كشفت دراسة حديثة أن مدمنو فيسبوك وسناب شات أكثر ميلاً لاستخدام المواقع لأغراض قاسية وجارحة.
تؤكد دراسات عديدة أن مواقع التواصل الاجتماعي تسبب الإدمان، ولكن كيف يتم توجيه هذا الاستخدام المتكرر؟ وعلى أي مواقع بالضبط؟
هذا بالضبط ما أراد الباحثون بجامعة ولاية ميشيغان وجامعة ولاية كاليفورنيا الإجابة عنه، فأجروا أول دراسة تقارن الاستخدام الإشكالي بين Facebook و Snapchat، بينما كشفت أيضاً عن نتائج مدهشة حول سمات شخصية للمستخدمين.
ويعرّف الباحثون مصطلح "الاستخدام الإشكالي" لوسائل التواصل الاجتماعي، بأنه الحالة التي تشهد ظهور عوارض تشبه اضطرابات تعاطي المخدرات.
ويشمل هذا الأمر مثلاً الصراع مع المستخدمين الآخرين، بسبب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والانتكاس عند محاولة الكف عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال عالم الأعصاب الإدراكي والأستاذ المساعد في جامعة ميشيغان، دار ميشي: "لكل من Facebook وSnapchat ميزات منفصلة تجعل المستخدمين يريدون العودة واستخدام هذه المنصات".
وأضاف: "كنا مهتمين بقياس الاستخدام الإشكالي والمكافآت الاجتماعية التي قد يبحث عنها الأشخاص عند استخدامها".
الدراسة، التي نُشرت في دورية Addictive Behaviors Reports، تابعت مشاركات 472 طالباً على المنصتين ومحاولات كفهم عن استخدامهما، إلى جانب الاستخدام الإشكالي.
وطلب الباحثون أيضاً من المشاركين ملء استبيان يقيس تفضيلاتهم للمكافآت الاجتماعية- أو أنواع التفاعلات الاجتماعية التي يتمتعون بها- مثل الإعجاب والسلبية والتفاعلات الاجتماعية والعلاقات الجنسية والمؤانسة وأخيراً، الفاعلية الاجتماعية السلبية.
وقال ميشي: "وجدنا أن المشاركين أمضوا وقتاً أطول على Snapchat مقارنةً بـ Facebook، وأظهروا أيضاً استخداماً أكثر إشكالية لـSnapchat"، والمثير للدهشة حسب رأيه، أن المشاركين أبلغوا عن محاولات أكثر لترك Facebook.
مدمنو فيسبوك وسناب شات أكثر ميلاً للقساوة
وبينما لم يدقق فريق البحث في الآلية التي تستقطب الاستخدام الإشكالي للموقعين، إلا أنهم وجدوا بعداً نفسياً متوازياً لدى المنصتين.
وقال ميشي: "توصلنا لوجود علاقة بين الاستخدام الإشكالي على كل من المنصات والفاعلية الاجتماعية السلبية، وهي رغبة الناس في أن يكونوا قساة وجارحين، وأن يستخدموا الآخرين لتحقيق مكاسب شخصية".
من الأسئلة التي طُرحت مثلاً حول وجود متعة من إحراج أو إغضاب المستخدمين الآخرين.
وأوضح ميشي أن الأشخاص ذوي الاستخدام الأكثر إشكالية سجَّلوا مستويات تفضيل أعلى للتفاعلات السلبية؛ وكلما ازدادت المشاكل استمتعت هذه الفئة بالتفاعلات الاجتماعية السلبية.
وتبين أن التفاعل الاجتماعي السلبي وردود الفعل بالإعجاب (تلقِّي الإعجاب من الآخرين) والتواصل جميعها مرتبطة بشكل إيجابي باستخدام إشكالية استخدام Snapchat، ولكن التفاعل الاجتماعي السلبي فقط مرتبط بـFacebook.
وكان الاكتشاف المثير الآخر هو كمية محاولات التوقف عن استخدام موقع Facebbok، وهو الأمر الذي عارض توقعات الباحثين.
وحالياً يستخدم ما يقرب من 3 مليارات شخص في جميع أنحاء العالم مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب إحصاءات (Statista ،2020)، علماً أنه سيطر على الحصة الكبرى، إذ استقطب على سبيل المثال 80% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً.
كما أصبح Snapchat شائعاً جداً مع الفئة العمرية نفسها، بنسبة 78%، بحسب دراسة لمركز مركز بيو للأبحاث.
استخدامات وسلوكيات مختلفة
ولكل من هذين الموقعين وظائف مختلفة يمكن أن يؤثر ذلك على سلوكيات المستخدم.
على سبيل المثال، فيما يتعلق بالمراسلة، قام Snapchat بتحفيز المراسلة عندما أنشأ وظيفة "snapstreak"، التي تكافئ المستخدمين على مراسلة بعضهم بعضاً يومياً.
أما Facebook، فلا يوفر هذه الخدمة، ووفقاً لذلك تختلف آثار المنصات ومعها الدوافع.
وبينما يظن مدمنو فيسبوك وسناب شات أن الأسباب تتمحور حول الترفيه والراحة وجاذبية وسهولة هذين الموقعين، أظهر علم الأعصاب أن دوافع الأفراد في خلاصة الأمر هي الحصول على مكافآت اجتماعية.
وأوضح ميشي أنَّ فهم تفضيلات المكافأة الاجتماعية المتعلقة بالاستخدام الإشكالي أمر ضروري لأطباء النفس السريري أثناء علاجهم للمرضى.
فإذا اشتكى مريض من مشاكل في استخدام هذه المنصات، فستكون لدى الطبيب صورة أوضح لما يدفع المريض اجتماعياً إلى استخدام هذه المنصات أصلاً، وبالتالي مساعدته.