توجد العديد من العوامل التي تولد السلوك العنيف والعدوانية للبالغين والشباب في مجتمع اليوم. يمكن أن يشمل بعضها الاكتئاب أو سوء المعاملة أو تاريخاً من العنف في الأسرة. ولكن بصرف النظر عن عوامل الخطر هذه، قد تكون هناك عوامل أخرى مرتبطة بالعدوانية لدى الأفراد مثل الطعام!
تكشف الأبحاث المتزايدة أن ما نأكله قد يكون عاملاً مهماً في شعورنا بالغضب. وأن اتباع نظام غذائي غني بالأحماض الدهنية غير المشبعة يرتبط ارتباطاً مباشراً بزيادة العدوانية. يبدو أن الدهون المتحولة تتداخل مع قدرة الدماغ على إنتاج واستخدام أحماض أوميغا 3 الدهنية – وهي مادة مغذية أظهرتها الأبحاث لتقليل العدوانية. على نفس المنوال، تم ربط نقص أوميغا 3 بخطر الإصابة بالاكتئاب.
الزيوت غير المشبعة تزيد السلوك العدواني
أظهرت دراسة حديثة أن اتباع نظام غذائي يحتوي على كمية كبيرة من الأحماض الدهنية غير المشبعة يرتبط بالسلوك العدواني.
تنتج الأحماض الدهنية غير المشبعة عن الهدرجة، وهي عملية ينتج عنها تحول الزيوت غير المشبعة إلى الحالة الصلبة في درجة حرارة الغرفة. تحتوي العديد من الأطعمة على مستويات عالية من هذه الأحماض، مثل الوجبات السريعة والمارجرين والأطعمة المعلبة.
استندت هذه الدراسة إلى دراسة استقصائية شملت 945 شخصاً، وأجريت في كلية الطب في جامعة كاليفورنيا.
في الاستطلاع، أجرى الباحثون تقييمات لسلوك النظام الغذائي، كما أجروا تقييمات سلوك تضمنت أسئلة حول تاريخ حياة المشاركين في العنف، وكيف تعاملوا مع النزاعات، ومستويات الغضب ونفاد الصبر لديهم ومقياس السلوك العدواني. ووجدوا أن زيادة تناول الدهون المتحولة ارتبطت بشكل كبير بالعدوانية، وظلت هذه النتيجة حتى بعد تعديل الجنس والعرق والعمر.
قلة تناول الخضراوات والفواكه تسبب الاكتئاب
تدعم العديد من الدراسات العلاقة الوثيقة بين المزاج والغذاء. اتبعت تجربة استمرت ثلاثة أشهر أجراها باحثون في جامعة ديكين في أستراليا 67 مشاركاً كانوا يتبعون نظاماً غذائياً رديئاً، كما عانوا من الاكتئاب المعتدل إلى الشديد. انعكس النظام الغذائي السيئ في هذه الحالة على انخفاض تناول الفواكه والخضراوات والبروتينات الخالية من الدهون، ولكنه تضمن تناول كميات كبيرة من اللحوم المصنعة والسكر والوجبات الخفيفة المالحة.
تم وضع حوالي نصف الأفراد على نظام غذائي متوسطي معدل مع استشارات غذائية شاملة بينما تلقى الآخرون علاجاً جماعياً عاماً ولكن لم يتلقوا دعماً غذائياً. أظهر أولئك الذين اتبعوا النظام الغذائي تحسناً ملحوظاً: فقد عانى 32٪ من الأشخاص في مجموعة النظام الغذائي المعدل من هدوء تام لأعراض الاكتئاب مقابل 8٪ فقط من المجموعة الأخرى.
هل يمكن للأطعمة التي تتناولها أن تجعلك غاضباً؟
إن العلاقة بين الطعام والمزاج تنطوي على متغيرات معقدة مثل الوقت من اليوم والتكوين الغذائي للطعام والتاريخ الغذائي الخاص بك. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن ما تأكله يمكن أن يكون له تأثير مباشر على حالتك العقلية وسلوكك.
قاد الدكتور درو رامزي دراسة في جامعة أكسفورد ركزت على كيفية تأثير النظام الغذائي على الحالة المزاجية والسلوك بين مجموعة من نزلاء السجن. أظهرت النتائج أن الاستهلاك المفرط للوجبات السريعة المصنعة قد يؤدي إلى "العدوانية ، والغضب، وحتى الميول العنيفة".
ويشير الدكتور رامزي إلى أن "نقص المغذيات هو سبب رئيسي للتشوهات السلوكية. فبدون العناصر الغذائية المناسبة، لا يستطيع الجسم إنتاج المواد الكيميائية والهرمونات المناسبة اللازمة للتفكير الواضح والمزاج الصحي، والتي بدورها يمكن أن تؤدي إلى سلوكيات غير عقلانية بل وخطيرة".
أثناء الدراسة البحثية، تلقت مجموعة من النزلاء مكملات الفيتامينات بينما تناول آخرون الوجبات السريعة النموذجية. أظهرت النتائج أن النزلاء الذين تناولوا الفيتامينات كانوا أقل عدوانية وغضباً من أولئك الذين تناولوا الأطعمة السريعة النموذجية بشكل أساسي.
الأطعمة التي يمكن أن تساعد في تحسين المزاج
إذا كنت تفكر في إجراء تغييرات جذرية في نظامك الغذائي، يمكن لبعض التعديلات الطفيفة أن تحدث فرقاَ كبيراً. فيما يلي بعض النصائح التي سوف تساعدك:
قم بتناول الفواكه والخضراوات بشكل يومي.
استهلك الأطعمة بشكلها الأقرب في الطبيعة. على سبيل المثال، البرتقال كما هو وليس كعصير.
تناول الكثير من الأطعمة التي تحتوي على الدوبامين، مثل الأسماك والدواجن والبيض والخضراوات الورقية.
قم بزيادة تناول أحماض أوميغا 3 الدهنية الموجودة في الأسماك وبذور الكتان وبذور الشيا والجوز للمساعدة في محاربة الشعور بالاكتئاب.
تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم التي تساعد على النوم والتي تشمل اللوز والسبانخ وبذور اليقطين وبذور عباد الشمس.
قلل من السكريات المضافة واختر أنواعاً مختلفة من الأطعمة الخالية من السكر. تناول الفاكهة بدلاً من الحلوى المحلاة بالسكر.
افحص مستوى فيتامين د لديك. ترتبط المستويات المنخفضة من فيتامين د بالاكتئاب واضطرابات المزاج. يمكن العثور على فيتامين د في الأسماك الدهنية وصفار البيض والكبد وأشعة الشمس، ولكن غالباً ما تكون هناك حاجة إلى مكملات للحفاظ على مستوى فيتامين د الصحي.