الأحلام المزعجة الناتجة عن ضغوطات الحياة.. تفسيرها وكيفية التخلص منها وفقاً للخبراء

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/02 الساعة 22:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/02 الساعة 22:06 بتوقيت غرينتش
istock أحلام الإجهاد

هل سبق أن حلمت أنك تأخرت عن موعد مصيري مثل مقابلة عمل، أو أنك ذهبت إلى المدرسة لتفاجأ أنه لديك امتحان لم تقم بالتحضير له مسبقاً؟ يسمى هذا النوع من الأحلام بـ"أحلام الإجهاد" وتنتج عن تعرضنا للقلق والتوتر على مدار اليوم.

لكن، ما هو الفرق بينها وبين الكوابيس؟ وما هو تفسيرها؟ والأهم من ذلك كيف نتخلص منها؟ إليكم كل ما ترغبون بمعرفته:

الفرق بين أحلام الإجهاد والكوابيس

على الرغم من تشابه أحلام الإجهاد والكوابيس، إلا أنه من المهم للغاية التفريق بينهما.

توضح محللة الأحلام المحترفة، لاوري لوينبيرغ، أنَّ أحلام الإجهاد غالباً ما تكون محبطة أكثر من كونها مخيفة، لا سيما إذا كانت متكررة.

في المقابل، تكون الكوابيس مخيفة ومفزعة ويُرجح أن تتسبّب في إيقاظك من النوم وأنت مذعور وخائف. ويرتبط حدوث الكوابيس غالباً بتعرض الشخص لصدمة نفسية مثل وقوع حادث مؤلم أو إصابة ما أو اعتداء جسدي.

في السياق ذاته، تشرح الدكتورة ليزلي إليس، المعالجة النفسية وخبيرة الأحلام، أنَّ حلم الإجهاد يدور حول أي شيء مزعج أو حتى عادي، في حين يميل الكابوس إلى أن يكون بشأن شيء مروّع أو مهدد لحياتك أو حياة أشخاص قريبين منك.

تشير أيضاً إلى أنَّ أحلام الإجهاد غالباً ما تكون "سريعة الإيقاع لكن بدون الوصول إلى هدف ما"، مثل هامستر يركض داخل عجلة دائرية. 

istock\ أحلام الإجهاد
istock\ أحلام الإجهاد

أحلام الإجهاد الشائعة وكيفية تفسيرها

تختلف أحلام الإجهاد من شخصٍ لآخر نظراً لأنَّها تنشأ من المواقف العصيبة التي يمر بها كل شخص في حياته الواقعية أثناء اليقظة. فيما يلي بعض الأحلام الشائعة، وفقاً لليزلي إليس ولاوري لوينبيرغ:

– المحاولة بكل جهد فعل شيء ما دون التمكن من ذلك.

– التأخر عن موعد أو شيء مهم.

– فقدان شيء مهم (مثل جواز سفرك أو نقودك).

– الرسوب في الاختبار.

– أن تكون في سيارة أو أي مركبة أخرى تسير بسرعة كبيرة أو يقودها شخص لا تثق به (بما في ذلك أنت شخصياً).

– الأعاصير أو الفيضانات.

– اندلاع حريق في منزلك.

وفيما يلي طرق معتمدة من الخبيرتين، ليزلي إليس ولاوري لوينبيرغ، لتفسير 3 فئات شائعة من أحلام الإجهاد:

أحلام عن العمل

تشير ليزلي إلى أنَّ الأحلام غالباً ما تكون رمزية. لذا، عندما تحلم بمكان عملك، لا يعني هذا بالضرورة أنَّك تشعر بالقلق حيال العمل في حد ذاته.

قد يرمز العمل إلى مصدر رزقك أو مواردك المالية أو أهدافك المنشودة، لذا إذا كنت قلقاً بشأن أي من تلك الأشياء، فقد يحضر هذا القلق في أحلامك في صورة مشكلة مع زميلك أو رئيسك في العمل.

istock\ أحلام الإجهاد
istock\ أحلام الإجهاد

أحلام عن المدرسة

تقول ليزلي إليس لموقع Mind Body Green الأمريكي إنَّ أحلام الإجهاد ذات الصلة بالمدرسة شائعة جداً وقد تتضمن أشياء كثيرة، من بينها التأخر عن موعد امتحان لم تستعد له أو تفويت حصة دراسية أو عدم القدرة على أداء الواجب المنزلي أو العثور على فصلك الدراسي.

ووفقاً لخبيرة الأحلام، لاوري لوينبيرغ، ترمز هذه الأحلام في كثير من الأحيان إلى مشاعر القلق والتوتر بشأن حياتك العملية ومسيرتك المهنية، قائلة: "على سبيل المثال، إذا لم تستطع العثور على فصلك الدراسي، فقد يعود ذلك إلى شعور داخلي بعدم الرضا عن حياتك المهنية أو أنَّك لست في المكان المناسب أو المكانة التي تستحقها".

أحلام عن العلاقات الاجتماعية

توضح الدكتورة ليزلي إليس أنَّ أحلام الإجهاد ذات الصلة بالعلاقات الاجتماعية غالباً ما يظهر فيها الأشخاص في حالة صراع مع طرف آخر، مثل شخص يتجاهلك أو شخص يفشل في الوصول إلى نقطة تفاهم معك.

من جانبها، تشير لاوري إلى أنَّه غالباً ما يظهر الماء في الأحلام التي ترمز إلى علاقات اجتماعية مرهقة لأنَّ الماء يميل إلى عكس مشاعرنا. فقد يحلم الشخص بالغرق أو بحادث تحطم سفينة أو هطول أمطار غزيرة، وفقاً لما ورد في موقع mindbodygreen الأمريكي.

ما أسباب أحلام الإجهاد؟

تقول ليزلي إليس لموقع Mind Body Green: "لا عجب أنَّ أحلام الإجهاد سببها بكل بساطة التعرّض للإجهاد، سواء نفسياً أو جسدياً".

وتضيف أنَّ ثمة استمرارية للطريقة التي تسير بها أفكارنا، سواء كنا نائمين أو مستيقظين. "إذا كان الشخص لا يتوقف عن اجترار الأفكار أو الشعور بالقلق أو التفكير في نفس السيناريوهات السيئة على نحوٍ متكرر خلال اليوم، فقد تسير أحلامه أيضاً على نفس المنوال أثناء النوم ليلاً".

وترى ليزلي أنَّ "الأحلام غالباً ما تكون أيضاً صورة تعكس حالتنا الجسدية وما يحدث داخل أجسادنا".

إذا كانت تلك الأحلام متكررة

إذا كان لديك مسبّبات للضغوط والإجهاد في حياتك الواقعية بصورة متكررة، يُحتمل ظهور تلك الضغوط في أحلامك أيضاً بصورة متكررة وبنفس الطريقة في كثير من الأحيان.

في هذا الصدد، تنبّه لاوري لوينبيرغ أنَّه في حال حدوث هذا الأمر، فهذه إشارة إنذار أنَّك بحاجة إلى أخذ استراحة. ينبغي لك التعامل مع أحلام الإجهاد باعتبارها علامة على ضرورة منح نفسك بعض الوقت للراحة أو تخفيف بعض المسؤوليات الملقاة على عاتقك أو اتّباع أساليب صحية لإدارة الضغوط والتعامل مع الإجهاد. 

istock\ أحلام الإجهاد
istock\ أحلام الإجهاد

كيف تتخلّص من أحلام الإجهاد؟

تُعد أحلام الإجهاد المتكررة علامة على أنَّك بحاجة إلى تخفيف الضغوط والتوترات أثناء فترة الاستيقاظ، لا سيما في الساعات السابقة للنوم.

تُقدّم ليزلي إليس ولاوري لوينبيرغ بعض النصائح المفيدة لكي تبدأ:

1- دوَّن مسببات الضغط النفسي في دفتر يوميات قبل النوم

توصي ليزلي بتخصيص وقت محدد قبل النوم لتدوين مخاوفك وأسباب شعورك بالضغط والتوتر في دفتر يوميات للمساعدة في إخراجها من عقلك.

تقول ليزلي: "خصّص وقتاً للتعامل البنَّاء مع أفكارك السلبية ومصادر الضغوط التي تعاني منها. إذا كانت هناك محادثة صعبة تحتاج إلى إجرائها مع صديق أو أحد أفراد العائلة، فلا تؤجلها. إذا كنت تشعر بعدم الاستعداد لشيء ما، خصَّص له بعض الوقت في جدول أعمالك".

2- جرَّب ممارسة التأمل أو اليوغا

تعد ممارسة تمارين التأمل أو اليوغا من السبل المُهدّئة التي تساعد في تقليل الضغوط النفسية بهدف الاسترخاء التام والتخلّص من الأفكار المثيرة للقلق.

يمكنك ممارسة تلك التمارين قبل النوم أو حتى منتصف الليل في حال استيقظت بسبب حلم مزعج.

3- تأمل أحلامك للحصول على حلول وإجابات 

إذا وجدت نفسك أثناء الحلم تدرك حقيقة أنَّك تحلم، فقد تستطيع حقاً استخدام هذا الوعي للحصول على إجابة لتساؤلاتك أو حلول لمشكلاتك. 

قد يمكنك فهمك لأحلام الإجهاد الخاصة بك من تسليط الضوء على المشكلات التي تعاني منها في حياتك ومحاولة إيجاد حلول لها.

تقليل التوتر هو الحل

بإيجاز، أي شيء تفعله لتقليل التوتر والقلق في حياتك سيساهم في التخلص من أحلام الإجهاد بشكل تلقائي، فيما يلي بعض النصائح الواردة في موقع Healthline والتي تساعدك على تخفيف التوتر:

  • مارس التمارين الرياضية بشكل منتظم.
  • قلل من تناول الكافيين.
  • اكتب باستمرار عن الأمور الإيجابية بحياتك. 
  • أمض وقتاً مع عائلتك وأصدقائك.
  • تعلم أن تتجنب التسويف وإبقاء المهام المستعجلة معلقة.
  • حاول الاسترخاء واستمع إلى الموسيقى الهادئة.
  • أضئ الشموع في منزلك ورش بضع قطرات من زيت اللافندر على الوسادة، خاصةً قبل النوم.
  • حدَّد موعداً ثابتاً للنوم والاستيقاظ، حتى في عطلات نهاية الأسبوع.
  • اشرب أحد أنواع الشاي التي تساعد على الاسترخاء، مثل شاي البابونج أو اللافندر.
  • تعامل مع الأشياء التي تسبّب لك التوتر والإجهاد في حياتك وحاول حلّها، بدلاً من تجنّبها.
تحميل المزيد