هل تريد أن تعيش حتى بلوغ سن الـ100؟ حتّى ولو كنت ترى ذلك صعباً فإنه ليس مستحيلاً، إذ يتوقع مركز بيو للأبحاث أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين يبلغون من العمر 100 عام وما فوق ثمانية أضعاف العدد الحالي، وذلك بحلول عام 2050.
ولكن ما عليك معرفته أنّ الوصول إلى عمر الـ100 عام ليس جائزة نصيب تفوز بها بل الأمر يتعلق بك بالدرجة الأولى.
نصائح صحية من أشخاص تجاوزت أعمارهم 100 عام
إذ تقول سوزان فريدمان، وهي أخصائية أمراض شيخوخة، إن حوالي ثلثي طول العمر هو تحت سيطرة الشخص نفسه ويتعلق بإجراء تغييرات صحية في نمط حياته.
لذلك سنقدم لك بعض العادات الصحية والممارسات التي كان يقوم بها أشخاص باتوا الآن من أكبر المعمرين في العالم وجميعهم تجاوزوا سن الـ 100.
مارس اليوغا
تاو بورشون لينش، وهي معمرة تجاوز عمرها 101 سنة، كما أنها أقدم مدربة يوغا في العالم، تقول لينش إنها درست اليوغا حول العالم لأكثر من 45 عاماً، ومارست اليوغا لأكثر من 70 عاماً، وهي تعتقد أن اليوغا هي السر وراء عمرها الممتد إلى هذا الحد.
من جهتها، تقول تانيا جور، طبيبة داخلية أمريكية، إن معظم مرضاها من المعمرين الذين تعالجهم يكون لديهم روتين نشاط بدني يتبعونه بشكل كامل، وغالباً ما يكون هذا النشاط متعلقاً بشكل أو بآخر بتمارين اليوغا أو ما يشبهها، وهو ما يساهم بزيادة قدرتهم على الحركة.
الذهاب إلى الخارج
قد يكون من المغري أن تجلس في المنزل طوال الوقت مع تقدمك في العمر، لكن البقاء نشطاً اجتماعياً وبدنياً يمكن أن يحسن طول العمر، وفقاً لدراسة أجريت عام 2017 من مجلة Journal of the American Geriatrics Society .
فقد نظر الباحثون في عدد المرات التي غادر فيها الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 70 و90 عاماً المنزل ومدة بقائهم ووجدوا أن أولئك الذين يخرجون يومياً يعيشون أطول من أولئك الذين لم يخرجوا.
لذلك قد يوفر الخروج من المنزل بانتظام لكبار السن المزيد من الفرص للانخراط في النشاط الاجتماعي والثقافي والبدني، والذي بدوره يعزز صحتهم وطول العمر.
ابتعد عن التدخين
من أبسط الطرق لتحسين فرصك في العيش لفترة أطول هي عدم التدخين والابتعاد أيضاً عن المدخنين.
وتتساءل الطبيبة تانيا جور حول ما إذا كنتم تعرفون أشخاصاً مدخنين تجاوزت أعمارهم الـ100 سنة؟ وهي متأكدة من أن جوابكم هو لا نعرف.
وترى الطبيبة الأمريكية أن المدخنين يموتون في المتوسط قبل 10 سنوات من غير المدخنين ويعانون من مشاكل صحية كثيرة.
أكثر من تناول الخضراوات
ليسي براون هي امرأة من ولاية أوهايو عاشت 115 عاماً حتى الآن وكانت تتناول حبة بطاطا حلوة يومياً، وهي عادة تنسبها عائلتها إلى طول عمرها.
في حين تفضل كريستينا كيسلاك واهالا البالغة من العمر 102 عام اتباع نظام غذائي مليء بالخضار والتوت الطازج طوال حياتها.
تشير الأبحاث والدراسات، بحسب ما ذكره موقع Prevention إلى أنّ الأشخاص الذين يعيشون لفترات طويلة تتجاوز 100 عام هم من يحصلون على 80% على الأقل في نظامهم الغذائي على الخضراوات.
فالنظام الغذائي النباتي منخفض الكوليسترول، ويوفر جرعة دسمة من الألياف ومضادات الأكسدة والعناصر الغذائية الأخرى التي تحافظ على نشاط جهاز المناعة وصحة الجسم.
كُن اجتماعياً
أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم شبكات اجتماعية كبيرة ومتنوعة لديهم مخاطر وفاة أقل مقارنة بأولئك الذين لديهم شبكات اجتماعية صغيرة وأقل تنوعاً.
وتلاحظ الدكتورة سوزان فريدمان، وهي أخصائية أمراض شيخوخة، أن البشر مخلوقات اجتماعية وبأننا نحتاج حقاً إلى التفاعل مع الآخرين، وعندما لا نفعل ذلك، يمكن أن تكون هذه مشكلة.
وأضافت أن غالبية الأشخاص المعمرين الذين تعرفهم لهم شبكة علاقات جيدة ويعيشون حياة اجتماعية سعيدة.
سباقون للحفاظ على صحتهم
تقول الطبيبة تانيا جور إن القاسم المشترك الذي لاحظته بين مرضاها الأكبر سناً هو أنهم سباقون في الحفاظ على صحتهم.
وتضيف أنهم يراجعون الأطباء والمشافي بانتظام لإجراء التقييمات الروتينية والتطعيمات ومتابعة أمراضهم حتى ولو لم يكونوا يعانون من أي مشكلة.
ولكن الأمر لا يقتصر على كون كبار السن هم من يحددون ويحافظون على مواعيدهم الطبية بل أيضاً يبنون علاقات اجتماعية جيدة مع الأطباء، وبالتالي دائماً ما يناقشون الخطط الفردية لتلبية احتياجاتهم بما يتناسب مع نوعية حياتهم.
واصل الحركة
عندما كانت داونينغ كاي البالغة من العمر 111 عاماً طفلة، كانت ترقص حول المنزل مع أشقائها، أما الآن ورغم أنها أصبحت معمرة، فإنها لا تزال تأخذ فصل زومبا الأسبوعي في النادي الرياضي.
وتقول الطبيبة فردمان: "إن الأشخاص الذين يبذلون قصارى جهدهم هم من يمارسون الرياضة مدى الحياة، إذ تساعد التمارين الرياضية في مواجهة عوامل الخطر للمشاكل الصحية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وقد ثبت أنها تعزز الحالة المزاجية أيضاً".
كما وجدت دراسة أجريت عام 2017 على أكثر من 130 ألف شخص أن الحصول على 30 دقيقة من النشاط البدني الموصى به يومياً، أو 150 دقيقة في الأسبوع يقلل من خطر الموت بنسبة 28%.
لا تقطع المكسرات من منزلك
تعتبر منطقة Loma Linda الواقعة في مدينة كاليفورنيا واحدة من أكثر المناطق في العالم التي تحتوي على معمرين حيث يعيش سكانها 10 سنوات أطول من سكان أمريكا الشمالية الآخرين.
السر وراء طول عمرهم هو أنهم لا يملأون أطباقهم بالكثير من الأطعمة الكاملة فحسب، بل يأكلون الكثير من المكسرات أيضاً.
ووجدت دراسة أجريت عام 2001 في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية أن دمج المكسرات في نظامك الغذائي المعتاد قد يزيد من متوسط العمر المتوقع بمقدار 1.5 إلى 2.5 سنة.
كما تظهر الأبحاث أيضاً أن اتباع نظام غذائي متوسطي مكمل بالمكسرات يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 28%.
إذ تحتوي المكسرات على دهون غير مشبعة صحية للقلب، والتي تساعد على زيادة الكوليسترول الجيد مع خفض مستويات الكوليسترول الضار.
لا تتجنب وجبة الإفطار
عند بلوغها سن 110، قالت الأمريكية إرنا زان إنها تتناول وجبة الإفطار كل يوم، وإن هذه الوجبة لا توفر الطاقة لبدء اليوم فحسب، بل قد ساعدتها أيضاً في الحفاظ على وزنها صحياً.
في حين وجد الباحثون أن تخطي وجبة الإفطار قد يكون مرتبطاً بارتفاع مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر، والذي يعد من عوامل الخطر لمتلازمة التمثيل الغذائي وأمراض القلب، والسكري، وغيرها من الشروط التي قد تقصر من عمر الإنسان.