يتميّز جسم الإنسان بأنّه يُفرز العرق من نحو 3 ملايين غدة عرقية متواجدة داخله، من أجل ترطيب وتبريد الجلد في حال ارتفاع درجات الحرارة، ليس هذا فحسب، إذ تشير رائحة قطرات العرق هذه إلى معلومات مهمّة حول ما إذا كنت تعاني من مشاكل صحيّة ما.
تابع القراءة لمعرفة كيفية حدوث التعرق، وما الروائح التي يُفرزها، وإلامَ تشير كل رائحة منها؟
ما هو التعرق وكيف يحدث؟
التعرق هو وظيفة جسدية تساعد في تنظيم درجة حرارة الجسم، يتم من خلاله إفراز سائل دهني ملحِي من الغدد العرقية بنوعيها الصماء والمفرزة، ويحمل رائحةً مميزة نسميها بـ"رائحة الجسم".
ويعتبر الجهاز العصبي اللاإرادي هو المسؤول الأول عن وظيفة التعرق، في حال تعرُّضك لحرارة مرتفعة أو ممارستك للرياضة أو إصابتك بالحمى يقوم هذا الجهاز بإطلاق العرق من خلال المسامات، لترطيب الجلد بشكل كافٍ، وتبريده وفقاً لـHealth Line الطبي.
يتكون العرق في الغالب من الماء، لكن حوالي 1% منه هو مزيج من الأملاح والدهون.
أما مناطق التعرق الأكثر شيوعاً في الجسم فتشمل:
- الوجه
- الإبطين
- راحة اليدين
- أخمص القدمين
- الظهر
- الرقبة
ويمكن أن يتسبب عدم التعرق بكميات كافية في مشاكل كبيرة، لأن خطر درجات حرارة الجسم سيكون مرتفعاً دائماً، في حين أنّ التعرق المفرط يتسبب في أضرار نفسية أكثر منها جسدية.
رائحة العرق تشبه رائحة الأسيتون (مُزيل طلاء الأظافر)
عندما تنقص نسبة الأنسولين في الجسم تزداد نسبة السكر في الدم، وتؤدي إلى تفاقم نسبة الغلوكوز وبقاء كمية كبيرة منه في مجرى الدم، بدلاً من الخلايا التي تستخدمه للحصول على الطاقة.
وفي هذه الحالة يتحول الجسم إلى حرق الدهون للحصول على الطاقة بدلاً من الجلوكوز، ما يجعل الجسم يطلق المستقلبات مثل الأسيتون من خلال التعرق.
وبالتالي فإن ظهور رائحة الأسيتون في تعرق الجسم هو دليل مهم على وجود مشاكل تتعلق بشكل أساسي بالإصابة بمرض السكري.
غالباً ما يُنظر إلى رائحة الأسيتون (يشبه رائحة مزيل طلاء الأظافر) على أنها حلوة، ولكنها قد تحمل أيضاً رائحةً شبيهة بالخل.
رائحة العرق تشبه رائحة الأمونيا
أما إذا كانت رائحة العرق تشبه رائحة الأمونيا فذلك يشير إلى العديد من الأسباب المحتملة، أبرزها وفقاً لما ذكره موقع Medical News Today هي أمراض الكلى.
وتعتبر الكلى هي المسؤولة عن إزالة اليوريا من الجسم، ولكنّ في حال لم تكن تعمل بشكل صحيح تدخل هذه المادة إلى مجرى الدم، وتتسبب في حالة تسمى "بولينا"، وهي إحدى أعراض الفشل الكلوي.
وبالتالي في حال كان لدى الشخص مستويات عالية من اليوريا في الجسم فقد يفرز الجسم اليوريا من خلال العرق، والتي لها نفس رائحة الأمونيا (النشادر).
كما قد تشير هذه الرائحة إلى وجود مشاكل في الكبد، أو إلى جانب ذلك يمكن أن تظهر رائحة الأمونيا بسبب الإصابة بالسل أو الاضطرابات في عمل الغدة الدرقية أو التليف الكيسي.
رائحة العرق تشبه رائحة كبريتيد الهيدروجين
أما إذا كانت رائحة العرق تشبه رائحة كبريتيد الهيدروجين فإن ذلك يشير إلى وجود مشاكل في الجهاز الهضمي.
إذ يمكن أن يتسبب سوء الهضم في حدوث خلل في البكتيريا الموجودة في أمعائنا، فيواجه الجسم صعوبة في التعامل معها، ويسمح لها بالخروج من خلال مسام الجلد التي تعطي رائحة كبريتيد الهيدروجين.
ووفقاً لوزارة الصحة في ولاية واشنطن الأمريكية، فإن كبريتيد الهيدروجين هو غاز عديم اللون قابل للاشتعال، رائحته تشبه رائحة البيض الفاسد، وأحياناً يمكن أن يفقد الشخص قدرته على شم الرائحة، ويصبح غير مدرك لوجودها، وتسمى هذه الحالة بـ"التعب الشمي".
رائحة العرق تشبه رائحة الخل
تشير رائحة العرق التي تشبه رائحة الخل إلى العديد من المشاكل الصحية، منها مثل وجود مشاكل في الرئتين والكلى والسكري وأمراض اللثة والالتهابات والجهاز الهضمي، أو نقص في فيتامينات الجسم، سيما B وD.
في بعض الحالات قد تكون رائحة الخل النفاذة من العرق دليلاً على الإصابة بعدوى الجلد البكتيرية، التي تسببها الوتدية، التي تصيب القدم والفخذين والإبطين.
علاجات منزلية للتخلص من رائحة العرق
صحيح أنّ بعض روائح العرق قد تكون كريهة إلى درجة لا يمكن تحملها، لكن في الوقت ذاته هناك بعض الأمور التي يمكنك القيام بها للتخلص من هذه الرائحة مثل:
- ارتدِ ملابس خفيفة كي تسمح لبشرتك بالتنفس.
- اشرب الماء أو المشروبات الرياضية لتعويض السوائل والشوارد المفقودة من خلال التعرق.
- ضع مضاداً للتعرق تحت الإبطين أو معطراً لتقليل الرائحة والسيطرة على التعرق.
- تخلَّص من الأطعمة التي تزيد من التعرق في نظامك الغذائي.
- غيِّر ملابسك المتعرقة لتقليل خطر العدوى البكتيرية أو الفطرية.
- استخدِم الصابون المضاد للبكتيريا.
ملاحظة: إذا كنت قلقاً بشأن رائحة الجسم، أو لاحظتَ تغيُّرات مفاجئة في رائحة الجسم فمن الأفضل دائماً التحدث إلى أخصائي رعاية صحية".