أغلب المهتمين بممارسة التمارين الرياضية، يعتقدون أن هناك تمارين معينة تساعدنا على التخلص من دهون البطن، وأخرى تمكننا من التخلص من دهون الأرداف، ونجد على الإنترنت ملايين القنوات الرياضية التعليمية التي تستهدف التخلص من الدهون في أجزاء معينة من الجسم.
لكن في المقابل هناك الآلاف من الدراسات التي تؤكد أن ذلك ليس ممكناً! فبالرغم من أن اتباع نظام غذائي معين وممارسة التمارين الرياضية يساعدنا على التخلص من الدهون بشكل عام وفقدان الوزن، إلا أننا لا نستطيع أن نتحكم في المكان الذي نرغب أن نتخلص فيه من الدهون.
هل من الممكن التخلص من دهون البطن مثلاً عبر تمارين محددة؟
لكي نفهم طريقة عمل أجسادنا أكثر، دعونا أولاً نتعرف على أسباب توزع الدهون في أجزاء معينة من أجسامنا دون سواها، ولنكتشف طريقة تخلص أجسامنا من الدهون، وفقاً لما ورد في موقع Cnet الأمريكي.
لماذا تتوزع الدهون بأجزاء معينة من الجسم دون سواها؟
لدينا جميعاً أشكال أجسام مختلفة، البعض تكون الدهون لديه في الجزء الأوسط من الجسم، بينما يحظى آخرون بأجسام تشبه الساعة الرملية، حيث تتركز الدهون في الصدر والأرداف.
هناك العديد من العوامل التي تتحكم بشكل جزئي بتوزيع الدهون في أجسامنا، كالتدخين على سبيل المثال، لكن العامل الأهم والذي يلعب دوراً أساسياً في تحديد شكل أجسادنا هو الوراثة.
تشير الدراسات إلى أن توزيع الدهون في الجسم هو أمر وراثي بنسبة تصل إلى 60%، ويعني ذلك أن 60% من تنوع توزيع الدهون في أجسامنا يرجع إلى عامل الوراثة.
لذا، وعلى الرغم من أن النظام الغذائي وممارسة الرياضة يؤثران بالتأكيد في توزيع الدهون بجسمك، إلا أنك ستكتسب في الغالب شكل جسم مشابهاً لأفراد عائلتك.
أماكن تركز الدهون في الجسم مؤشر على الصحة
من الممكن أن يكون توزيع الدهون في أجسادنا مؤشراً مهماً يدل على مدى صحتنا أو مدى قابليتنا للتعرض لأنواع معينة من الأمراض.
على سبيل المثال، تُستخدم النسبة بين محيط الخصر ومحيط الأرداف باعتبارها مؤشراً مهماً على الصحة بالنسبة للأمراض المتعلقة بالسمنة.
فكلما زادت الدهون حول الخصر، زاد خطر الإصابة بأحد أمراض القلب.
تزيد نسبة محيط الخصر إلى الأرداف التي تتخطى 0.85 لدى النساء و0.9 لدى الرجال من خطر الإصابة بأمراض مرتبطة بالسمنة، بما في ذلك أمراض الأيض والقلب.
لذا إذا كنت تشعر بالقلق من نسبة محيط خصرك إلى أردافك عليك باستشارة طبيبك على الفور.
ولا تشعر باليأس، فقد أشار الباحثون إلى أن نظاماً غذائياً تنخفض به نسبة الأطعمة المُصنعة يمكنه تقليل هذه النسبة لديك.
آلية التخلص من الدهون
والآن بعد أن حددنا الأسباب وراء تركز الدهون في أجزاء مختلفة من الجسم لدى أشخاص مختلفين، ربما تتساءل عن الآلية التي يتخلص بواسطتها جسمك من الدهون.
خلال عملية فقدان الوزن، يميل الجسم إلى استخدام مخزونات الدهون لديه للتعويض عن الطاقة الإضافية المستهلكة بسبب التمارين الرياضية أو قلة السعرات الحرارية.
عندما يحرق جسمك الدهون، فإنها تغادر في أغلب الأحيان عبر العرق والبول وثاني أكيد الكربون الذي تخرجه عبر الزفير.
غير أنه لا يمكنك التحكم بالتحديد في مكان الدهون التي ترغب في حرقها من جسدك تحديداً.
على سبيل المثال ربما تفقد بضع سنتيمترات من خصرك أثناء اتباعك لحمية غذائية أو ممارسة التمارين، في حين أنك ترغب بشدة في فقدان الدهون من أردافك عوضاً عن ذلك.
ما هو فقدان الدهون المستهدفة ولماذا لا يعتبر ناجحاً؟
إن فقدان الدهون المستهدفة مبني على فكرة أنك إذا مارست ما يكفي من التمرينات المخصصة لجزء واحد من جسمك، فستخسر الدهون في تلك المنطقة المحددة.
على سبيل المثال، يمارس العديدون تمارين القرفصاء بهدف تقليل الدهون في منطقة المؤخرة، ويمارس البعض التمارين المخصصة للعضلة ثلاثية الرؤوس العضدية، للتخلص من الدهون الزائدة في ذراعيك.
بحث مئات الآلاف من الباحثين على مدار سنوات في ما إذا كان فقدان الدهون المستهدفة ناجحاً بالفعل، وتوصلوا إلى إجماع عام بأن ذلك ليس ممكناً.
يرجع هذا بالأساس إلى سببين: الأول هو أن ممارسة الرياضة لن تجعلك تفقد الوزن تلقائياً، يعتمد الأمر كلياً على أن يكون مقدار ما تستهلك من سعرات حرارية أقل مما تحرقه.
والأمر الآخر، مثلما ذكرنا سابقاً، هو أنه لا يمكننا التحكم في أي أجزاء من جسمنا ستفقد الوزن أولاً.
ماذا عن تمارين البطن؟
في دراسة أجريت سابقاً، ظهر أن تمرينات البطن وحدها لم تكن تخفض نسبة دهون البطن.
فيما أشارت دراسة أخرى إلى أن فقدان دهون البطن ليس ممكناً أيضاً مع تمرينات المقاومة للنصف العلوي من الجسم وحدها.
كان الأمر مماثلاً بالنسبة للتمرينات التي تركز على النصف السفلي من الجسم، إذ اتضح أنها خفضت النسبة الكلية لدهون الجسم وليس الدهون المتركزة في الأرجل فقط، وفقاً لدراسة ثالثة.
توصل العديد من الباحثين الآخرين إلى نتيجة مماثلة؛ فقدان الدهون المستهدفة ليس حقيقياً.
إذا ما زلت مصمماً على الحصول على بطن مسطح، لا تدع أسطورة فقدان الدهون المستهدفة تلك تُثبطك عن الوصول لهدفك، فنظام غذائي متوازن وبرنامج دائم لممارسة التمرينات يتضمن تدريبات بالأثقال وأخرى هوائية وبعض من حب الذات الصحي سيساعدك في الوصول إلى حيث تحتاج أن تكون.