أصبح الشعور بالتوتر من الأمور الشائعة في حياتنا اليوميّة إلى حدٍّ ما؛ فإذا كنت موظفاً فقد يأتيك شعور التوتر من العمل، أوقد تصاب بالتوتر من المشاكل العائلية… وهكذا.
ما هو التوتر؟
يُمكن تعريف التوتر أو الإجهاد بأنه رد فعل طبيعي للجسم على التغييرات الحياتية والجسدية والعاطفية والنفسية التي تطرأ على حياة الإنسان، ومن الشائع أنّ تكون هذه التغييرات الطارئة سلبية، لكنّ العلم أكّد أنّ بعض التغييرات الإيجابية قد تكون سبباً في الشعور بالتوتر أيضاً، وفقاً لما ذكره موقع Very Well Mind المتخصص بالصحة العقلية.
ما هي أنواع التوتر
للتوتر أنواع متعددة، منها ما يكون مؤقتاً بسبب مرحلة معينة نمرّ بها، وأحياناً قد يطول أمده فيؤدي إلى أمراض بعضها خطير مثل الاكتئاب أو مشاكل في القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري.
ولفهم التوتر نفسه بشكل أفضل، سنتعرف على أنواعه، التي ستساعدنا معرفتها على معرفة كيفية إدارة التوتر بطريقة صحيحة.
التوتر الحاد العرضي
يحدث التوتر الحاد العرضي، عندما يعاني الناس من توتر وإجهاد متكرر لأسباب مختلفة تتعلق بأمور الحياة بشكل عام.
وبالتالي فإن الأشخاص المصابين بهذا النوع عادة ما يملكون نظرة سلبية للحياة، ويقلقون بشأن كل شيء، كما أنهم يعاملون التوتر على أنه جزء من حياتهم.
ومن بين الأسباب التي تقف وراء الإصابة به وفقاً لما ذكره مركز Manhattan CBT للعلاج المعرفي السلوكي:
- تحمل الكثير من المسؤولية.
- العمل في وظيفة تتطلب الكثير من الجهد.
- أن يكون الشخص مسؤولاً عن شخص عزيز عليه يعاني من أمراض وصعوبات في الحياة.
- صعوبة التعامل مع الآخرين.
- الحظ السيئ.
كما يمكن أن يؤثر بشكل خطير على قدرتك على الاستمتاع بحياتك والقيام بالأشياء الضرورية للحفاظ على صحتك العاطفية، ولهذه الأسباب يعد التوتر الحاد العرضي مشكلة يجب أخذها على محمل الجد.
التوتر الحاد
يصاب الأشخاص الذين عانوا أو شاهدوا حدثاً مرعباً أو صادماً أو هدد حياتهم باضطراب التوتر الحاد أو كما يسمى أيضاً باضطراب طيف التوحد وفقاً لما ذكره مركز ADA الصحي.
ومن أهم الأحداث التي قد تسبب الإصابة بهذا الاضطراب:
- الكوارث الطبيعية كالفيضانات والحرائق والزلازل.
- الاعتداء الجسدي أو الجنسي.
- حوادث السيارات.
- الموت المفاجئ لأحد أفراد الأسرة.
- مواجهة تحدٍّ يبدو مستحيلاً على سبيل المثال يتعلق بوظيفة الفرد أو حياته المهنية.
في حين يميل الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد إلى الشعور بمشاعر قوية من الرعب والعجز كرد فعل على الصدمة، وقد تظهر عليه أعراض نفسية وجسدية مثل:
- ذكريات متكررة لا إرادية للحدث.
- كوابيس حول الحدث.
- مزاج متدنٍّ وصعوبة في الشعور أو التعبير عن المشاعر الإيجابية.
- القلق.
- اضطرابات النوم.
- صعوبة التركيز.
- زيادة ضربات القلب.
- غثيان.
- صداع.
- صعوبة التنفس.
- آلام في الصدر.
- آلام في المعدة.
- تعرق.
ويمكن تشخيص اضطراب طيف التوحد أو اضطراب التوتر الحاد بعد 3 أيام إلى 30 يوماً من تاريخ وقوع الحدث الصادم، وهو حالة قصيرة الأمد يبدأ بعدها الأشخاص المصابون بها بالتحسن دون أي علاج.
التوتر المزمن
إذا استمر التوتر الحاد لفترة أطول من الفترة المعتادة، فإنه سيتحول إلى توتر مزمن قد يدوم لأوقات طويلة، يمكن أن يضر بصحة المصابين به ويؤدي إلى أمراض خطيرة مثل الاكتئاب ومشاكل في القلب وبعض الأمراض الأخرى. ومن أسبابه:
- المشاكل المالية.
- الأسر المُشتتة.
- بيئة العمل السيئة.
- الزواج غير السعيد.
أما أعراضه فتشمل وفقاً لما ذكره موقع Medical News Today ما يلي:
- تهيج شديد.
- إعياء.
- صداع.
- صعوبة أو عدم القدرة على التركيز.
- صعوبة النوم.
- مشاكل في الجهاز الهضمي.
- تغيرات في الشهية.
- الشعور بالعجز.
- تدني مستوى احترام الذات.
- فقدان الرغبة الجنسية.
- العصبية.
وعلى مدى فترات طويلة، يمكن أن يساهم التوتر المزمن في الإصابة بمجموعة من الأمراض الجسدية والاضطرابات العقلية مثل:
- أمراض قلبية.
- ارتفاع ضغط الدم.
- السكري.
- البدانة.
- ضعف المناعة.
- العجز الجنسي.
- اضطرابات الجهاز الهضمي.
- تهيج الجلد.
- التهابات الجهاز التنفسي.
- أرق.
- اكتئاب.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- انفصام في الشخصية.
التوتر النفسي
يعتبر التوتر النفسي من الأنواع الأكثر شيوعاً، وقد يصيب الناس في الكثير من المواقف الحياتية التي تؤدي إلى ردود فعل نفسية وعاطفية مثل: (الإحباط، الحزن، الغضب، الغيرة، نوبات الهلع، الخوف).
التوتر النفسي الاجتماعي
يصاب الناس بهذا النوع من التوتر عندما يواجهون صعوبات في علاقاتهم الاجتماعية والعاطفية، ومن المؤثرات التي تؤدي للتوتر النفسي-الاجتماعي وفقاً لما ذكرته مجلة علم النفس Psychreg:
- خلافات بين الزوجين.
- خلافات بين الأشقاء.
- خسارة أحد أفراد العائلة.
- خلافات العمل لا سيما بين المدير وموظفه.
- فقدان الوظيفة.
- الوحدة.
التوتر الجسدي
كما يوحي الاسم، فإن هذا النوع من التوتر يصيب الناس بسبب الإجهاد الجسدي والتعب والإصابة ببعض الأمراض مثل:
- مشاكل الأسنان.
- عدم التوازن الهرموني.
- الإعياء.
- نقص الأوكسجين.
- ممارسة أعمال تحتاج قوة جسدية كبيرة.
- إجراء عملية جراحية.
- التلوث البيئي.
كيف يمكن إدارة التعامل مع التوتر؟
قد يشعر بعض الناس المصابون بالتوتر أنهم غير قادرين على استعادة السيطرة على حياتهم، ولكن هناك بعض الطرق والاستراتيجيات التي تساهم في تقليل مستويات التوتر مثل:
فهم العلامات والأعراض: يمكن أن تختلف هذه المؤشرات، ولكن إذا تمكن الشخص من معرفة نوع التوتر المصاب به، فسيكون أكثر قدرة على إدارته.
التحدث مع الأصدقاء والعائلة: إذ بإمكانهم تقديم الدعم العاطفي والحافز للتخلص من التوتر.
ممارسة الرياضة بانتظام: يزيد النشاط البدني من إنتاج الجسم للإندورفين، وهي مواد كيميائية تعزز الحالة المزاجية وتقلل من التوتر، ويمكن أن تشمل المشي أو الجري أو ركوب الدراجات.
تحسين جودة النوم: قلة النوم أو النوم السيئ يمكن أن يساهما في زيادة التوتر؛ لذلك حاول أن تحصل على 7 ساعات من النوم على الأقل كل ليلة، وحدد أوقاتاً منتظمة للنوم والاستيقاظ، كما عليك تجنب الكافيين والأطعمة الجاهزة والنشاط البدني المكثف في الساعات التي تسبق موعد النوم.
الاسترخاء: يمكن أن يساعدك الاسترخاء قبل النوم في تخفيف التوتر مثل: الاستماع إلى الموسيقى، أو قراءة كتاب، أو أخذ حمام دافئ، أو ممارسة التأمل.
قياس مستوى التوتر بحسب مقياس هوليمز وراهي
تمَّ إنشاء أداة مقياس التوتر عام 1967 من قبل الطبيبين النفسيين توماس هولمز وريتشارد راهي، والتي تساعد على معرفة مستوى التوتر لدى كل شخص بحسب العبء الذي يحمله على عاتقه.
لمعرفة مستوى التوتر لديك، كل ما عليك فعله هو تحديد الحالات التي عانيت منها على مدار عام فائت وجمع نقاطها، وفي النهاية حساب مجموعك النهائي من النقاط التي ستعرف من خلالها مستوى التوتر لديك.
الحالة | عدد النقاط |
وفاة الزوج | 100 |
طلاق | 73 |
انفصال بين الزوجين | 65 |
السجن | 63 |
وفاة أحد أفراد الأسرة المقربين | 63 |
الإصابة بالمرض | 53 |
الزواج | 50 |
الطرد من العمل | 47 |
الصلح الزوجي | 45 |
التقاعد | 45 |
تغير في صحة أحد أفراد العائلة | 44 |
مخالفة القانون | 11 |
الحمل | 40 |
صعوبات في ممارسة الجنس | 39 |
اكتساب فرد جديد من العائلة | 39 |
تغيير في الأعمال التجارية | 39 |
تغيير في الوضع المالي | 38 |
وفاة صديق مقرب | 37 |
الانتقال والعمل في مجال مختلف | 36 |
تغيير في عدد الخلافات مع الزوج | 35 |
أخذ قرض عقاري | 31 |
حجز الرهن العقاري | 30 |
تغيير في مسؤوليات العمل | 29 |
مغادرة الابن أو الابنة للمنزل | 29 |
مشاكل مع الأصهار | 29 |
إنجاز شخصي رائع | 28 |
الزوج يبدأ أو يتوقف عن العمل | 26 |
بدء أو إنهاء المدرسة/ الكلية | 26 |
تغيير في ظروف المعيشة | 25 |
تغيير العادات الشخصية | 24 |
مشكلة مع مديرك في العمل | 23 |
تغيير في ساعات أو ظروف العمل | 20 |
تغيير في الإقامة | 20 |
تغيير المدرسة/ الكلية | 20 |
تغيير النشاطات الترفيهية | 19 |
تغيير في الأنشطة الاجتماعية | 18 |
تغيير في عادات النوم | 16 |
تغيير في عدد اللقاءات العائلية | 15 |
تغيير في عادات الأكل | 15 |
ما الذي تعنيه النتيجة؟
بحسب المعهد الأمريكي للتوتر، فإن كان مجموع نقاطك لا يتجاوز 150 نقطة، فأنت تمتلك مقداراً منخفضاً من التوتر، أما إذا كان مجموع نقاطك يتراوح ما بين 150 إلى 300 نقطة ففرصة انهيارك صحياً خلال العامين المقبلين بسبب التوتر تبلغ 50%.
وفي حين كان مجموع نقاطك يتجاوز الـ300 نقطة ففرصة انهيارك صحياً في العامين المقبلين بسبب التوتر تبلغ نحو 80%.