يحمل الزواج الثاني خبرات وأخطاء ودروساً وربما آلام الزواج الأول، ولكن الحصول على زواجٍ ثانٍ ناجح يتطلب أكثر من مجرد الابتذال أو التوصيات التقليدية؛ فلا بد من جرعة صحية من الواقعية؛ وهو شيء يتمتع به الأشخاص الذين تزوجوا من قبل أكثر ممن يقبل على الزواج لأول مرة. فكيف تنجح في الزواج الثاني؟
إن نصائح الحصول على علاقة جيدة، سواء مرغوبة أو غير مرغوبة، شائعةٌ مثل الزواج نفسه.
وهذا الأمر ينطبق بشكل خاص على الأشخاص الذين تزوجوا، ثم تعرضوا للطلاق أو فقدان الزوج ويستعدون للزواج الثاني.
يقول المستشار المتخصص في استشارات ما قبل الزواج الدكتور مارك مايفيل، لمجلة Womansday الأمريكية: "الكثير من زبائني الذين هم على وشك الدخول في زواجهم الثاني، يدركون أن هناك مشاكل كثيرة ستواجههم، ويريدون أن يكون زواجهم الثاني أفضل، هم بذلك صادقون وقابلون للتعلم، وهذا شيء رائع".
وعلى الرغم من أن الزواج السابق لا يضمن تلقائياً نجاح الزواج المقبل، فإن اختبار تجربة سابقة لفسخ الزواج أو الطلاق يساعد بشكل أفضل على تحديد علامات التحذير المحتملة في الزواج التالي.
من المهم أيضاً الاقتناع بأن الرغبة في الحصول على زواج أفضل لا تعني أبداً أن الزواج الثاني سيكون سهلاً.
في الواقع، من الشائع أن يقوم الأشخاص عن غير قصد باستحضار أعباء العلاقة السابقة إلى علاقتهم الحالية، وهو أمرٌ قد يؤثر على أي زواج لاحق على المدى الطويل.
ومع ذلك، يجب أﻻ يكون هذا هو الحال، خاصة إذا حاولت ممارسة أي (أو كل!) مما يلي:
كيف تنجح في الزواج الثاني؟
ابحث عن علاج قبل حدوث مشكلة
يقول مايفيلد لمجلة Womansday الأمريكية: "يعتقد الكثير من الناس أن العلاج ليس سوى حل لمشكلة ما. ولكن من الجيد دائماً رؤية شخص ما قبل أن تكون هناك مشكلة حقيقية".
عندما تكون في حالة حب، من السهل التغاضي عما يبدو أنه مشكلة صغيرة أو تجاهلها تماماً. لكن هذه المشكلات "الثانوية" يمكن أن تتحول إلى مشاكل كبيرة في المستقبل، خاصة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
إنَّ تدخُّل طرف ثالث يمكن أن يسلط الضوء على المخاطر المحتملة، ويسلحك بالأدوات التي تحتاجها لإصلاحها.
وفقاً لمايفيلد، فإن الإجراءات الوقائية تكتيك أفضل من مجرد الرد على مشكلة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصحة النفسية للفرد. لذلك ليست المشورة الزوجية مفيدة فحسب، بل يمكن أن يساعدك العلاج الفردي أيضاً في علاقتكما، خاصة إذا تأثرت بأي استياء أو مخاوف ناجمة عن زواجك الأول.
تجنب مقارنة الشريك الجديد بالقديم
تعتبر مقارنة الشريك الحالي بالشريك السابق أمراً شائعاً، ولا مفر منه من نواحٍ كثيرة. يقول مايفيلد: "تحفز هذه المقارنة موقفاً مشابهاً".
لذلك إذا دخلت في جدال حول فاتورة، على سبيل المثال، فقد يذكّرك ذلك بزوجك السابق وكيف اعتاد على رد الفعل في حالات مماثلة.
ورغم أن لحظات تنشيط الذاكرة هذه نموذجية، فمن المهم تذكر أن شريكك الجديد مختلف، يقول مايفيلد: "هذا هو المكان الذي يكون فيه العلاج مهماً، فهذا الأمر يساعد على تحديد تلك المحفزات وتجنب التصرف وفقاً لها".
لا تخف من المجادلة
قد يكون الجدال أمراً يستنزف العواطف، ولكن تجنب الصراع ليس بالضرورة أمراً جيداً.
وجدت دراسة واحدة لعام 2013، نُشِرَت في دورية Journal of Psychosomatic Research، أنَّ كبت المشاعر له آثار صحية ضارة، ويمكن أن يسبب الموت المبكر.
يقول مايفيلد: "في الحقيقة لدي قلق بشأن الأشخاص الذين يتجنبون الجدال أكثر من أولئك الذين يدخلون في جدال. فالصراع يمكن أن يقرب الناس بعضهم من بعض. فالشخص يكون أكثر تشاركاً مع الشريك الشخص الآخر أثناء النزاع".
باختيار العمل على مشكلة ما بدلاً من تجنبها تماماً، فإنك تعزز الرابطة بينك وبين شريكك.
فانتهاء الزواج الأول لشخص ما بنوع من الخسارة لا يعني أن أي علاقة لاحقة طويلة الأمد محكوم عليها بالفشل. فكل علاقة لها ظروفها، لذا من الأفضل التعامل مع المواقف الفريدة التي تنشأ0 بنوع من الصبر والتمهل ومنظور جديد، وهذا هو أساس أي زواج ثانٍ ناجح.