يعد الفقدان المبكر للحمل (الإجهاض) أمراً شائعاً بين النساء الحوامل، فوفقاً للكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG)، فإن 10% من حالات الحمل المسجلة كانت نهايتها الإجهاض.
فما هي أسباب هذه الحالة، وماذا يحدث في جسد المرأة تحديداً عندما تتعرض للإجهاض؟
الإجهاض.. ماذا يحدث داخل جسم المرأة عندما تتعرض له؟
تقول طبيبة أمراض النساء والولادة في مدينة إنديانابوليس بولاية إنديانا، راتشيل ليلاند:
"عندما تُجهض المرأة ينفصل كيس الحمل عن بطانة الرحم، ويبدأ النزيف بسبب هذا الانفصال، الأمر الذي يحفز بدوره تقلصات الرحم".
وتضيف أن أكثر علامات الإجهاض شيوعاً هي التشنج المؤلم والنزيف، بغض النظر عن سبب حدوث الإجهاض. وعادةً يحدث هذا في غضون أسبوعين من توقف تقدم الحمل.
ومن المهم أن تعرف النساء الحوامل أنواع الإجهاض المختلفة كي تستطيع التعامل مع الموقف، ففي حالات الإجهاض الجزئي على سبيل المثال لا تخرج جميع أجزاء كيس الحمل اللزج عند حدوث الإجهاض، وقد يستدعي الأمر تدخل الطبيب واللجوء إلى الدواء أو الجراحة في حال استمرت العملية لوقت طويل، وفقاً لما ورد في موقع Good Men Project الأمريكي.
أنواع الإجهاض
هناك العديد من أنواع الإجهاض المختلفة، اعتماداً على الأعراض ومرحلة الحمل سيشخص الطبيب الحالة على أنها واحدة مما يلي:
- الإجهاض الكامل: فيه يتم طرد جميع أنسجة الحمل من جسمك.
- إجهاض غير كامل: عندما يخرج جزء من المشيمة وأنسجة الحمل من الجسم ويبقى الجزء الآخر.
- الإجهاض الفائت: عندما يموت الجنين دون علم الأم ولا تقوم بإخراجه.
- الإجهاض المهدد: يشير النزيف والتقلصات إلى احتمال حدوث إجهاض عما قريب.
- الإجهاض الحتمي: يشير وجود النزيف والتشنج واتساع عنق الرحم إلى أن الإجهاض أمر لا مفر منه.
- الإجهاض الإنتاني: عندما تحدث عدوى داخل الرحم.
ماذا عن التحولات الهرمونية التي تحدث بعد الإجهاض؟
تقول رايتشل: "ينخفض هرمون الحمل (hCG) ويمكن أن يحدث ذلك بسرعة.
ولكن في بعض الأحيان فإن الأنسجة تستغرق فترات أطول لتخرج. وما دامت هناك أنسجة حمل في الرحم، فسيكون هناك نوع من هرمون بيتا hCG، عادة في مجرى الدم.
والشيء الآخر الذي يحدث هو أن هرمون البروجسترون عادة يتراجع ببطء، حيث يبدأ الجسم الأصفر (الذي يساعد في دعم الحمل) في الذوبان".
وفي حال شعرت إحداهن بآثار الاضطرابات الهرمونية بعد الإجهاض، وعانت من التعاسة أو المزاج السيئ، فتقول راتشل إن البروجسترون على وجه الخصوص هو السبب، كذلك فإن التغيرات الكيميائية العصبية التي ترافق الإجهاض قد تؤثر بشكل سلبي على الحالة المزاجية.
ما هي أسباب الإجهاض ؟
من المعلومات التي يجب على النساء معرفتها كذلك، لماذا يحدث الإجهاض في المقام الأول.
وفقاً لما ورد في موقع Healthline، هناك عوامل مختلفة قد تسبب الإجهاض، من بينها المشاكل الوراثية أو الظروف المختلفة التي تمر بها الحامل.
المشاكل الوراثية أو الكروموسومات
تحتوي الكروموسومات على الجينات. في الجنين النامي تسهم الأم بمجموعة واحدة من الكروموسومات، ويُسهم الأب في مجموعة أخرى.
وفي حال حدث تشوه ما في هذه الكروموسومات، فإن ذلك قد يؤدي إلى:
موت الجنين داخل الرحم: يتشكل الجنين، ولكنه يتوقف عن النمو قبل أن تشعر الحامل بأعراض فقدان الحمل.
البويضة التالفة: لا يتكون أي جنين على الإطلاق.
الحمل المولي: كلا المجموعتين من الكروموسومات تأتي من الأب، ولا يحدث نمو للجنين.
الحمل العنقودي الجزئي: تبقى كروموسومات الأم، لكنْ هناك مجموعتان من الكروموسومات المقدمة من الأب.
يمكن أن تحدث الأخطاء أيضاً بشكل عشوائي عندما تنقسم خلايا الجنين، أو بسبب تلف بويضة أو خلية منوية، ويمكن أن تؤدي مشاكل المشيمة أيضاً إلى الإجهاض.
الظروف الصحية ونمط الحياة
بعيداً عن المشاكل الوراثية قد تكون الظروف الصحية أو بعض الممارسات سبباً في حدوث الإجهاض.
ملاحظة: ممارسة الرياضة والجماع لا يسببان الإجهاض، لن يؤثر العمل أيضاً على الجنين، إلا إذا تعرضت لمواد كيميائية ضارة أو إشعاع.
لكن تشمل الحالات التي يمكن أن تؤدي إلى الإجهاض ما يلي:
- سوء التغذية
- تعاطي المخدرات والكحول
- سن الأم المتقدمة
- مرض الغدة الدرقية غير المعالج
- مشاكل الهرمونات
- مرض السكري غير المنضبط
- الالتهابات
- التعرض للصدمات
- البدانة
- مشاكل عنق الرحم
- ارتفاع ضغط الدم الشديد
- التسمم الغذائي
- بعض الأدوية (استشيري طبيبك دائماً قبل تناول أي أدوية للتأكد من أن الدواء آمن للاستخدام أثناء الحمل).