لم تعد السياحة حكراً على الأثرياء، فقد شهدت السنوات الأخيرة ظهور الكثير من الدول التي يمكن السفر إليها وقضاء إجازة ممتعة بتكلفة معقولة.
فإن كنت ممن يبحثون عن رحلةٍ اقتصاديةٍ ممتعةٍ، فستجد أدناه قائمة بأفضل الوجهات السياحية الاقتصادية التي لن تندم على زيارتها:
وجهات سياحية صيفية بأقل من ألفي دولار
تركيا
في ظل مشهد الثورات والحروب التي شهدتها الدول العربية مؤخراً، تحولت تركيا إلى ملاذ للكثير من اللاجئين والطلاب العرب، إلى جانب السياح والباحثين عن العمل، مستفيدةً من أسعارها المعقولة ومزجها بين الطابع الشرقي والأوروبي.
ما بين منطقة الفاتح وبايزيد، نجدُ جامع الفاتحُ بخصوصية عماره واحتوائه على ضريح السلطان محمد الفاتح، كما نجدُ منطقة متخصصة بملابس المحجبات، وعلى بعد كيلومترات نجد جامع السليمانية وحديقة "ميني تورك" والتي تُبرز كل معالم تركيا بشكل مصغر، ويبلغ سعر تذكرة الدخول إليها 7 دولارات.
وتظهر "عاصمة تركيا العلمانية" بعد ايمنونو، سيما منطقة بيشكتاش القريبة من قصر "دولمة بهجة" والذي مثّل مقر الحكم في السنوات الأخيرة للدولة العثمانية، ويبلغ سعر تذكرة دخوله 7.5 دولار.
كما يمكن للسائح زيارة برج "غلطة" الذي بني لأغراض استطلاعية، ليتحول بعد ذلك إلى منطقة سياحية للعشاق وتبلغ سعر تذكرة دخوله 5 دولارات. ويمكن لزائر برج "غلطة" تناول الغداء على منظر اسطنبول كاملاً.
أما منطقة اورتاكوي التي تعتبر بأحيائها وشوارعها أشهر مراكز التسلية والتسوق في اسطنبول، فلا تكتمل زيارتها إلا بأكلة الـ "وافل" والحمام الساخن الذي لا تتجاوز أسعارها 35 دولار.
تركيا لا يمكن اختصارها باسطنبول، بل تتمتع كل مدينة بطبيعتها ورونقها الخاص، فينصح بزيارة بورصة التي تعد من المناطق السياحية، ومدينة يلوا الساحلية، إضافة الى أزمير المدينة الكبيرة والمجاورة لشاطئ خليج إزمير في بحر إيجة، وطرابزون التي أصبحت متاحة لأهل الخليج بسبب الخطوط الجوية المباشرة.
المغرب
المغرب بلد الطبيعة والأربع مواسم، يميزه موقعه في القارة الأفريقية وإطلالته على البحر المتوسط وانتمائه للوطن العربي، ليصبح ضمن البلدان الأكثر رواجاً سياحياً والأقل كلفة. ويتميزُ المغرب بتنوع تضاريسه بين جبال وهضاب وبحار جعلته وجهة سياحية عالمية للمناظر الطبيعية.
تعتبر مراكش الوجهة السياحية الأولى في المغرب لما تحويه من معالم سياحية كثيرة، إلى جانب سهولة الوصول إليها. فهي المدينة الحمراء والأكثر صخباً في ليلها الذي لا ينام، فشلالات أوريكة منطقة لن تكلف السائح سوى 20 دولار للزيارة والاستمتاع بوجبة مغربية، إضافة الى جامع الفناء الذي يعتبر الوجهة السياحية الأكثر رواجاً، وقصر باهية الذي يعود بناوه إلى عهد الدولة العلوية وقصر البديع الذي بناه السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي بعد انتصاره على البرتغاليين.
وفي جنوب العاصمة المغربية الرباط، تقع الدار بيضاء المشهورة بأكبر مسجد في العالم، مسجد الحسن الثاني، كما يمكن للسائح زيارة المنطقة من خلال مطاعم الأسماك التي لا تبلغ قيمة طبق منوع فيها 25 دولار، ومدينة إفران المعتدلة في مناخها والتي لا تقلُ جمالاً عن مدن شمالية كتطوان وطنجة.
تونس
تشهدُ تونس انتعاشاً سياحياً منذ سنوات، ومع ظهور اندلاع الأزمات الأمنية والسياسية في الفترة الأخيرة، تميزت البلاد بعروضها المغرية للسياح الذين عادةً ما يقصدون تونس العاصمة، والمناطق الصحراوية وشمال البلاد لزيارة الآثار الرومانية.
يخاطب البحر والجبال معالم تونس؛ فنجد سيدي بوسعيد من أوائل المدن السياحية التي ينصح بزيارتها، وهي منطقة معروفة بالمشموم التونسي وأكلة البمبالوني وهو نوع من المعجنات الاسفنجية، إضافةً إلى مدينة الحمّامات التي تتميز بشواطئ الرمال الناعمة، كما تحتوي نوادي وحمامات تقدم جلسات للتداوي بمياه البحر.
كما تعد مدينة سوسة ايقونة للتواصل والتآلف البشري، فعند بابها يجد السائح مآثر "ادريم" والتي يمكن الدخول إليها بـ 5 دولارات فقط والتي تمتاز بلوحات فيسفسائية ذات ألوان بديعة نابضة بالحياة.
أما محبو الجزر، فيمكنهم زيارة جزيرة جربة التي تقع جنوب شرقي تونس ويطلق عليها اسم "جزيرة المساجد" لاحتوائها على 366 مسجداً معظمها يتميز بالبساطة وصغر المساحة، كما أن الدخول إلى شواطئها مجاني.
البرتغال
تقع العاصمة لشبونة في أقصى جنوب البلاد، وتتميز عن باقي المنتجعات الأوروبية بأسعارها المعقولة، لتجعل من البرتغال أفضل الخيارت لقضاء عطلة عائلية لا تقتصرُ على الاستلقاء على الشاطئ تحت أشعة الشمس، بل تشمل أيضاً زيارة الكثير من المعالم السياحية التاريخية التي تتميز بقلة ازدحامها.
ميزةُ البرتغال أنها تمتدُ على طول التلال المطلة على المحيط الأطلسي، وتشتهرُ بجزرها الكثيرة كجزيرة الليلك، وهي الجزيرة الثالثة من حيث المساحة بعد جزيرتي سان ميغل ويبغو التي لا يمكن الوصول اليها إلا عبر طائرة "هيه هيه" والتي تطلب من ركابها الجلوس في مقدمة الطائرة لحفظ التوازن.
كما يمكن للسياح زيارة مدينتي بورتو وايفورا في الشمال، إضافة إلى الجزيرة الثقافية "انكرا دو هيريوسم" والمدرجة في قائمة اليونسكو للإرث الثقافي العالمي، وخاصةً قلعة سان سيباستيان وجزيرة المهرجانات.
رومانيا
وهي الوجهة الأوربية الأقل تكلفة، وتندرج ضمن قوائم "العطلة بأقل التكاليف"، فتكاليف الإقامة تعتبر جيدة بالمقارنة بسائر الأماكن الأخرى. وتقع الدولة الأوروبية الشرقية في دالتا نهر الدانوب، في منطقة يصب فيها النهر بالبحر الأسود وجبال الكاربات. ويتميز مناخ رومانيا باعتداله في الفصول الأربعة.
تتلخص رومانيا في البجع بدلتا الدانوب، إذ يمثل المعلم الرئيسي للبلاد، ويبرز في الكثير من البحيرات التي تضم أكثر من 300 أنواع مختلفة من الطيور وأسماك المياه العذبة.
وإضافة إلى العاصمة بوخارست التي تمتاز بشوارعها الضيقة ومحلاتها التجارية ومطاعمها الشعبية الرخيصة، تبرز منطقة ترانسلفانيا في وسط شمال غرب البلاد وتحيط بها منطقة الكاربات. كما تعد قلعة بران والمعروفة بقلعة دراكولا أحد أبرز الوجهات السياحية، وتقع على تلة مرتفعة تحيط بها الغابات والأشجار.
واشتهرت رومانيا بمنتجعاتها العلاجية، إذ تستخدم أكثر من سبعين منتجعاً صحياً لمعالجة الأمراض الجلدية وتنشيط الجسم، خاصة في بايلي هيركولان وبايلي اوناسيشيتي، كما أن فاترا دورني هي الخيار الأفضل في فصل الشتاء.