بعد بدء عمليات التلقيح الأولى ضد فيروس كورونا من قبل شركة فايزر، ظهرت السلالة جديدة لفيروس كورونا في بريطانيا، فهل تحمي اللقاحات الجديدة سواء من فايزر أو غيرها من هذهالال السلالة؟
نستعرض في هذا التقرير فاعلية اللقاحات الجديدة مع هذا الفيروس، وما أقدمت عليه شركتا فايزر وموديرنا وما صرح به أطباء من منظمة الصحة العالمية وخبراء في علم الأوبئة.
إذ تختبر شركتا Pfizer Inc وModerna Inc لقاحات COVID-19 الخاصة بها ضد السلالة الجديدة سريعة الانتشار من الفيروس.
وبينما تتوقع شركة Moderna أن المناعة من لقاحها تحمي من السلالات المتغيرة، فهي تجري المزيد من الاختبارات في الأسابيع المقبلة للتأكيد.
اللقاح يحمي من السلالة الجديدة لفيروس كورونا
يوم الإثنين 21 ديسمبر/كانون الأول 2020، قالت منظمة الصحة العالمية إن لقاح فيروس كورونا المستجد أو كوفيد 19 قادر على حماية الإنسان من السلالة الجديدة المعدية جداً.
وقالت الرئيسة الفنية في منظمة الصحة العالمية لجائحة كورونا ماريا فان كيركوف، إن السلالة الجديدة لفيروس كورونا قد تكون أكثر قابلية للانتقال، لكن لا يوجد دليل على أنها ستزيد من "خطورة المرض".
وأضافت: "أبلغتنا المملكة المتحدة أنها لا تعتقد أن هناك تأثيراً على اللقاح، وبالتالي فهذه أخبار جيدة".
بدوره قال كبير خبراء الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية مايك رايان، إن العديد من التحولات في الفيروس ظهرت خلال الأشهر الماضية. ومع ذلك أكد أنها لا تشكل أي سبب يدعو للقلق، مضيفاً أن "ما لم يفعله أي بديل حتى الآن هو إثبات وجوده على أنه أخطر أو يمكن عدم تشخيصه أو مقاومة فاعلية اللقاحات".
وأكد على أهمية وجود الشفافية وإخبار الجمهور بالحقائق كما هي، "ولكن من المهم أيضاً أن نوضح أن هذا جزء طبيعي من تطور الفيروس"، على حد تعبيره.
ومنذ أن أعلنت الحكومة البريطانية عن السلالة الجديدة، في 14 ديسمبر/كانون الأول، قامت مجموعة من الدول، بما في ذلك كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا والنمسا وأيرلندا، بسنِّ قوانين حظر سفر للمساعدة في الحد من انتشار الفيروس الجديد.
ويحتوي الفيروس المتحول الجديد، وهو سلالة B117 من فيروس SARS-CoV-2، على عدد من الطفرات، بما في ذلك التباين N501Y الذي تم تحديده من خلال التسلسل الجيني الذي تم إجراؤه في جميع أنحاء البلاد.
وبعدها بأيام حدد المسؤولون في جنوب إفريقيا نوعاً جديداً من الفيروس، يُعرف باسم 501.V2، باعتباره القوة الدافعة للموجة الثانية في البلاد، حيث أغلق على 2.5 مليون حالة إصابة مؤكدة بـCOVID-19.
الأستاذ المساعد في معهد المقاييس الصحية والتقييم بجامعة واشنطن فين غوبتا قال إنه واثق من أن اللقاحات الحالية ستحمي من سلالات مختلفة من فيروس كورونا.
وقال غوبتا: "هناك اعتقاد قوي هنا بأن اللقاح، كما هو موجود اليوم… سيكون له فاعلية في درء العدوى من هذه السلالة الجديدة في إنجلترا، بالإضافة إلى السلالة القديمة التي كنا نتعامل معها منذ شهور".
وقال إن السلالة الجديدة لفيروس كورونا مشابهة جداً على المستوى الجيني للسلالات السابقة، وفق ما صرح لبرنامج "Squawk Box Asia" على قناة CNBC.
ومع ذلك، قد تحتاج الإصدارات المستقبلية من اللقاح إلى أن تأخذ سلالات فيروسية جديدة في الاعتبار، بنفس الطريقة التي يتم بها تحديث لقاحات الإنفلونزا.
وقال: "أعتقد أن هذا قد يؤثر على عملنا المستقبلي، لكنه لن يؤثر على المدى القريب… لن يؤثر على فاعلية اللقاحات الحالية في إنهاء الوباء".
بدوره أدلى الدكتور فيفيك مورثي، الذي عينه الرئيس المنتخب جو بايدن ليكون الجراح العام القادم للولايات المتحدة، بتعليقات مماثلة على برنامج "Meet the Press" على قناة NBC.
وقال: "لا يوجد سبب للاعتقاد بأن اللقاحات التي تم تطويرها لن تكون فعالة ضد [سلالة المملكة المتحدة الجديدة] أيضاً"، مضيفاً أنه لا يوجد دليل على أن البديل الجديد أكثر فتكاً.
هل تؤثر السلالة الجديدة من فيروس كورونا على الاختبار؟
إلى حد ما، نعم.
تؤثر إحدى الطفرات في الشكل الجديد على واحد من الأهداف الجينية الثلاثة المستخدمة في بعض اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل.
هذا يعني أنه في تلك الاختبارات ستكون المنطقة المستهدفة أو "القناة" سلبية.
وقال الخبير في علم الأحياء الدقيقة في جمعية الكيمياء الحيوية السريرية والطب المخبري روبرت شورتن: "لقد أثر هذا على قدرة بعض الاختبارات على اكتشاف الفيروس".
ونظراً لأن اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) تكشف عموماً عن أكثر من هدف جيني واحد، فإن الطفرة في بروتين السنبلة تؤثر جزئياً فقط على الاختبار، ما يقلل من خطر النتائج السلبية الخاطئة، كما نقلت عنه وكالة رويترز.
هل المخاوف مبررة؟
يقول معظم العلماء حسب وكالة Reuters، نعم؛ إذ سرعان ما أصبح البديل الجديد هو السلالة السائدة في حالات الإصابة بكوفيد 19 في أجزاء من جنوب إنجلترا، وارتبط بزيادة معدلات الاستشفاء، خاصة في لندن وفي مقاطعة كينت المجاورة.
وبينما تم اكتشافه لأول مرة في بريطانيا، في سبتمبر/أيلول 2020، لكن بحلول 9 ديسمبر/كانون الأول، كانت 62% من حالات كوفيد 19 بسبب السلالة الجديدة مقارنة بـ28% من الحالات قبل ثلاثة أسابيع.
وتقول حكومات أستراليا وإيطاليا وهولندا إنها رصدت حالات إصابة بالسلالة الجديدة تم التعرف عليه في هولندا، في أوائل ديسمبر/كانون الأول.
كما تم الإبلاغ عن حالات قليلة من السلالة الجديدة لفيروس كورونا إلى ECDC، وهي وكالة مراقبة الأمراض في أوروبا، من قبل دولتي أيسلندا والدنمارك، وذكرت تقارير إعلامية في بلجيكا أنه تم اكتشاف حالات هناك أيضاً.