تُعتبر الدورة الشهرية عند النساء بمثابة رقصة رقيقة للهرمونات. وتتطلّب صحةً عقلية جيدة، وصحةً خلوية جيدة، إلى جانب ما يكفي من المغذيات الدقيقة المهمة وغيرها من الأشياء مثل الكوليسترول. وإذا كان هناك شيءٌ لا يسير على ما يُرام في أي من مراحل هذه الدورة، فسيكون له تأثيرٌ تسلسلي على الدورة بأكملها.
ونشأنا جميعاً على الاعتقاد القائل إنّنا جميعنا نمر بدورة الـ28 يوماً التقليدية، بينما يحدث التبويض في اليوم الـ14 تحديداً أو في منتصف تلك الدورة بالضبط. لكن ذلك قد يختلف تماماً من امرأةٍ لأخرى، ومن دورةٍ لأخرى وفقاً لما تمر به المرأة في تلك الفترة. ومن هذا المنطلق، نجد أنّه من الأفضل فهم التبويض في السياق الأوسع للدورة الشهرية.
كيف تحصل الإباضة؟
تنقضي الأيام القليلة الأولى في النزيف، مما يُخبر أدمغتنا بأن الحمل لم يحدث، لذا يبدأ إفراز الهرمون المنشط للحوصلة لإعلام المبيضين بموعد بدء إنضاج البويضة الجديدة. وتُعرف هذه المرحلة باسم الطور الجريبي (التكاثري). ومع مرور الأيام تبدأ الجريبات في النمو بما يكفي لتبدأ في إنتاج الإستروجين الخاص بها، كما جاء في موقع BBC.
وحين ترتفع معدلات الإستروجين لعدة أيام، يُحفّز ذلك إفراز الهرمون المنشط للجسم الأصفر الذي يُعلِم الجريبات بأنّ عليها أن تبصق البويضة الناضجة بمساعدة البروستاغلاندين. وبمجرد إطلاق البويضة في قناة فالوب، تنهار الجريبات التي كانت تسكنها على نفسها وتتحوّل إلى الجسم الأصفر (أو ما يُعرف بالمرحلة الأصفرية)، الذي يُفرِز البروجسترون وبعض الإستروجين. وفي حال عدم تخصيب البويضة خلال تلك المرحلة، يبدأ تناقص البروجسترون والإستروجين تدريجياً خلال الفترة المتبقية من الدورة مع تراجع الجسم الأصفر مرة أخرى إلى المبيض. ويُؤدّي تقليل تلك الهرمونات بمساعدة البروستاغلاندين داخل الرحم لاحقاً إلى بدء دورتك الطمثية من جديد.
كيف يمكن حساب فترة التبويض؟
هناك العديد من الطرق التي يُمكنك استخدامها للتعرّف بشكلٍ أفضل على جسدك وحساب فترة التبويض.
مراقبة مخاط عنق الرحم هي طريقة بسيطة للغاية من أجل حساب فترة التبويض لديك. وبعد دورتك الشهرية، ستجدين أنّ مخاط عنق الرحم خاصتك جاف للغاية أو لا وجود له، ويتبع ذلك عدة أيام من المخاط الأبيض اللزج. وقبل التبويض مباشرةً وأثناءه، ستجدين أن مخاط عنق الرحم يزيد على الأرجح ويصبح له قوام أشبه ببياض البيض النيء. وبعدها سيعود إلى اللون الأبيض اللزج قبل بدء الدورة الشهرية.
أما مخطط درجة الحرارة فهو طريقة أخرى لتتبع درجة حرارة الجسم الأساسية (التي يجب قياسها قبل النهوض من السرير في الصباح)، وحين تلاحظين فيها زيادةً عن الطبيعي فهذه علامةً على حدوث الإباضة. وهناك الكثير من التطبيقات التي يُمكنها مساعدتك في حسابها.
ووفقاً لموقع What to Expect، يُمكن استخدام أدوات توقع الاباضة للمساعدة في تتبّع التبويض. وهنا يُمكنك التبوّل على عصا في الصباح لقياس الهرمون المنشط للجسم الأصفر في البول، وهو الهرمون الذي يُساعد في بدء التبويض. وقد لا يكون هذا المؤشر موثوقاً لدى النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS)، لأنّ معدلات الهرمون المنشط للجسم الأصفر لديهن قد تكون أعلى من المعتاد.
وبينما تُصاب بعض النساء بأعراض مثل التبقّع أو التشنّج الخفيف في أحد جانبي الجسم أثناء الإباضة، ربما تجد أخريات زيادةً في الرغبة الجنسية وتغيّرات في المزاج أو التركيز أو صداعاً نصفياً، لكن تلك الأعراض تختلف كثيراً من امرأةٍ لأخرى، كما ورد في موقع Healthline. وهي ليست بالضرورة مؤشراً موثوقاً في حد ذاتها، ولكنّها تُساعد في رسم الصورة الكاملة.
والجمع بين هذه الوسائل سيمنحك فكرةً جيدة بشأن موعد الإباضة. وبإمكانك كذلك اختبار هرموناتك باستخدام مختلف الاختبارات المعملية.
الخلاصة:
أهم ما يجب تذكّره حين يتعلّق الأمر بالتبويض أنّه من الأفضل فهم التبويض ضمن السياق الأوسع لدورتك الشهرية. والأمر يختلف من امرأةٍ لأخرى، ومن فترةٍ لأخرى في حياتنا، وفقاً للعديد من الأشياء، ومنها صحتنا العامة وحالة التغذية ومعدلات التوتر وغيرها.