تؤثر وسائل الإعلام التي نستهلكها يومياً على تفكيرنا وسلوكنا وعواطفنا. إذا وقعت في دوامة مشاهدة الأخبار أو الاستماع إليها بانتظام، فمن المحتمل أن يكون معظم ما تشاهده متعلقاً بالحرب على غزة ومشاهد الضحايا المُحزنة والدمار، أو أزمة فيروس كورونا وأرقامها التي لا تنتهي.
وبينما تحاول أن تبقى على اطلاع دائم على الأخبار المحلية والوطنية، فإن الاستهلاك المفرط للأخبار يؤثر سلباً على صحتك الجسدية والعاطفية والعقلية، حسب ما نشره موقع Time.
وبحسب خبراء، فإن التدفق المستمر للأخبار الكارثية يضيف إلى مستويات التوتر لدينا ويزيد من أعراض القلق والاكتئاب.
فكيف نتعامل مع دورة الأخبار على مدار 24 ساعة ونحمي صحتنا العقلية في الوقت نفسه؟
مع تنوع مصادر الأخبار بين التلفزيون والتطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي، فإن متابعة ما يحدث دقيقةً تلو أخرى تعني استهلاك كميات كبيرة من الأحداث والدخول في حلقة من الإدمان، حسبما قال الطبيب النفسي المرخّص لوجان جونز لموقع Very Well Mind
ولأن العناوين المثيرة تحظى باهتمام أكبر، يقول جونز إن المنافذ الإعلامية غالباً ما ينتهي بها الأمر بالتركيز على تغطية الكوارث، ونادراً ما تركز على أي أخبار إيجابية.
بدورها تقول الطبيبة النفسية آني ميلر: "قد يكون من المضر أن تقرأ الأخبار باستمرار، لأن التعرض المستمر للمعلومات السلبية يمكن أن يؤثر على عقولنا".
وعندما نواجه تهديداً، بحسب ميلر، ينشّط دماغنا استجابة القتال أو الطيران، وتتفاعل الأنظمة في أجسامنا وفقاً لذلك، وهو ما يضع أجهزتنا العصبية تحت ضغط كبير.
في هذه الحالة يفرز الجسم هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين، بعد ذلك، عندما تحدث أزمة، ونواجه استجابة الإجهاد هذه بشكل متكرر، تبدأ الأعراض الجسدية في الظهور.
ولعل بعض الأعراض الأكثر شيوعاً هي التعب والقلق والاكتئاب وصعوبة النوم وآلام الظهر.
تم توضيح هذا التأثير العاطفي والتأثير السلبي في دراسة قارنت بين الأشخاص الذين شاهدوا المواد السلبية، وأولئك الذين شاهدوا المواد الإيجابية أو المحايدة.
أظهرت الفئة الأولى زيادة في كل من المزاج القلِق والحزن فقط بعد 14 دقيقة من مشاهدة الأخبار والبرامج.
نصائح للتعامل مع مشاهدة الأخبار
مثل كثير من أمور الحياة، فإن مفتاح الحفاظ على الصحة هو الاعتدال.
تشرح الأخصائية النفسية كيلي كايسي، قائلة إن "البقاء على اطلاع ليس دليلاً على المسؤولية وحسب، بل أمر بالغ الأهمية".
ولكن لتحقيق توازن الاعتدال مع الاطلاع المستمر، يجب تنفيذ بعض الخطوات:
حدِّد وقتاً كل يوم
يؤثر ترك التلفزيون مفتوحاً أو بث الأخبار الحية على هاتفك في أثناء الاهتمام بأعمال أخرى، على المشاهد عاطفياً. وبدلاً من أن تكون الأخبار ضجيجاً في الخلفية، يمكن تخصيص وقت محدد من النهار لنشرات الأخبار ووقت آخر للاطلاع على ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي.
شاهِد منافذ إخبارية موثوقة
يقول جونز: "تتمثل الطريقة الصحية للتعامل مع دورة الأخبار، في الاعتماد على وسائل الإعلام التي تعرف أنها ذات مصداقية، ولديها مراسلون ذوو خبرة يقومون بأبحاثهم، ويقدمون وجهات نظر متوازنة".
احصل على ملخص الأخبار من الأصدقاء أو العائلة
إذا كانت مشاهدة الأخبار تؤدي إلى ظهور أعراض منتظمة للقلق أو الاكتئاب، يوصي نيديتش بعدم المشاهدة على الإطلاق.
بدلاً من ذلك، تقترح أن تطلب من صديق مقرب أو شخص عزيز عليك أن ينقل لك الأخبار والإحداثيات، حسبما نصح خبير عبر موقع Forbes.
اشترِك في نشرة إخبارية أو بودكاست
بدلاً من تقليب القنوات وجمع جزء من القصص الإخبارية من منافذ بيع مختلفة، يقول كوك إن كثيراً من الناس يجدون أن من المفيد الاشتراك في خدمة بريدية تؤمّن نشرة إخبارية يومية، أو بودكاست إخباري؛ للحد تلقائياً من الوقت والمحتوى.
قلِّل من تعرُّضك للضغوط الأخرى
نقطة أخرى تجب مراعاتها، كما يقول كوك، وهي أن تمنح نفسك إذناً للحد من تعرُّضك لأشخاص معينين في الوقت الحالي.
تقول: "إذا كان لديك فرد من العائلة ينشر باستمرارٍ روابط لمقالات مشكوك فيها من مصادر غير معروفة، فألغِ متابعته في الوقت الحالي. إذا أصر أحد الأصدقاء أو الزملاء في العمل على إجراء محادثات ذات صلة بالأحداث الجارية، لا تشعر بأنها مثمرة ولا تؤدي إلا إلى زيادة قلقك، ففكِّر في وضع بعض الحدود معهم".
افعل شيئاً صحياً بعد مشاهدة الأخبار
بحسب الموضوع والحدث، يعد استهلاك أي شكل من أشكال الأخبار كل يوم أمراً ضرورياً، لذا للمساعدة في مكافحة مشاعر الخوف والقلق التي غالباً ما تصاحب الأخبار السلبية، تقترح إدلشتاين اختيار القيام بشيء إيجابي أو صحي بعد مشاهدة الأخبار مباشرة، مثل المشي أو الاتصال بصديق أو ممارسة هواية.