تساعدنا الشموع على خلق بيئة مريحة وجو لطيف في منازلنا وأماكن عملنا، ولكن العديد من الناس يبحثون عن خيارات طبيعية قد تكون صحيةً أكثر للجهاز التنفسي
ربما تكون روائح الشموع العطرة خفيفة، لكن من المستحيل إنكار قدرتها على تغيير مزاجنا وبيئتنا، خاصةً إذا كنت تقضي أوقاتاً طويلة داخل المنزل أو في مكتبك، وبحسب شركة الأبحاث Kline & Company، فإنّ مبيعات الشموع على سبيل المثال في الولايات المتحدة من المتوقع أنّ تقترب من حاجز الأربعة مليارات دولار العام الجاري، وذلك بسبب جائحة كورونا التي أجبرت الناس على قضاء وقت أطول داخل منازلهم، محاولين البحث عن طرق لخلق جو مريح.
ولكن ماذا عن الهواء الذي نستنشقه عند إشعال شمعة لمدة ساعة أو أكثر، هل الشموع المصنوعة من مواد طبيعية أكثر أماناً لجهازنا التنفسي؟ لنتعرف على تفاصيل أكثر في هذا التقرير.
حركة الشمع النظيف
في الوقت الراهن يسلك الشمع سبيل العناية بالبشرة، وبقدر ما يريد الناس معرفة ما يضعونه على بشرتهم -بالبحث عن قائمة المكونات والمراجعات والفيديوهات التعليمية للشخصيات المؤثرة- فهم يريدون أيضاً معرفة ما يتنفسونه. إذ تزعم بعض العلامات التجارية أنّ خياراتها من الشموع المبنية على الصويا هي الأفضل للاستنشاق، بينما يقول البعض إنّ شمع البرافين -الذي تُصنع منه غالبية الشموع التجارية- قد يُشكّل بعض المخاطر الصحية، لأنّه منتجٌ مستخلص من البترول، لكن العديد من الخبراء ينفون ذلك بحجة أن شموع البرافين لا تبدو مؤذية عند استنشاقها، في حال استخدامها بالطريقة الموضحة على العبوة.
والحوار بشأن الشموع والبشرة "النظيفة" متشابه، وتقوده علامات تجارية تُروّج لنفسها على أنّها خالية من المكونات "السامة وغير الآمنة".
هل شموع الصويا آمنةٌ أكثر؟
إنّ الصويا وشمع العسل هما المفضلان لدى محبي الشموع الطبيعية، لأنّهما يحملان عطور الزيوت الأساسية، ولكن في الحقيقة إنه اعتقاد خاطئ ومنتشر بين المستهلكين.
في الحقيقة الأمر يتوقف على مدى "نظافة" الشمعة المحترقة، أي سرعة احتراقها وكمّ السخام الناتج الذي يتوقف على خصائص احتراق الزيت العطري بداخلها.
لا توجد أي أبحاث حالية تُشير إلى حجم السخام الذي يجري استنشاقه من الشموع، أو الكمية التي تُعتبر زائدةً عن الحد ومضرةً لصحتك.
ما أكثر الشموع نظافةً إذن؟
ليس هناك ما يُعرف بالشمعة "النظيفة" تماماً، ولكن إن كنت من الباحثين عن "أنظف" شعلة ممكنة فيقترح الخبراء أنّ الالتزام بآداب الشموع اللازمة قد يكون أهم من اختيار نوع الشموع المفضل.
الشموع تُصمم لتحترق لفترةٍ تتراوح بين ثلاث وأربع ساعات، بعد ذلك يبدأ الشمع بالذوبان ويبدأ في الاحتراق بسرعةٍ متزايدة، ليخلق الكثير من السخام، الذي لا يجب استنشاقه وفقاً لدراسةٍ أُجرِيَت عام 2013. وقد أشار تقريرٌ عام 2001 إلى أنّ الشموع المعطرة ينبعث منها سخامٌ أكثر من الشموع غير المعطرة، بسبب طريقة تفاعل شمع البرافين الصلب مع الزيوت العطرية السائلة. كما يجب أيضاً تقصير فتائل الشموع بانتظام لتقليل السخام.
بدلاً من ترك الشمعة تحترق طوال اليوم يمكنك إشعال شمعة جديدة كل بضع ساعات للحفاظ على وتيرة احتراق ثابتة.
قد لا يكون شمع البرافين غير صحي في حد ذاته، لكنه غير مستدامٍ بطبيعته، إذ يُستخلص شمع البرافين من النفط الخام، وهو المورد المحدود الذي يُستخرج من باطن الأرض، بينما تنمو محاصيل فول الصويا بشكل جديد كل عام.
كيف تختار الشمعة المناسبة لك؟
في النهاية، يعتمد نوع الشموع الذي تصنعه أو تشتريه على أولوياتك، وإذا كانت الأولوية للرائحة العطرية فإنّ شمع البرافين ينشر عطره -وهو مشتعل أو غير مشتعل- بشكلٍ أفضل من شمع الصويا. وبالنسبة للذين يستخدمون الروائح العطرية لمزاياها التي تضبط الحالة المزاجية، فإنّ العطور القوية لشموع البرافين ستمنحهم الهدوء المنشود. إما إذا كنت من الباحثين عن الخيارات النباتية فحينها ستجد أنّ شموع الصويا هي خيارك الأمثل.
والنقاش بشأن الاستدامة هو نقاشٌ مُعبّر، إذ يُولي بعض المستهلكين الأولوية للعطور الطبيعية أو النباتية في شموعهم قبل كل شيء، بينما يقتنع البعض بأن المكونات الاصطناعية أو المُصنّعة هي أفضل للبيئة من الحصول على المكونات الطبيعية، لذا ينجذبون مثلاً إلى العطور الاصطناعية في منتجاتهم التجميلية.