حتى هؤلاء الذين يحاولون المحافظة على تناول الأطعمة الصحية وتجنب المقرمشات الجاهزة، يعرفون أنه ليس هناك ما يضاهي إغراء الأطعمة السريعة. وسواء كنت تفضل الحلويات مثل السكاكر والشوكولاتة أو الأطعمة المالحة مثل رقائق البطاطس، فإن الوجبات السريعة يمكن أن تصبح إدماناً.
ولكن مهما كانت علاقتك بمقرمشاتك المفضلة عميقة، فإلى أي مدى تظن أنك تعرفها حقاً؟
بداية من أصول دوريتوس حتى القصة الحقيقية خلف اللون الوردي للعلكة، نعتقد أنك ستُحب هذه المعلومات الممتعة عن الأطعمة الخفيفة مثلما تحب رقائق البرينجلز. بعض المعلومات قد تُسهل عليك تناول هذه الأطعمة المفضلة في يوم الراحة من النظام الغذائي، وبعضها قد يجعلك تتقزز من تناولها. إليكَ حقائق لم تسمع بها من قبل عن الأطعمة السريعة، وفقاً لموقعMashed الأمريكي.
نشأة دوريتوس كانت في أرض سحرية!
إن اختراع دوريتوس يعود في الحقيقة إلى مكب نفايات ديزني لاند. وكما تحكي واحدة من القصص، فتحت شركة Frito-Lay مطعم تكس مكس (أحد أساليب الطهي) في ديزني لاند فور افتتاح مدينة الألعاب عام 1955 وسمّته Casa de Fritos.
يُقال إنه في أحد الأيام لاحظ رجل مبيعات تابع للشركة التي تورد التورتيللا للمطعم، أن الطهاة يلقون بالتورتيللا القديمة في مكب النفايات خلف المطعم يومياً. فاقترح عليهم أن يستفيدوا منها من خلال تقطيعها وقليها وتقديمها للزبائن بدلاً من التخلص منها.
وبعد أن صارت تلك المقرمشات المالحة رائجة بين الزبائن وعنصراً أساسياً في قائمة طعام المطعم، وقع أرشيبالد كلاركر ويست، المسؤول التنفيذي في Frito-Lay في غرامها وقرر إنتاجها بكميات ضخمة وبيعها في الأسواق. وكان دوريتوس في البدء يُنتج دون نكهة، ولم تُضف إليه نكهة "جبن الناتشو" التي نعرفها جميعاً اليوم ونحبها قبل عام 1974.
بسكوت أوريو يمكن أن يُعد نباتياً
يُحتمل أنك قد سمعت بهذه الشائعة الغريبة من قبل، لكن الأقاويل حقيقية! إذ بالرغم من أن البسكوت مُعالج ومُحلى بدرجة عالية (وهو الأكثر شعبية في أمريكا)، فإنه عملياً يُعد طعاماً نباتياً. إذ تنحصر مكوناته في الدقيق الغني غير المبيض، والسكر، وزيت النخيل أو/وزيت الكانولا، والكاكاو وشراب فركتوز الذرة والخميرة والملح وصويا الليسيثين والشكولاتة. وكلها مكونات نباتية في الحقيقة. حتى إن منظمة بيتا أدرجت منتجات الأوريو في قائمة أكثر 20 "طعاماً نباتياً بالمصادفة".
لكن لا يسعنا إلا أن نقول إن بسكوت أوريو نباتي من الناحية النظرية فقط لأن الشركة صرحت بأن منتجاتها ربما اختلطت بالحليب، ومن ثم فليس مضموناً 100% أن تكون خالية من منتجات الألبان. لذا يمكن أن يتناولها النباتيون على مسؤوليتهم الخاصة، ما لم يكونوا خائفين من تلوثها خطأً بقليل من الحليب. وفي النهاية فالأمر يعود إلى المستهلك في احتساب هذا البسكوت نباتياً تماماً أم لا، كما يعود له أمر فكه وغمره وتذوقه.
كيت كات تستخدم بقايا شوكولا مستخدمة
قد تكون كيت كات واحدة من حلوى الهالوين الأكثر رواجاً في أمريكا، لكن هل تساءلت من قبل عما يوجد داخل تلك الحلوى المقرمشة؟ ليس مجرد حشو الشوكولاتة أو رقائق البسكوت. استعد لهذا المعلومة الأخاذة: كيت كات محشوة ببقايا كيت كات مطحونة.
عُرفت هذه الحقيقة المذهلة بفضل الفيلم الوثائقي البريطاني Inside the Factory الذي عرضته قناة BBC Two، حيث أوضح عمال المصنع المسؤولون عن خط الإنتاج، أن أي قطعة كيت كات مكسورة أو مُرتجعة يُعاد استخدامها "في حشو رقائق البسكوت".
وأكدت شركة Nestle على تصريحات عمال المصنع في برنامج The Today Show، حيث قال متحدث باسم Nestlé UK: "طبقة الشوكولا- الحشو الذي يتخلل رقائق البسكوت في كيت كات- مصنوعة من شراب الكاكاو والسكر ومقدار صغير من كيت كات يعاد استخدامها… ولاحظوا رجاءً أن كيت كات المُعاد استخدامها هي منتج لا يمكن بيعه".
مخترع آلة الحلوى القطنية شخص غير متوقع
باستثناء تنظيف الأسنان بالخيط مرات أكثر، ما هي أكثر نصيحة نمطية على الإطلاق تلقيتها من طبيب الأسنان؟ "أن تُقلل السكريات!". لهذا نرى من المفارقة أن مخترع آلة الحلوى القطنية كان في الواقع طبيب أسنان.
وفقاً لصحية The Daily Mail، يُنسب الفضل في اختراع آلة الحلوى القطنية إلى ويليام جيمس موريسون، طبيب أسنان ومخترع من مدينة ناشفيل في تينيسي. وبحسب القصة، عمل موريسون مع صديقه جون سي وارتون لاختراع آلة توفر العمل اليدوي المضني لغزل السكر.
وقد اخترعا معاً آلة عُرفت باسم "آلة الحلوى الكهربائية" استخدمت الهواء في تجويف مركزي يدور لإدخال السكر في شاش سلكي وخلق الحلوى المنفوشة الأشبه بالسحاب التي نعرفها اليوم.
علبة رقائق برينجلز استخدمت لغرض غريب للغاية
يُعد تغليف برينجلز الشهير- الرقائق المُفضلة لدينا التي ليست من البطاطس تماماً- إحدى مميزات تلك المقرمشات المالحة المنحنية. لكن هل تعرف أن ثمة من اخترع شكل الأنبوب الشهير الذي يحافظ على الرقائق بأناقة شديدة دون أن تتكسر؟ غير أن هذا لم يكن الغرض الوحيد منه أيضاً.
تقدم فريد باور، من مدينة سينسيناتي، بطلب براءة اختراع لتصميم أنبوب برينجلز عام 1966 عندما عمل في شركة P&G. وقد تقاعد من الشركة في بداية الثمانينيات، لكنه ظل رجلاً محباً لبرينجلز حتى النهاية.
وفقاً لصحيفة The Guardian، عندما توفي باور عام 2008، دُفن بعض من رماده في علب برينجلز. ولم يكن هذا مجرد عمل دعائي سخيف، إذ يبدو أنه طلب أن يُدفن بهذا الشكل الغريب تحديداً ونفذ أبناؤه وصيته عندما مات وهو في الـ89 من عمره.
نوتيلا مسؤولة عن أزمة بندق عالمية
ربما كانت نوتيلا واحداً من أشهر الأطعمة التي تُفرد على المخبوزات في العالم (وحقيقةً، من الذي لا يحب تناولها بالملعقة مباشرة من الوعاء؟)، لكنك ربما لا تدرك حجم هوس العالم بها.
وفقاً لمجلة National Geographic، تستهلك شركة Ferrero- المصنعة لنوتيلا- ما يصل إلى ربع إنتاج العالم من البندق. وقد أدى الطلب العالمي على البندق- وهو غالباً لتصنيع كميات ضخمة من الحلويات- إلى عجز كبير جعل المزارعين يكافحون من أجل مواكبته.
قال توم مولنار، من صحيفة The Philadelphia Inquirer: "إنه عجز متوقع في الحقيقة، بسبب النوتيلا وحلوى البندق المختلفة. لا يوجد بندق يكفي لتلبية الطلب المتزايد، لذا فإن شركات الحلوى الكبيرة تتنازع عليه إلى حد ما".
ويدعي منافسو نوتيلا أن هناك نظرية احتكار تقضي باستحواذ شركة Ferrero على السوق، لكن National Geographic تقول إن الشركة تتمتع بحس تجاري أذكى من ذلك.
حالياً يعمل أساتذة في جامعة روتجرز على الوصول إلى نوع من البندق يمكن زراعته في المناخ البارد لحل الأزمة.
بسكوت رقائق الشوكولاتة اختُرع بالصدفة
يُعد بسكوت رقائق الشوكولاتة مكوناً أساسياً في عالم الحلوى لدرجة أننا ربما لا نعرف أن اختراعه لم يكُن منذ وقت طويل للغاية. عُرفت روث ويكفيلد، التي امتلكت مع زوجها مطعم Toll House الشهير في الثلاثينيات في ولاية ماساتشوستس بابتكاراتها في الحلوى.
تقول الأسطورة إنها كانت تحاول إعداد بسكوت مُغطى بالشوكولاتة عندما أدركت أن شوكولاتة الخبز قد نفدت. هكذا قررت ويكفيلد تكسير مكعب من شوكولاتة Nestle إلى قطع صغيرة ووضعها في عجينة البسكوت، وهكذا كانت مصادفة اختراع البسكوت الشهير. لكن للأسف يبدو أن الحقيقة أن قصة هذه الحلوى لم تكن مجرد "ضربة حظ"، بل كانت تجارب وأخطاء أُجريت بعناية، حسبما تقول كارولين ويمان، مؤلفة كتاب The Great American Chocolate Chip Cookie لصحيفة The New Yorker: "بشيء من التدريب والموهبة والعمل الجاد".
خبزت روث ويكفيلد بسكوت رقائق الشوكولاتة في البداية لضيوفها في مطعم Toll House ثم صار علامة مميزة للطعام الذي يبث شعور الراحة لدى جيل الكساد الكبير.
لون العلكة وردي لسبب بسيط
تُعد علكة الفقاعات حلوى شهيرة لا يشكك أحد فيها. ونكهتها واضحة (إلا أنها غير معروفة)، والعلكة نفسها تُلون دائماً باللون الوردي الفاتح المميز. لكن لماذا صار الوردي الفاتح هو لون علكة الفقاعات؟
تقول القصة إنه في عام 1928، كان والتر ديمر، عامل في شركة Fleer Chewing Gum، يختبر العلك التي تسمح بنفخ الفقاعات وكذلك الاستمرار في المضغ بعد فرقعتها، اُطلق عليها لاحقاً Dubble Bubble.
بعد إضافة قليل من المطاط إلى التركيبة الأصلية، صارت علكة المضغ تدوم وقتاً طويلاً. لكنها لسوء الحظ اتخذت لوناً "رمادياً يفسد الشهية"، لذا سارع العمال لإضفاء لون محبب على علكة الفقاعات الجديدة. وكان اللون الوحيد المتوفر هو الوردي الفاتح، هكذا بيعت في المتاجر للمرة الأولى وصار هذا اللون تقليدياً.
المثلجات اخترعها طفل
هل تعرف عدد الأطعمة المذهلة التي ابتُكرت بالمصادفة؟ لكن المثلجات لم تُتبكر بالمصادفة فقط، بل ابتكرها طفل في الـ11 من عمره. في عام 1905، ترك طفل من منطقة خليج سان فرانسيسكو يُدعى فرانك إيبرسون، خليطاً من مسحوق الصودا السكري والماء خلال الليل. وكانت التركيبة الناتجة مصاصة مجمدة طعمها يشبه الصودا. وشاعراً بالسرور من اختراعه الحلو، قرر إيبرسون بيع اختراعه على شاطئ نبتون ذلك الصيف.
لاحقاً عندما حققت مبيعاته نجاحاً هائلاً، تقدم إيبرسون ببراءة اختراع وسُميت تلك الحلوى المثلجة "إبسيكل" تيمناً باسمه. لكن أطفال أبنائه وأحفاده أطلقوا عليها اسم "بوب سيكل" ومن هنا جاء الاسم Popsicle. لسوء الحظ اتخذ اختراع إيبرسون منعطفاً حزيناً واضطر إلى تصفية تجارته للنجاة مالياً.
وفقاً لإذاعة NPR، ثمة جدال حول مصداقية تفاصيل تلك القصة "اللطيفة"، لكن إيبرسون بلا شك خلَّد اسمه في التاريخ بوصفه مخترع المثلجات.
شيتوس يحتوي على مواد تجعلك تدمنه
كما لك أن تتخيل، صُممت معظم الأطعمة السريعة لتكون إدمانية، هكذا احتوت على مستويات عالية من السكر والدهون التي يتوق لها جسمك. لكن إدمانية شيتوس مستوى آخر تماماً.
قال ستيفان ويذرلي، عالم غذاء، لمجلة New York Times Magazine عن شيتوس: "إنه أكثر طعام مذهل في صناعته على الكوكب، من حيث تقديمه متعة خالصة".
وقال إن ما يجعل شيتوس فريداً في إدمانيته (بجانب احتوائه على الملح والدهون والغبار البرتقالي اللذيذ الغريب الذي اعتدنا ربطه بالمقرمشات) هو سرعة ذوبانه.
يقول ويذرلي: "إنها سعرات حرارية كثيفة زائلة. إذا كان ثمة ما يذوب في فمك سريعاً، فإن دماغك يعتقد بأنه بلا سعرات حرارية، وأن بوسعك الاستمرار في أكله إلى الأبد".
كما أن شيتوس يصل إلى "نقطة السعادة" المثالية، وهي وفقاً لموقع Pop Science، درجة كثافة النكهة الموجودة في الوجبات الخفيفة، والتي تتمتع بطعم مالح/حلو مناسب تماماً لنبقى راغبين في المزيد، دون أن يكون طاغياً جداً فيتعب دماغنا من النكهة القوية.