الرفض في مقابلة العمل حتى بعد بذل كثير من الجهد والتحضير لشتى أنواع الأسئلة، قد يكون من أسوأ اللحظات التي يمر بها الإنسان، فيراها على أنها تقييم لذاته وإنجازاته شخصياً ومهنياً.
والظروف الحالية التي تمر بها دول العالم أجمع، نتيجة تسريح مئات الآلاف من الموظفين إثر جائحة كورونا، ستضع كل هؤلاء رهن هذا الاحتمال الوارد.
فلا بد من التحضير نفسياً للتعامل مع الأمر؛ كي لا يؤثر على رحلة أو مهمة البحث عن الوظيفة المقبلة.
لذا، إذا كنت منزعجاً من الرفض في مقابلة العمل، فأنت تضيّع وقتك الثمين. الحياة مليئة بالفرص، وإذا تم رفضك في مقابلة واحدة، فستحصل على مجال لتحسين أدائك في المقابلة التالية.
نصائح للتعامل مع تبعات الرفض في مقابلة العمل
أولاً: أنت لم تخطئ
من الطبيعي أن يأخذ الإنسان أي نوع من الرفض على محمل الجد وبصورة شخصية. ومع ذلك، لو تأملت في الأمر لوجدت أنك لم ترتكب خطأً، فقد ذهبت للمقابلة وقدمت أفضل ما لديك.
ولو تم رفضك، فهذا يعني ببساطةٍ أن شخصاً آخر كان أكثر كفاءة لهذه الوظيفة، لكن هذا لا يعني أنك لست ماهراً بما يكفي.
لا تفكر كثيراً في الرفض، كلما فكرت في الأمر، ستشعر بالضيق أكثر. ونتيجة لذلك، لن تتمكن من التركيز على مقابلتك المقبلة.
ثانياً: لا تدع الرفض يثبّط عزيمتك
لنفترض أنك رُفضت في مقابلة. قد يخبرك القائم على المقابلة ببعض الأشياء الصعبة التي يصعب التعامل معها في الواقع.
يمكنك وضع رأي المُحاور بعين الاعتبار لتحسين نفسك. ومع ذلك، هذه ليست ردود الفعل النهائية. لذا، لا تثبّط أو تحفّز نفسك أبداً اعتماداً على ما يخبرك به المُحاورون.
يجب أﻻ تفقد الإيمان بمهاراتك.
ثالثاً: ابدأ من الصفر
حاوِل تعديل سيرتك الذاتية بتجارب جديدة، وحدِّد الوظائف التي تتناسب مع خبرتك. اجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول الشركات التي اخترتها. وبمجرد أن تكون واثقاً بنفسك، ما عليك سوى القيام بذلك.
رابعاً: لست وحدك
هناك مئات الأشخاص وربما الآلاف الذين يتم رفضهم كل يوم، وليس أمامهم خيار سوى المحاولة مجدداً ومجدداً.
لذا لست وحيداً في رحلة البحث هذه، ويمكنك تحسين فرصك عبر تكوين شبكة علاقات تعمل في التخصص الذي تفضّله عبر المنصات الإلكترونية وغيرها.
خامساً: التحليل
بعد الرفض يأتي التحليل، فالمفكر الاستراتيجي لا يتأسف على شيء لم يحدث. بدلاً من ذلك، يحاول تحليل أسباب الرفض وتقييمها.
لذلك، تحتاج إلى معرفة الخطأ الذي حدث وتصويبه، لمقابلة أفضل في المرة القادمة.
بمجرد أن تبدأ في التفكير بذكاء، ستتمكن من اكتشاف عدة نقاط لم تكن على دراية بها من قبل.
حاوِل تصحيحها واذهب إلى المقابلات التالية بقوتك الجهوزية كاملةً.
سادساً: اسأل عن السبب
يمكنك دائماً أن تسأل المُحاور عن سبب رفضك، حسبما أشار موقع Good Men Project.
سيساعدك المحاور المتواضع دائماً على فهم نقاطك السلبية. يمكنه المساعدة أيضاً في تعداد نقاط القوة والضعف.
بناءً على هذا التحليل، ستتمكن من تحديد ما يجب تطويره.
ومع ذلك، فإن هذا السؤال المباشر في آخر اللقاء يتطلب كثيراً من الشجاعة. ولكن إذا كنت تريد معرفة السبب حقاً، فيمكن إرسال بريد إلكتروني إلى جهات التوظيف، توضح فيه امتنانك وتسأل عن نقاطك السلبية.
في الواقع، يمكن أن تكون هذه خطوة قوية من جانبك، ويمكنك بالفعل إقناع صاحب العمل بهدوئك وثقتك، وقد يرتبون لك مقابلة ثانية!
سابعاً: الرفض نعمة مبطنة
أحياناً، قد يكون الرفض نعمة تماماً إذا فكرت في الأمر بطريقة أكثر إيجابية. فلعل هناك شيئاً أفضل ينتظرك في المستقبل.
ولعل رفض مقابلة العمل هذه، لإفساح طريق لوظيفةٍ أفضل ذات أجر أحسن أو خبرة أوسع.
تساعد هذه العقلية المتفائلة على تقليل التوتر والنظر بإيجابية إلى مجريات الأمور.
ثامناً: الثقة بالنفس والإيمان بالقدرات
أنت مصدر قوتك، ولو شككت في قدراتك فلن يؤمن بها الآخرون. الرفض في مقابلة عمل ليس نهاية الطريق، بل مجرد خطوة إضافية نحو الفرصة المناسبة.
لذا، فإن ما بعد الرفض في مقابلة العمل هو كيفية تقبُّله والتعامل معه والتعلُّم منه.
ولعل التهذيب الأكبر للنفس من هذه التجربة هو تدريبها على تطوير نقاط الضعف والنهوض مجدداً، لأن الفرصة قادمة لا محالة.