ترهق قسوة الألم المزمن الجسم، تمنع صاحبها من أداء مهامه على أكمل وجه؛ تعطل النوم وتغير الطريقة التي يعالج بها الإنسان مشاعره من خلال إحداث تغييرات فسيولوجية في أدمغتنا. لكن تجربة الألم طويل الأمد معقدة وتتنوع بين الأفراد؛ مما يجعل من الصعب شرحها وقياسها، ناهيك عن التشخيص والتعامل معها.
في دراسة كبيرة أُجريت على نحو 22 ألف شخص زاروا عيادات إدارة الآلام الشديدة في جامعة بيتسبرغ، طور أخصائي الجراحة المحيطة بالجراحة بنديكت ألتر وزملاؤه طريقة جديدة لمحاولة المساعدة في حل هذه المشكلة.
وكتب الفريق في ورقتهم البحثية حسب ما نشرها موقع Science Alert: "وجدنا أن كيفية إبلاغ المريض عن التوزيع الجسدي لألمه المزمن يؤثر على جميع جوانب تجربة الألم تقريباً، بما في ذلك ما يحدث بعد ثلاثة أشهر".
وباستخدام تحليل مجموعات الكمبيوتر لخرائط آلام جسم المريض وتقييمات الألم، اكتشف الباحثون أن المرضى ينقسمون إلى 9 مجموعات من الألم المزمن.
1- آلام الظهر السفلى.
2- آلام البطن.
3- آلام الظهر السفلى الممتدة للأفخاذ.
4-آلام الظهر العلوية والسفلية.
5- آلام الرقبة والكتفين.
6- آلام الظهر السفلى والممتدة إلى ما تحت الركبة.
7-آلام الرقبة والأكتاف والظهر السفلى.
8-آلام خفيفة حول الجسم بأكمله.
9- آلام شديدة في سائر أنحاء الجسم.
ويختلف الألم المزمن عن الألم المعتاد.
فعند الألم المزمن، يستمر الجسم في إرسال إشارات الألم إلى الدماغ، حتى بعد أن تلتئم الإصابة.
يمكن أن يستمر هذا الألم من عدة أسابيع إلى سنوات. يمكن أن يحد الألم المزمن من القدرة على الحركة ويقلل من المرونة والقوة والقدرة على التحمل، وبالتالي إتمام المهام والأنشطة اليومية.
كيف تُعالج الآلام المزمنة؟
الهدف الرئيسي من العلاج هو تقليل الألم وتعزيز الحركة في سبيل العودة إلى الأنشطة اليومية دون إزعاج.
يمكن أن تختلف شدة وتواتر الألم المزمن بين الأفراد؛ لذلك يضع الأطباء خططاً للتحكم في الألم خاصة بكل شخص.
تعتمد خطة إدارة الآلام المزمنة على الأعراض وأي ظروف صحية أساسية، ويمكن استخدام العلاجات الطبية أو علاجات نمط الحياة أو مزيج من هذه الطرق للسيطرة على الآلام المزمنة.
أدوية الآلام المزمنة
تتوافر عدة أنواع من الأدوية التي تساعد في علاج الألم المزمن. وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك:
- مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، بما في ذلك أسيتامينوفين (تايلينول) أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الأسبرين (بافرين) أو إيبوبروفين (أدفيل).
- مسكنات الألم الأفيونية، بما في ذلك المورفين (MS Contin) والكوديين والهيدروكودون (Tussigon).
- المسكنات المساعدة، مثل مضادات الاكتئاب ومضادات الاختلاج. ومضادات الاختلاج أو anticonvulsants مجموعة متنوعة من الأدوية التي تستعمل في علاج نوبات الصرع.
الإجراءات الطبية للألم المزمن
توفر بعض الإجراءات الطبية أيضاً الراحة من الألم المزمن، نعددها كما جاء في موقع Healthline:
- التحفيز الكهربائي، والذي يخفف الألم عن طريق إرسال صدمات كهربائية خفيفة إلى عضلات كتلة العصب، وهي حقنة تمنع الأعصاب من إرسال إشارات الألم إلى الدماغ.
- الوخز بالإبر، والذي يتضمن وخز الجلد بإبر طفيفة لتخفيف الألم.
- الجراحة، التي تصحح الإصابات المتعافية بشكل غير صحيح والتي قد تساهم في زيادة الألم.