بينما تستمر الهيئات الصحية العالمية في محاربة انتشار متحركات فيروس كورونا، ظهر خطر جديد من غرب إفريقيا، وتحديداً غينيا، مع فيروس حمى ماربورغ النزفية الجديدة والتي قررت منظمة الصحة العالمية شن حملة توعية بشأنه؛ نظراً لعدم وجود علاج أو لقاح معتمد ضده.
ما هو فيروس حمى ماربورغ؟
وحسب ما نشرته المنظمة على موقعها الرسمي، فإن حمى ماربورغ النزفية مرض فتاك يسببه فيروس من الفصيلة التي ينتمي إليها الفيروس المسبب لحمى الإيبولا النزفية.
ورغم ندرة ظهور النوعين من الفيروس، إلا أن فيروس ماربورغ قادر على إحداث ضرر كبير بالجسم مسبباً معدلات وفاة مرتفعة تتراوح بين 24% و88% في موجات التفشي السابقة.
وأوضحت المنظمة أن هذه النسبة تعتمد على سلالة الفيروس وأسلوب مواجهة الحالات.
وهذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها الفيروس، إذ سبق أن تفشى في أماكن أخرى عبر إفريقيا بأنغولا والكونغو وكينيا وجنوب إفريقيا وأوغندا، حسب ما نشره موقع The Guardian.
كيف ينتقل الفيروس؟
هذا النوع من الفيروسات ينتقل من خلال ملامسة إفرازات الإنسان المصاب وأنسجته.
والجدير بالذكر أنّ الفيروس لا يسري بين البشر أثناء فترة حضانته (من 3 إلى 9 أيام). ويُصاب المرء بالعدوى جرّاء ملامسة دم المريض أو سوائل جسمه الأخرى (البراز والقيء والبول واللعاب والإفرازات التنفسية وحتى السائل المنوي) التي تحتوي على الفيروس بتركيزات عالية.
وتزداد قدرة المصابين على نقل العدوى كلّما تطوّر المرض، وتبلغ تلك القدرة ذروتها خلال مرحلة المرض الوخيمة.
ومن المسارات الشائعة لاكتساب العدوى مخالطة المصابين بحالات قوية عن كثب، لدى تقديم الرعاية لهم في البيت أو في المستشفى، وبعض ممارسات الدفن.
ويؤدي استخدام معدات الحقن الملوّثة بالفيروس أو التعرّض لوخز الإبر الملوّثة به إلى وقوع حالات أشدّ خطورة وتدهور الحالة الصحية بسرعة وزيادة احتمال الوفاة.
عوارض فيروس ماربورغ
يبدأ المرض الناجم عن فيروس ماربورغ فجأة بصداع حاد وحكة شديدة. ومن أعراضه الشائعة أيضاً الأوجاع والآلام العضلية، حسب ما أوضحت منظمة الصحة العالمية.
وعادة ما يتعرّض المريض لحمى شديدة في اليوم الأوّل من إصابته، يتبعها وهن تدريجي وسريع.
وفي اليوم الثالث تقريباً يُصاب المريض بإسهال مائي حاد وألم ومغص في البطن وغثيان وتقيّؤ. ويمكن أن يدوم الإسهال أسبوعاً كاملاً.
وقيل إنّ المريض يُظهر، في هذه المرحلة، ملامح تشبه "ملامح الشبح" وعينين عميقتين ووجهاً غير معبّر وخمولاً شديداً.
وفي التفشي الذي حصل في أوروبا في عام 1967 كان الطفح غير المسبّب للحكّة من السمات التي لوحظت لدى معظم المرضى في الفترة بين اليوم الثاني واليوم السابع من ظهور الأعراض عليهم.
ويُظهر الكثير من المرضى أعراضاً نزفية وخيمة في الفترة بين اليوم الخامس واليوم السابع، علماً بأنّ الحالات المميتة تتسم، عادة، بشكل من أشكال النزيف من مواضع عدة.
ومن العوارض وجود الدم الطازج في القيء والبراز، يصحبه، في كثير من الأحيان، نزف من الأنف واللثّة والمهبل.
وقد تؤدي إصابة الجهاز العصبي المركزي إلى حالات من التخليط والتهيّج والعدوانية. كما تم الإبلاغ، في بعض الأحيان، عن وقوع حالات من التهاب الخصية في المراحل المتأخّرة من المرض (اليوم الخامس عشر).
وفي الحالات المميتة تحدث الوفاة بين اليوم الثامن واليوم التاسع بعد ظهور الأعراض وتسبقها عادة صدمة.
متى ظهر الفيروس أول مرة؟
ظهر الفيروس أول مرة العام 1967 بعد حصول تفشٍّ في مدينتي ماربورغ وفرانكفورت بألمانيا وفي بلغراد يوغسلافيا السابقة.
وسُجّلت الحالات الأولى بين عاملي المختبرات الذين كانوا يدرسون قروداً من نوع النسانيس الخضراء الإفريقية استوردت من أوغندا.
وتم تسجيل 25 حالة من حالات العدوى الأوّلية أدّت 7 حالات منها إلى الوفاة، و6 حالات ثانوية لم تؤد أيّة حالة منها إلى الوفاة.
وسُجّلت الحالات الأوّلية بين عاملي المختبرات الذين تعرّضوا لفيروس ماربورغ لدى مناولة النسانيس أو التعرض لأنسجة تلك الحيوانات.
أمّا الحالات الثانوية فتعلّقت بطبيبين وممرّضة وأحد مغسّلي الموتى وزوجة أحد الأطباء البيطريين.
والجدير بالذكر أنّ جميع أولئك الأشخاص خالطوا، بشكل مباشر، أحد المصابين بالحالات الأوّلية، وذلك عن طريق الدم عموماً.
ثم عاود الفيروس الظور في أعوام 1975 في جنوب إفريقيا، ثم 1980 في كينيا، تبعها العام 1987 في كينيا، ثم في الكونغو وأنغولا وأوغندا.
وفي عامي 2004 و2005، سجل أكبر انتشار للمرض في أنغولا، أبلغت وزارة الصحة وقتها عن حدوث 374 حالة أدّت 329 حالة منها إلى الوفاة (معدل إماتة الحالات: 88%) وذلك في جميع أنحاء البلد.
ما هو شكله؟
يظهر الفيروسان (أي الإيبولا وماربورغ) تحت المجهر الإلكتروني، على شكل خيوط ممتدة تلتف لتشكّل أجساماً غريبة في بعض الأحيان، وتلك الخيوط هي التي استُلهم منها اسم "فصيلة الفيروسات الخيطية".
والجدير بالذكر أنّ هذين الفيروسين هما من أشدّ العوامل الممرضة المعروفة من ضمن ما يصيب البشر.
كيف ينتقل إلى البشر؟
الجدير بالذكر أنّه لا يوجد لقاح ولا علاج محدّد لمكافحة هذا المرض، وتوجد دراسات من أجل تحديد المستودع الطبيعي لحمى ماربوغ وحمى الإيبولا على حد سواء.
وهناك بيّنات تدلّ على أنّ الخفافيش تلعب دوراً في هذا الصدد، إلى جانب النسانيس.