارات الأخيرة للخطيب (رئيس النادي الأهلي المصري).

·       علي: يجب أن تقول هذا طبعاً لأنك تشجع نادي الزمالك، فلماذا أثق بك؟!

ج- الذنب بالتبعية  (Guilt by Association)

رفض ما يقوله أحدهم لارتباطه بجماعة معينة أو تشابه ما يقوله مع أقوال أحد أفراد تلك الجماعة.

·       الشخص أ: أرى أن اليهود قد لعبوا دوراً في هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.

·       الشخص ب: هذا ليس صحيحاً أيها النازي!

·       الشخص أ: لكنني لست نازياً.

·       الشخص ب: ربما، لكنك تتحدث كالنازيين.

كانت هذه أبرز المغالطات المنطقية التي ينتهجها بعض المخادعين ليضعوك في زاوية الدفاع عن نفسك بدلاً من عرض رأيك، فيمكنك اكتشاف خديعتهم ومواجهتهم بها في أثناء النقاش.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد خالد عبدالوكيل
مترجم مهتم بالفلسفة والعلوم
تخرجت في كلية التجارة جامعة القاهرة قسم المحاسبة، حصلت على دبلومة في الترجمة القانونية والاقتصادية وترجمة الأمم المتحدة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، عملت لسنوات كمترجم قانوني ولي خبرة في الترجمة والتحرير الصحفي للأخبار والتقارير الاقتصادية
تحميل المزيد