تعرف الذئبة الحمراء- المسماة أيضاً بمرض لوبوس- بأنها حالة من أمراض المناعة الذاتية المزمنة والتي تسبب التهاباً وتهيجاً في عدة مناطق من الجسم، وتتراوح شدة الاحمرار والتهيج من مريض إلى آخر، وقد يصبح الأمر خطيراً ما لم يتخذ المريض إجراءات علاجية لتخفيف أعراض الذئبة.
ما هي هذه الأعراض؟ وما أسباب المرض وكيف يمكن التعامل معه؟ إليكم شرحاً تفصيلياً:
أعراض الذئبة الحمراء
تختلف أعراض مرض الذئبة الحمراء باختلاف أجزاء الجسم المصابة بالمرض. فمن الممكن أن يستهدف المرض المفاصل أو البشرة أو القلب أو الدم أو الرئتين أو الكلى أو حتى المخ.
وقد تكون الأعراض دائمة ومستمرة لدى بعض الأشخاص في حين تظهر وتختفي لدى آخرين.
وتشمل الأعراض والعلامات الأكثر شيوعاً:
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- إعياء.
- آلام الجسم.
- آلام المفاصل.
- الطفح الجلدي، بما في ذلك الطفح الجلدي على شكل فراشة على الوجه.
- الآفات الجلدية.
- ضيق في التنفس.
- متلازمة سجوجرن، والتي تشمل جفاف العين المزمن وجفاف الفم.
- ألم في الصدر.
- الصداع.
- فقدان الذاكرة.
وقد تصيب الذئبة الحمراء المرضى مع دخول سن البلوغ، وتتزامن الإصابة بها مع تساقط في الشعر وإعياء وحمى، فضلاً عن أعراض أخرى مثل جفاف الفم أو العين و تورم المفاصل و مشاكل في الرئتين أو الكلى أو الغدة الدرقية أو الجهاز الهضمي.
حساسية الذئبة الحمراء للضوء
في حين أن التعرض المفرط للشمس يمكن أن يكون ضاراً لأي شخص، فإن العديد من الأشخاص المصابين بمرض الذئبة يعانون أيضاً من الحساسية للضوء.
إذ يعاني المصابون بهذا المرض من حساسية تجاه الأشعة فوق البنفسجية، والتي تؤدي إلى تفاقم الأعراض لديهم والمعاناة بشكل خاص من:
- الطفح الجلدي.
- الإعياء.
- آلام المفاصل.
لذا ينصح المصابون بالذئبة الحمراء بتجنب الضوء ما أمكن، وعدم الخروج دون استخدام واقي الشمس.
أسباب مرض الذئبة الحمراء
لم يتوصل الأطباء إلى اكتشاف سبب محدد للذئبة الحمراء، لكنهم يعتقدون أن المرض قد يظهر بسبب عدة عوامل أبرزها:
عوامل بيئية: يعتقد أن التعرض للسموم مثل غبار السيليكا، والتدخين والتوتر قد تكون عوامل مسببة لمرض الذئبة الحمراء.
الوراثة: تم تحديد أكثر من 50 جيناً مرتبطاً بمرض الذئبة. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض الذئبة قد يزيد من احتمالية الإصابة بهذه الحالة وفقاً لما ورد في موقع Healthline.
الهرمونات: تشير بعض الدراسات إلى أن مستويات الهرمونات غير الطبيعية، مثل زيادة مستويات هرمون الأستروجين، يمكن أن تسهم في الإصابة بمرض الذئبة الحمراء.
الأدوية: استخدام بعض الأدوية على المدى الطويل قد يسبب ظهور الذئبة الحمراء، مثل الهيدرالازين (Apresoline)، والبروكاييناميد (Procanbid)، والكينيدين.
ومن الممكن أيضاً أن يصاب البعض بهذا المرض بعيداً تماماً عن الأسباب آنفة الذكر.
من هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض الذئبة الحمراء؟
تعتبر الذئبة الحمراء أكثر شيوعاً لدى مجموعات معينة حسب ما يلي:
الجنس: حيث إن النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض الذئبة من الرجال، لكن المرض يمكن أن يكون أكثر حدة عند الرجال.
العمر: بينما يمكن أن يحدث مرض الذئبة في أي عمر، إلا أنه غالباً ما يتم تشخيصه لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 44 عاماً.
العرق: الذئبة أكثر شيوعاً في مجموعات عرقية معينة، مثل الأمريكيين من أصل إفريقي أو من أصل إسباني أو أمريكي آسيوي أو أمريكي أصلي أو جزر المحيط الهادئ.
تاريخ مرضي في العائلة: وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض الذئبة يعني أنك أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.
هل الذئبة الحمراء قابلة للشفاء؟
حالياً، لا يوجد علاج جذري لمرض الذئبة الحمراء. ومع ذلك، هناك العديد من أنواع العلاجات المختلفة التي يمكن أن تساعد في إدارة الأعراض.
ويركز علاج مرض الذئبة على عدة عوامل:
- علاج أعراض الذئبة عند الإصابة بها، ووصف أدوية تساعد على تهدئة الجهاز المناعي وتقليل التورم أو الالتهاب الذي يعاني منه المريض.
- أدوية تمنع حدوث نوبات الذئبة
- أدوية تقلل مقدار الضرر الذي يحدث للمفاصل وبقية أعضاء الجسم نتيجة الإصابة بالذئبة.
يعد اتباع نظام العلاج الموصى به من قبل الطبيب المختص أمراً مهماً في المساعدة على إدارة الأعراض والعيش حياة طبيعية.
نصائح لتجنب تزايد أعراض الذئبة الحمراء
بالإضافة إلى الأدوية، قد يوصي الطبيب أيضاً بإجراء تغييرات في نمط الحياة للمساعدة في إدارة أعراض مرض الذئبة. يمكن أن تشمل هذه التغييرات ما يلي:
- تجنب التعرض الزائد للأشعة فوق البنفسجية.
- تناول نظام غذائي صحي.
- تناول المكملات الغذائية التي قد تساعد على الحد من الأعراض، مثل فيتامين D، الكالسيوم، وزيت السمك.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الإقلاع عن التدخين.
حمية الذئبة الحمراء
لا يوجد نظام غذائي معين يتبعه مرضى الذئبة الحمراء، لكن من المهم أن يكون هذا النظام متوازناً ومتكاملاً ويشمل جميع العناصر الغذائية الأساسية.
وعلى وجه التحديد، يجب أن يركز مرضى الذئبة الحمراء على تناول ما يلي:
- الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية، مثل السلمون أو التونة أو الماكريل.. لكن مع ذلك يجب مراقبة استهلاك المريض للأسماك والأخذ بنصائح الطبيب في هذا الخصوص.
- الأطعمة الغنية بالكالسيوم، مثل منتجات الألبان قليلة الدسم.
- تناول الكربوهيدرات من الحبوب الكاملة.
- تناول مزيج من الفواكه والخضراوات الملونة.
أنواع الذئبة الحمراء
هناك 4 أنواع شائعة من الذئبة الحمراء:
الذئبة الحمامية الجهازية (SLE) وهي أكثر أنواع الذئبة شيوعاً، وتؤثر عادة على العديد من أجهزة الجسم بما في ذلك: الكلى والبشرة والمفاصل والقلب والجهاز العصبي والرئتين.
الذئبة الجلدية: يقتصر هذا النوع من الذئبة بشكل عام على البشرة. قد يسبب طفحاً جلدياً وآفات دائمة مع تندب.
الذئبة الوليدية: هذه الحالة نادرة للغاية وتؤثر على الأطفال الذين تمتلك أمهاتهم أجساماً مضادة معينة للمناعة الذاتية. تنتقل هذه الأجسام المضادة للمناعة الذاتية من الأم إلى الجنين عبر المشيمة.
الذئبة التي تسببها الأدوية: يمكن أن يؤدي استخدام بعض الأدوية إلى الإصابة بمرض الذئبة الحمراء مثل بعض أنواع مضادات الميكروبات والأدوية المضادة للاختلاج وأدوية عدم انتظام ضربات القلب.
هل الذئبة الحمراء معدية؟
الذئبة الحمراء ليست حالة معدية ولا تنتقل من شخص لآخر.
توهج الذئبة الحمراء
في بعض الأحيان تزداد أعراض الذئبة الحمراء سوءاً مما يؤدي إلى حدوث ما يسمى بـ"توهج الذئبة". هذا التوهج يجعلك تشعر بالمرض، وفي بعض الأحيان تظهر علامات التحذير قبل التوهج، بينما قد تحدث التوهجات في أوقات أخرى دون سابق إنذار.
هناك العديد من الأمور التي قد تسبب توهج الذئبة بما في ذلك:
- التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
- الضغط العصبي.
- عدم الحصول على قسط كافٍ من الراحة.
- الإصابة بعدوى.
- أنواع معينة من الأدوية.
- عدم تناول أدوية الذئبة.
في حين أن علاج الذئبة يمكن أن يساعد في منع حدوث التوهجات، إلا أن المريض قد يعاني من المضاعفات في بعض الأحيان حتى مع تناول الأدوية. على سبيل المثال، في حالة العمل لساعات طويلة دون الحصول على قسط كافٍ من الراحة، فقد يصاب المريض بنوبة قلبية على الرغم من تناول الدواء.
أعراض توهج الذئبة
هناك بعض العلامات التحذيرية التي يمكن أن تخبرك بقرب حدوث نوبة توهج الذئبة. يمكن أن تساعدك القدرة على التعرف على هذه العلامات في طلب العلاج بشكل أسرع، مما يجعل التوهج أقل حدة. تشمل العلامات التحذيرية لنوبة الذئبة ما يلي:
- الشعور بالتعب أكثر من المعتاد.
- الألم، خاصة ألم الصدر.
- الحمى.
- اضطراب المعدة.
- الشعور بالدوار.
- صداع حاد.
- تورم الغدد الليمفاوية.
يمكن أن تتراوح نوبات الذئبة في شدتها من خفيفة إلى خطيرة. قد يتسبب بعضها في حدوث طفح جلدي أو ألم في المفاصل فقط، في حين أن التوهجات الأكثر خطورة يمكن أن تسبب تلفاً لأعضائك الداخلية.
مضاعفات الذئبة الحمراء
وفقاً لما ورد في موقع Medical News Today هناك مجموعة متنوعة من المضاعفات المرتبطة بمرض الذئبة الحمراء بما في ذلك:
الفشل الكلوي: يمكن أن يتسبب الالتهاب الناتج عن مرض الذئبة في تلف الكلى وقد يؤدي إلى الفشل الكلوي.
التهاب الأوعية الدموية: يمكن أن تلتهب الأوعية الدموية بسبب مرض الذئبة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي مرض الذئبة إلى مشاكل في تخثر الدم.
التهاب القلب: يمكن أن يؤدي مرض الذئبة أيضاً إلى التهاب القلب والأنسجة المحيطة.
التهاب الرئتين: يمكن أن يؤدي التهاب الرئتين الناتج عن مرض الذئبة إلى ألم أثناء التنفس.
الجهاز العصبي: عندما يؤثر مرض الذئبة على الدماغ، يمكن أن تعاني من نوبات من الدوخة أو الصداع أو الاكتئاب أو مشاكل في الذاكرة.
الأشخاص المصابون بمرض الذئبة هم أيضاً أكثر عرضة للإصابة بالعدوى. لا يرجع هذا إلى الحالة نفسها فحسب، بل يرجع أيضاً إلى حقيقة أن العديد من الأدوية المستخدمة لعلاج مرض الذئبة تضعف أو تثبط جهاز المناعة.
إذا كنت مصاباً بمرض الذئبة، فمن المهم جداً أن تلتزم بخطة العلاج التي وضعها لك الطبيب. لا يساعد ذلك في منع حدوث نوبات الذئبة فحسب، بل يمكن أن يساعد أيضاً في منع تلف الأعضاء.