كوفيد-19 هو مرض يُسببه فيروس كورونا المستجد، SARS-CoV-2، وغالباً ما يرتبط هذا الفيروس بأعراض الجهاز التنفسي، مثل السعال وضيق التنفس. ومع ذلك يمكن أن يؤثر كوفيد-19 أيضاً على أجزاء أخرى من الجسم، حيث يمكن أن تحدث أيضاً أعراض في الجهاز الهضمي والعصبي والقلب والأوعية الدموية.
كما أن هناك بعض الأدلة، من خلال كل من الأبحاث والتقارير القصصية، على أن كوفيد-19 قد يؤثر أيضاً على دورتك الشهرية، بالإضافة إلى بعض التقارير التي تشير إلى الآثار المحتملة للتطعيم على الدورة الشهرية واضطرابها.
كيف يؤثر كوفيد-19 على دورات الطمث؟
طوال الوباء، كانت هناك العديد من التقارير القصصية حول كيفية تأثير كوفيد-19 على الدورة الشهرية عند النساء. تضمنت بعض التغييرات المبلغ عنها ما يلي:
- دورات أخف
- دورات أثقل
- دورات غير منتظمة
- انقطاع الدورة لفترة مؤقتة
حتى الآن تم إجراء القليل من الأبحاث حول تأثير كوفيد-19 على دورات الحيض، من الممكن أن تؤدي العدوى نفسها إلى إجهاد جسمك أو تعطيل مستويات الهرمونات، ما يؤدي إلى تغيّرات ملحوظة في دورتك الشهرية.
وجدت دراسة أُجريت عام 2020 أن بطانة الرحم آمنة على الأرجح من العدوى المباشرة بفيروس كورونا الجديد، هذا لأنه يحتوي على مستويات أقل من ACE2، المستقبل الذي يرتبط به فيروس كورونا الجديد طوال الدورة الشهرية.
ماذا تقول الدراسات؟
قامت دراسة أُجريت عام 2021 بتقييم بيانات من 177 امرأة في فترة الحيض، مصابات بكوفيد-19.
تم العثور على تغييرات في الدورة الشهرية لدى 45 من 177 امرأة (25%). من بين هؤلاء الـ45 امرأة شهدت 36 امرأة دورة أخف بشكل ملحوظ، بينما كانت لدى 9 منهن أثقل بشكل ملحوظ.
كانت النساء المصابات بكوفيد 19 الشديد أكثر عرضة للدورة الشهرية التي تزيد عن 37 يوماً، وقد وجد الباحثون أن 34% من النساء المصابات بمرض شديد لديهن دورات طويلة، مقارنة بـ19% من النساء المصابات بمرض خفيف.
عندما قارن الباحثون مدة الدورة الشهرية خلال كوفيد-19 بطول الدورة العادية للنساء، وجدوا أن 50 من بين 177 امرأة (28%) لديهن تغيرات في الدورة الشهرية. عانى معظمهن من دورة أطول من المعتاد أثناء مرضهن، رغم أن البعض كانت لديهن دورة أقصر.
تمت مقارنة مستويات الهرمونات الجنسية، مثل الهرمون المنبه للجريب والإستروجين والبروجسترون لدى 91 امرأة مصابة بكوفيد-19، بـ91 امرأة غير مصابة به، ولم يتم العثور على فرق بين المجموعتين.
أخيراً، لاحظ الباحثون أن 84% و99% من المشاركات قد عدن إلى الحيض الطبيعي وطول الدورة، على التوالي، بعد شهر إلى شهرين من الإصابة بكوفيد-19.
هل يمكن أن يؤثر لقاح كوفيد-19 على دورتك الشهرية؟
ارتبط لقاح كوفيد-19 أيضاً بالتغيرات في الدورة الشهرية، ومع ذلك لم تربط الأبحاث هذه التغييرات بشكل مباشر بلقاحات كوفيد-19. في الواقع هناك نقص بشكل عام في البحث في الطريقة التي يمكن أن تؤثر بها اللقاحات على الدورة الشهرية.
حتى الآن، تشير التقارير إلى فترات غير منتظمة أو فترات أثقل بعد التطعيم. يبدو أن هذه الآثار مؤقتة، حيث تعود معظم النساء إلى أنماط الدورة الشهرية الطبيعية في الأسابيع التي تلي التطعيم.
يتضمن تقرير موثوق به لـ BMJ المعلومات التالية حول تطعيم كوفيد-19 والحيض:
منذ بداية أبريل/نيسان 2021، تم الإبلاغ عن حوالي 958 حالة تغيرات في الدورة الشهرية للوكالة البريطانية لتنظيم منتجات الطب والرعاية الصحية.
تشمل التغييرات الموضحة في التقارير ما يلي:
- دورات غزيرة
- نزيف بين الدورات
- نزيف مهبلي بعد انقطاع الطمث
كانت هذه التأثيرات أكثر شيوعاً مع لقاح AstraZeneca، غير المصرح باستخدامه في الولايات المتحدة، مقارنة بلقاح Pfizer-BioNTech.
في حين تم الإبلاغ عن هذه التأثيرات بعد التطعيم، لم يتم إجراء أي بحث لربط التغييرات في الحيض مباشرة بلقاح كوفيد-19. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على الدورة الشهرية.
الآثار التي تحدث بعد لقاح كوفيد-19؟
من المحتمل أن تواجه الأعراض الجانبية التالية بعد تلقي لقاح COVID-19:
- ألم أو احمرار أو تورم في موقع الحقن
- إعياء
- أوجاع وآلام
- صداع الرأس
- حمة
- قشعريرة
- غثيان
يتطلب لقاحا Pfizer-BioNTech وModerna جرعتين للحصول على مناعة كاملة. عادة ما تكون الآثار الجانبية المذكورة أعلاه أكثر بعد الجرعة الثانية، هذا أمر طبيعي، وعلامة على أن جسمك يبني المناعة.
أحد الآثار الجانبية الأقل شيوعاً للقاحات كوفيد-19 هو رد الفعل التحسسي الشديد، يحدث هذا عادةً بعد وقت قصير من تلقي اللقاح، ولهذا ستتم مراقبتك لفترة قصيرة من الوقت بعد تلقي التطعيم.
تعد الجلطات الدموية الخطيرة من الآثار الجانبية النادرة جداً، قد يحدث هذا في الأسابيع التي تلي التطعيم، ووفقاً للتقارير، فإنه يؤثر بشكل أساسي على النساء دون سن الخمسين. وفقاً لتحليل أجراه مركز السيطرة على الأمراض وإدارة الغذاء والدواء فإن احتمال حدوث هذا التأثير الجانبي منخفض جداً.
هل هناك أسباب أخرى لاضطراب دورتك الشهرية بعد الإصابة؟
تشير التقديرات إلى أن عدم انتظام الدورة الشهرية يؤثر على ما بين 5 إلى 35.6% من النساء، اعتماداً على عوامل مثل العمر والموقع. يمكن أن تشمل هذه الآثار:
- دورات غير منتظمة
- فترات حيض غزيرة
- فترات حيض أخف
- انقطاع الحيض لفترة
مَن يمكنكِ أن تسألي؟
إذا لاحظتِ أن دورتك الشهرية مختلفة بسبب إصابتك بكوفيد-19 أو تلقي التطعيم، فمن المحتمل أن تعود أنماط الدورة الشهرية الطبيعية لديك في الأسابيع المقبلة.
ومع ذلك، إذا لم تختفِ تغييرات الدورة الشهرية زوري طبيب النساء واستشيريه.
الخلاصة
من المحتمل أن يكون للإصابة بكوفيد-19 تأثير مؤقت على دورتك الشهرية. السبب الدقيق لحدوث ذلك غير معروف حالياً.
كما قد يؤدي تلقي لقاح كوفيد-19 أيضاً إلى حدوث تغييرات في دورتك الشهرية، مثل الدورات الشهرية الشديدة أو المؤلمة.
تذكّري أنَّ العديد من العوامل يمكن أن تسبب اضطرابات الدورة الشهرية. يمكن أن يلعب الإجهاد، الجسدي والنفسي، دوراً كبيراً أيضاً. تأكدي من زيارة طبيبك إذا كانت لديك مخاوف بشأن دورتك الشهرية وكوفيد-19.