قد يكون الحليب الخالي من اللاكتوز أحد الخيارات البديلة لأولئك الذين يعانون من حساسية اللاكتوز، أو ببساطة شديدة يسبب لهم الحليب العادي انتفاخاً غير مرغوب فيه، لكن إلى أي حد يتشابه الحليب الخالي من اللاكتوز مع الحليب العادي، وهل يحوي الاثنان القيمة الغذائية ذاتها؟
إليك ما تريد معرفته:
ما هو الحليب الخالي من اللاكتوز؟
في البداية يجب أن نعلم أن اللاكتوز هو نوع من السكر الموجود في منتجات الألبان، والذي يصعب على بعض الناس هضمه، إذ قد يسبب لهم انتفاخاً أو مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي مثل الإسهال والقيء وآلام البطن.
لذلك يلجأ هؤلاء إلى تناول الحليب الخالي من اللاكتوز، وهو منتج حليب تجاري يتم صنعه عن طريق إضافة اللاكتاز إلى حليب البقر العادي.
مع العلم أن اللاكتاز هو إنزيم يستطيع الجسم إفرازه، ويؤدي إلى تكسير اللاكتوز في الجسم، وبالتالي لا يعاني معظمنا من مشاكل مع منتجات الألبان، لكن أولئك الذين يعانون من حساسية اللاكتوز لا تفرز أجسامهم كميات كافية من ذلك الإنزيم.
يحتوي على نفس العناصر الغذائية الموجودة في الحليب
يحتوي الحليب الخالي من اللاكتوز على المغذيات الموجودة في الحليب العادي، وله نفس مذاق وملمس الحليب العادي تقريباً، على الرغم من احتوائه على اللاكتاز الذي يسهل عملية الهضم.
مثل الحليب العادي يعتبر البديل الخالي من اللاكتوز مصدراً رائعاً للبروتين، إذ يحتوي الكوب الواحد منه (240 مل) على حوالي 8 غرامات.
كما أنه يحتوي على نسبة عالية من المغذيات الدقيقة الهامة، مثل الكالسيوم والفوسفور وفيتامين ب 12 والريبوفلافين.
بالإضافة إلى ذلك، يتم إثراء العديد من الأنواع بفيتامين د، وهو فيتامين مهم موجود فقط في عدد قليل من مصادر الطعام.
لذلك، يمكنك استبدال الحليب العادي بالحليب الخالي من اللاكتوز دون فقدان أي من العناصر الغذائية الأساسية التي يوفرها الحليب العادي.
أسهل في الهضم بالنسبة للبعض
يولد معظم الناس ولديهم القدرة على هضم اللاكتوز، وهو النوع الرئيسي من السكر الموجود في الحليب.
ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن حوالي 75% من سكان العالم يفقدون هذه القدرة مع تقدمهم في العمر، ما يؤدي إلى حالة تعرف باسم حساسية اللاكتوز، وفقاً لما ورد في موقع Health Line.
إذ يعاني البعض من انخفاض نشاط اللاكتاز الضروري لهضم اللاكتوز وتفتيته كلما تقدم بهم العمر.
وبالنسبة لأولئك الذين يعانون من حساسية اللاكتوز، فإن تناول الحليب الذي يحتوي على اللاكتوز بانتظام يمكن أن يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل آلام البطن والانتفاخ والإسهال والتجشؤ المستمر وغيرها.
طعمه أكثر حلاوة من الحليب العادي
الفرق الملحوظ بين الحليب الخالي من اللاكتوز والحليب العادي هو المذاق، إذ يبدو الحليب الخالي من اللاكتوز أكثر حلاوة.
ويرجع السبب في ذلك إلى أن إنزيم اللاكتاز يقوم بتفتيت اللاكتوز إلى نوعين من السكريات البسيطة وهي: الجلوكوز والجلاكتوز والتي تكون عادة أكثر حلاوة من السكريات المعقدة الموجودة في الحليب العادي.
وعلى الرغم من أن هذا لا يغير القيمة الغذائية للحليب، وأن الاختلاف في النكهة معتدل، فقد يكون من المفيد الانتباه عند استخدام الحليب الخالي من اللاكتوز بدلاً من الحليب العادي في وصفات الحلويات، إذ إنه يعطي حلاوة أكثر، وبالتالي قد تحتاج إلى استخدام كمية سكر لوصفتك أقل من المعتاد.
لا يزال أحد منتجات الألبان
على الرغم من أن الحليب الخالي من اللاكتوز يمكن أن يكون بديلاً جيداً للحليب العادي لمن يعانون من الحساسية، إلا أنه قد لا يكون مناسباً للجميع، لأنه لا يزال أحد منتجات الألبان.
بالنسبة لأولئك الذين يعانون من حساسية تجاه منتجات الألبان، فإن تناول الحليب الخالي من اللاكتوز قد يسبب تفاعلاً تحسسياً، ما يؤدي إلى أعراض مثل الضائقة الهضمية والشرى والقيء.
بالإضافة إلى ذلك، نظراً لأنه يتم إنتاجه من حليب البقر، فهو غير مناسب لمن يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً.
باختصار، يجب على أولئك الذين يختارون اتباع نظام غذائي خالٍ من الألبان لأسباب شخصية أو متعلقة بالصحة تجنب الحليب العادي والخالي من اللاكتوز كذلك.
هل يوجد مساوئ للحليب الخالي من اللاكتوز؟
وفقاً لما ورد في موقع Flo، فإن بعض المصنعين قد يلجأون إلى إضافة سكر صناعي للحليب الخالي من اللاكتوز، على الرغم من أن هذه الخطوة لا تعتبر ضرورية، كون اللاكتاز يفتت سكر اللاكتوز إلى سكريات بسيطة أكثر حلاوة.
لذلك فإن من سلبيات تناول الحليب الخالي من اللاكتوز في بعض الأحيان التعرض للسكريات المصنعة التي قد تضاف إليه، ولتجنب ذلك تأكد من قراءة الملصقات الموجودة على علب الحليب الخالي من اللاكتوز، لتتأكد أن النوع الذي تشتريه خال كذلك من السكريات المصنعة.
كما يوصي الأطباء دائماً باتباع نظام غذائي متوازن يتضمن أقل عدد ممكن من الأطعمة المكررة، ولكن من الناحية الفنية، يعتبر كل من الحليب الخالي من اللاكتوز، والحليب العادي من الأطعمة المصنعة، لأنهما تتم معالجتهما بالحرارة والمواد الكيميائية لجعلهما آمنين للاستهلاك.
مع أن الحليب الخالي من اللاكتوز يتطلب أحياناً معالجة مكثفة أكثر من الحليب العادي.