تعتبر نزلات البرد أو الإنفلونزا الموسمية جزءاً طبيعياً من الحياة، ولكن إذا لاحظت أنك تقضي وقتاً أطول على الأريكة، وينتهي بك الأمر لنوبة مرضية أخرى، فهنا يختلف الأمر.
تختلف الأسباب التي تؤدي للمرض، ولعل الجانب الإيجابي الوحيد هو إمكانية السيطرة عليها.
1. المعاناة من التوتر أو القلق المزمن
الضغط العصبي المزمن (إلى جانب النوم غير الكافي) هو السبب الأول الذي يجعل الناس يمرضون، وفقاً لما ذكرته هيذر موداي، اختصاصية أمراض الحساسية والمناعة لموقع Mind Body Green.
تشرح قائلة: "عندما نتعرض للضغوط ويرتفع الكورتيزول، تنخفض خلايا مراقبة الفيروسات لدينا ونمرض بسهولة أكبر. يتداخل الكورتيزول نفسه مع قدرة أحد أنواع خلايا الدم البيضاء، التي تسمى الخلايا التائية، على التكاثر والحصول على إشارات من الجسم. بالإضافة إلى ذلك، يخفض الكورتيزول أيضاً من إفراز جسم مضاد مهم يسمى غلوبيولين مناعي أ (IgA)، الذي يبطن الجهاز التنفسي والأمعاء وهو خطنا الأول للدفاع ضد غزو مسببات الأمراض".
وقد يؤدي الضغط العصبي للانخراط في سلوكيات غير صحية، مثل الإفراط في الشرب والتدخين والبحث عن السلوى في الطعام المليء بالسكر المكرر الزائد أو الكربوهيدرات غير الصحية.
علاج المشكلة
الضغط العصبي هو جزء طبيعي من الحياة، لذلك لن تكون قادراً على التخلص منه تماماً، ولكن من الضروري العثور على طرق للتعامل معه عبر التأمل وكتابة اليوميات والموازنة بين الحياة المنزلية والعمل، حتى تجد نظاماً يناسبك.
2. النوم غير الكافي
عندما يختل النظام، لا يستطيع الجسم محاربة مسببات الأمراض بسهولة. وقد بحثت إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة Sleep في عام 2015 في عادات النوم لدى 164 من الرجال والنساء الأصحاء، ووجدت أن أولئك الذين ينامون أقل من ست ساعات في الليلة كانوا أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد من أولئك الذين ناموا لمدة سبع ساعات على الأقل.
علاج المشكلة
عند الشعور بالتوعك، فإن أفضل ما يمكنك فعله هو الاستسلام وترك جسمك يرتاح.
3. قلة العناصر الغذائية
هناك الكثير من العناصر الغذائية التي تحافظ على صحة الجهاز المناعي، لكن فيتامين د وفيتامين سي والزنك هي الأفضل، وذلك وفقاً لتوجيهات الأخصائية هيذر.
كما يساعد فيتامين "د" في تنظيم جهاز المناعة والتحكم فيه، ونظراً لأن ضوء الشمس يساعد في تحويل مادة تسمى كولي كالسيفيرول إلى فيتامين "د" نشط في الجسم، فإن العديد من الأشخاص يعانون من زيادة في معدلات المرض في فصل الشتاء (مع غياب الشمس لأوقات أطول).
علاج المشكلة
بالإضافة إلى النظام الغذائي المتوازن والصحي، توصي هيذر بتناول 1000 مغم من فيتامين سي (مقسمة إلى جرعتين) يومياً، إلى جانب 15 مغم من الزنك، و2000 وحدة دولية من فيتامين د3.
وتقترح أيضاً زيادة تناول الأطعمة الغنية بالزنك، مثل المحار وسرطان البحر وبذور اليقطين ولحوم الدجاج الداكنة.
4. عدم المحافظة على نظافة اليدين
تشير الدراسات إلى أن الأشخاص يلمسون وجوههم حوالي 23 مرة في الساعة، مما يعني أنه على مدار يوم عادي، توجد 368 فرصة لدخول الجراثيم إلى جسمك من خلال عينيك وأنفك أو فمك أو أي منها.
وليس بإمكان الأيدي القذرة نشر نزلات البرد وفيروسات الإنفلونزا فقط، لكن يمكنها أيضاً التسبب في التسمم الغذائي وميكروبات المعدة مثل السالمونيلا، والإشريكية القولونية، والنوروفيروس.
علاج المشكلة
اغسل يديك كثيراً بالماء الدافئ والصابون، وتأكد من فركهما لمدة 20 ثانية على الأقل.
وبينما يعد معقم اليدين حلاً مؤقتاً في حالة عدم توفر الماء والصابون، فإنه لا يحل محل غسل اليدين بانتظام.
5. نقص أو إفراط تأدية التمارين الرياضية
عندما يتعلق الأمر بالتمارين الرياضية، هناك القليل من الوضع المعتدل: إذا لم تحصل على ما يكفي من التمارين، فإن مناعتك ستعاني. ولكن إذا كنت تؤدي الكثير منها، فإنها تشكل ضغوطاً سيئة عليك ويمكن أن تؤدي إلى إرهاق مزمن، وهو ما يؤثر على مناعتك.
علاج المشكلة
في حين أن التمارين عالية الكثافة لا بأس بها في بعض الأحيان، إلا أن معظم روتين التمرينات يجب أن يتكون من تمارين متوسطة الشدة وتمارين هوائية لمدة 30 إلى 60 دقيقة يومياً.
ويجب أن يحاكي الجهد المشي السريع. وعندما تصبح أكثر لياقة بدنية، سيتغير تعريفك الشخصي لـ "الشدة المعتدلة"، لكن انتبه لما تشعر به، فالهدف شحن الطاقة وليس الإنهاك.
7. نظام غذائي غني بالسكر
يؤثر السكر على جهاز المناعة بطريقتين. تقول آلي ميلر، اختصاصية التغذية والمرشدة المعتمدة لمرضى السكري، في حديث سابق لموقع mbg: "عندما يرتفع مستوى السكر في الدم، تقل كفاءة خلايا الدم البيضاء [جزء من الجهاز المناعي الفطري]، وهذا يؤثر على قدرة جهاز المناعة لدينا في محاربة مسببات الأمراض. الخلايا التائية، وهي الخلايا التي تنظم الجهاز المناعي المكتسب أو المُتعلم، تتوقف عن أداء وظيفتها أيضاً عندما ترتفع مستويات الأنسولين بشكل مفرط".
هذا يعني أنك إذا كنت تتناول السكر باستمرار (أو الكربوهيدرات المكررة والمعالجة التي تتصرف مثل السكر)، فلن يعمل جهازك المناعي على النحو الأمثل.
علاج المشكلة
قلل من السكر والكربوهيدرات المصنعة قدر الإمكان. ركز على نظام غذائي كامل القيمة الغذائية ومليء بالمكونات الغنية بالمغذيات.
8. الجفاف
قد لا تضع حالة ترطيب الجسم في الحسبان بوصفها عاملاً رئيسياً فيما إذا كنت ستمرض أم لا، ولكنها جزء مهم من اللغز. تحافظ المياه على ترطيب الأغشية المخاطية وحمايتها، لذلك لا يمكن للفيروسات والبكتيريا ومسببات الأمراض الأخرى التي قد تكون ضارة أن تلتصق بالأنسجة، حسبما توضح الدكتورة كاثرين والدروب.
ومن ناحية أخرى، عندما تصاب بالجفاف، تجف الممرات الأنفية ويمكن أن تتشقق، مما يسهل دخول هذه الميكروبات الصغيرة إلى جسمك وتجعلك مريضاً. كما يساعد الماء أيضاً في طرد السموم من جسمك.
علاج المشكلة
اشرب المزيد من الماء، تعتمد الكمية الدقيقة التي تحتاجها على عوامل مختلفة، مثل وزن الجسم ومستوى النشاط والمناخ الحالي، لكن القاعدة العامة تقول إن عليك أن تستهدف شرب نصف وزن جسمك مقاساً بالأوقية. هذا يعني أنه إذا كان وزنك 150 رطلاً (68 كيلوغراماً)، فستحتاج إلى شرب 75 أوقية على الأقل من الماء يومياً (2.2 ليتر).
9. تناول المضادات الحيوية في كثير من الأحيان
من المؤكد أن للمضادات الحيوية فائدتها، ولكن إذا كنت تتناولها كثيراً، فقد تلحق الضرر بأمعائك. تقتل المضادات الحيوية جميع البكتيريا، وليس البكتيريا السيئة فقط، لذلك إذا كنت تتناولها باستمرار، فمن المحتمل أن تكون نسبة البكتيريا الجيدة إلى البكتيريا السيئة معدومة.
علاج المشكلة
لا تتناول المضادات الحيوية دون داع؛ ففي حين أن المضادات الحيوية يمكن أن تنقذ الحياة ضد الالتهابات البكتيرية، لكنها غير مجدية مع الفيروسات. إذا كان عليك تناول المضادات الحيوية، فتناول المعينات الحيوية (البروبيوتك) وافعل كل ما في وسعك لدعم أمعائك.
10. ضعف جهاز المناعة
إذا كنت تفعل كل ما سبق- أو يبدو أنك تمرض مهما فعلت- فمن المحتمل أن تكون لديك حالة مناعية تمنع جهاز المناعة لديك من العمل بالطريقة المطلوبة.
علاج المشكلة
إذا كان لديك جهاز مناعي ضعيف، فإن أفضل مسار للعمل هو العمل عن كثب مع طبيب أو أخصائي رعاية صحية يمكن أن يرشدك من خلال حالتك ووضع خطة الرعاية المناسبة.