من سيلان الأنف إلى الطفح الجلدي وحكة العين، يتأهب الجسم ويتخذ موقفاً دفاعياً شرساً لمهاجمة الكائنات الغريبة والدخيلة وطردها بأكثر من طريقة، لكن هناك عدة خرافات شائعة عن الحساسية أو معتقدات خاطئة عن أسبابها وطرق علاجها.
ولكن أولاً، ما هي الحساسية؟
الحساسية هي استجابة مكثفة لجهازك المناعي تجاه مسببات حساسية معينة يعتقد أنها ضارة. ولا يجب بالضرورة أن تكون المواد المسببة للحساسية خطرة عليك، لكن جسمك فقط يتعامل معها على أنها تهديد.
وبما أن مهمة الجهاز المناعي مهاجمة أي دخيل يعتبره تهديداً، يتحرك جهاز المناعة للتخلص من مسببات الحساسية عند اكتشافها، فينتج عنها التهاب الجلد والجيوب الأنفية مع احتمال التأثير على الممرات الهوائية وحتى الجهاز الهضمي، بحسب موقع Healthline.
ويعتبر سيلان الأنف وحكة العين والطفح الجلدي من أكثر مظاهر الحساسية شيوعاً. ويمكن أن يصاحب العطس والسعال أيضاً تلك الأعراض في محاولة من الجسم للتغلب على المسبب.
وخلافاً للاعتقاد الشائع، فإن المصابين بالحساسية ليسوا في وضع أفضل بشكل عام في بعض الأجزاء من العالم مقارنة بغيرهم. فمسببات الحساسية تنتشر في جميع أنحاء العالم ولا يمكن الهروب منها.
ومع ذلك، فهذه ليست الخرافة الوحيدة التي يعتقد الناس أنها صحيحة فيما يتعلق بالحساسية، حسب ما نشر موقع The Good Men Project.
خرافات شائعة عن الحساسية
نستعرض في هذا التقرير زيف 4 خرافات شائعة عن الحساسية حتى تتمكن من البحث عن أفضل إجابة لمشكلتك.
الخرافة الأولى: لا يوجد علاج طويل الأمد للحساسية
معظم المصابين بالحساسية يتقبلون مصيرهم مع الأعراض الموسمية التي يمكن أن تؤثر سلباً على حياتهم. ولمدة أسابيع في كل مرة، يمنعهم العطس والصفير من الاستمتاع بأنشطتهم اليومية ويؤثر في الإنتاجية.
ربما تكون الخرافة الأكثر شيوعاً هي أنه عليك الاستمرار في المعاناة من الحساسية. لحسن الحظ، هناك مستويات مختلفة من العلاج يمكن أن تساعدك في التغلب على الانزعاج إلى ما هو أبعد من التخفيف قصير المدى للأعراض من خلال مضادات الهيستامين.
ضع في اعتبارك أن هذا لا يعني أنه يمكن علاج الحساسية. إنه رد فعل تحسسي سيحدث للمصابين بها دائماً. ومع ذلك، فهذا يعني أن العلاج الفعال طويل الأمد هو ثاني أفضل شيء.
ما هو العلاج المناعي؟
العلاج المناعي هو خيار فعّال لتخفيف استجابة الجسم لمسببات الحساسية. تتضمن طريقة التعامل مع الحساسية هذه إعطاء المريض جرعات صغيرة من مسببات الحساسية. مع مرور الوقت، تزداد الكمية لكي يصبح الجهاز المناعي معتاداً على سبب التهيج.
يعطي الطبيب في نفس الوقت مضادات الهيستامين للتأكد من أن رد فعل الجسم هو رد فعل خاضع للسيطرة. في النهاية، يصل جسمك إلى نقطة يستجيب فيها لمسببات الحساسية دون ظهور الأعراض المزعجة.
الخرافة الثانية: اعتياد الجسم على أدوية الحساسية
يعتقد المصابون بالحساسية أحياناً أن أجسادهم تعتاد على مضادات الهيستامين من خلال الاستخدام المستمر بشكل تقل معه فاعلية الدواء. هذا، بالطبع، يجعلهم يشعرون وكأن أعراض الحساسية لديهم ستصل إلى طريق مسدود.
لحسن الحظ، لا يوجد دليل مدعوم طبياً يشير إلى أن الأشخاص يعتادون مضادات الهيستامين. ومع ذلك، فإن ما قد يعتاده ويتغلب عليه الجسم هو النعاس الذي يسببه الدواء. وهذا قد يعطيك إحساساً زائفاً بأن الجسم اعتاد الدواء نفسه بشكل يضعف فاعليته.
الخرافة الثالثة: بعض سلالات الكلاب أفضل من غيرها
يبدو أن هناك رواية خاطئة متداولة بشأن الكلاب ومقدار الحساسية التي تسببها كل سلالة، وهذا بسبب ربط الناس عن طريق الخطأ بين حساسيتهم وشعر الحيوانات الأليفة.
إذا كنت من محبي الكلاب، فسوف يسعدك معرفة أنه لا توجد سلالة معينة تؤثر على الحساسية أكثر من سلالة أخرى. هذا لأن الحساسية قد تكون مرتبطة بولغ الكلب وبوله وبروتينات موجودة في لعاب صديقك المغطى بالفرو.
يمكن أن يعلق شعر الكلب الرخو في الممرات الهوائية ويسبب زيادة في مسببات الحساسية الأخرى، لذا يمكن اقتناء كلب لا يتساقط وبره أو شعره عن جلده.
الخرافة الرابعة: الحساسية غير مؤذية
معظم أعراض الحساسية مزعجة ولكنها غير ضارة. وهذا يخلق شعوراً بأن الحساسية غير ضارة.
تعد تفاعلات الحساسية الشديدة مهددة للحياة عندما تؤثر على وظائف مهمة في الجسم. على سبيل المثال، يمكن أن تكون الحساسية التي تسبب التهاباً في الممرات الهوائية خطيرة إذا لم يجري التعامل معها على الفور، حسب موقع Mayoclinic الطبي.
وإذا أغفلنا هذا الاحتمال النادر والحقيقي، فهناك مشكلات أخرى يمكن أن تسببها الحساسية. وحتى الحساسية الموسمية التي تظل دون علاج يمكن أن تسبب ضعف التركيز. ويمكن أن يؤدي نقص التركيز هذا بالأطفال إلى تحقيق درجات اختبار أقل خلال مواسم الحساسية.
قد يعاني الأطفال والشباب الذين يعانون من الحساسية من ضعف في أدائهم الرياضي بسبب هذه الحالة. إن الأنشطة البدنية والأعمال المدرسية مهمة في حياة الأطفال، وقد تكون الحساسية ضارة بتلك الجوانب الرئيسية للنمو.
قد يرى البالغون أيضاً انخفاضاً في إنتاجية عملهم خلال موسم الحساسية بينما يتأثر نومهم أيضاً.