على مر العصور لا بد أن أماكن كثيرة على سطح الكوكب كانت خطيرة بكل معنى الكلمة، بوجود الديناصورات اللاحمة الضخمة، والزواحف المجنحة التي تشبه التماسيح المحلقة في الهواء.
ووفقاً لدراسة جديدة فقد اكتشف العلماء أن أخطر هذه الأماكن على الإطلاق قد كانت "الصحراء الكبرى"، بحسب ما ورد في موقع all that's interesting الأمريكي، إليكم التفاصيل:
أخطر مكان على كوكب الأرض منذ بدء التاريخ
قامت مجموعة من علماء الأحافير بدراسة اكتشفوا على إثرها أن "الصحراء الكبرى" الواقعة شمال إفريقيا، والتي تضم 10 دول بما فيها مصر والسودان وليبيا وتونس والمغرب والجزائر كانت أخطر مكان قد نتخيله على سطح الكوكب قبل مئة مليون عام.
وفقاً لما نشره موقع CNET فقد قاد الدكتور نزار إبراهيم من جامعة ديترويت ميرسي دراسةً لمعرفة الكائنات التي عاشت في هذه المنطقة منذ القدم، وتبين أن أخطر الكائنات الحية التي سكنت كوكبنا قد تجمعت في هذه المنطقة.
زواحف عملاقة ووحوش مهولة تشبه التماسيح تهيم على الأرض، وأنواع عديدة من الديناصورات تؤكد أن وجود الإنسان في هذه المنطقة كان شبه مستحيل.
الدراسة الأفضل منذ نحو قرن
قال الفريق عن البحث المنشور في دورية ZooKeys، إن هذه الدراسة هي "أكثر الأعمال على حفريات الفقاريات في الصحراء الكبرى شمولاً منذ نحو قرن".
وقد تضمنت عقوداً من سجلات الحفريات من مختلف المتاحف حول العالم، وملاحظاتٍ لمستكشفين عملوا في "تشكيل كمكم".
ووفقاً لمدونة IFL Science العلمية، فإن "تشكيل كمكم" هو مجموعة متنوعة من التكوينات الصخرية الطباشيرية في المغرب.
وقد وصفت جامعة بورتسموث الإجابات المستخرجة من البحث بأنها "أول سرد مفصل وموضح بالكامل لجرف غني بالحفريات".
الكائنات التي سكنت الصحراء الكبرى
بيّنت الدراسة أن ثلاثة من أكبر الديناصورات اللاحمة المعروفة قد سكنت منطقة الصحراء الكبرى يوماً ما.
من بينها الكاركارودونتوصور سيفي الأسنان، الذي كان يبلغ طول أنيابه 21 سنتيمتراً، ويبلغ طوله أقل قليلاً من تسعة أمتارٍ، والدلتادروميوس، أحد أعضاء عائلة الفيلوسيرابتور، والذي كان بنفس الطول.
إضافة إلى وجود الزواحف الهائلة (البتروصورات) التي لديها القدرة على التحليق في السماء، وهي حيوانات مفترسة أشبه بالتماسيح التي تهيم في الأجواء، هذا عدا الكائنات المائية المرعبة التي سكنت الأنهار الشاسعة.
يُبين البروفيسور ديفيد مارتيل من جامعة بورتسموث كيف كانت هناك وفرةٌ في أعداد تلك الكائنات المائية. يقول: "كان ذلك المكان يعج بأسماك مهولة الحجم، من بينها أسماك السيلاكانث والأسماك الرئوية".
ويتابع: "كانت أسماك السيلاكانث على سبيل المثال أكبر بنحو أربع أو خمس مراتٍ مما هي عليه اليوم. كما كان هناك قرش المياه العذبة السيفي المهول المُسمى Onchopristis بأكثر الأسنان المنقارية إثارةً للرعب، التي كانت تشبه الخناجر الشائكة، إنما بلمعةٍ جميلةٍ".
يحتوي تكوين كمكم قدراً كبيراً وغير تقليدي من أحافير آكلات اللحوم، ويرسم صورةً واضحةً لتميز إفريقيا عن أي مكان آخر في العالم.
تكوين كمكم
يعتبر تكوين كمكم مجموعة مميزة من صخور ما قبل التاريخ، والتي تزودنا بنافذة على عصر الديناصورات الإفريقية، كما أنه يبين لنا كيف كان من المستحيل أن ينجو الإنسان بنفسه من العيش في منطقة كهذه.
ووفقاً لمنظمة Eureka Alert فإنه يتألف من تكوينين منفصلين يُعرف أحدهما باسم غارا سبا "Gara Sbaa" والآخر باسم الدويرة، ويُسميان كذلك مجموعة كمكم أو أسرّة كمكم.
وعلى صعيد الأوساط الأكاديمية، فإنه من المذهل ملاحظة أن ذلك كان أول بحث حقيقي على أحافير الفقاريات في الصحراء الكبرى منذ عام 1936، حين نشر عالم الحفريات الألماني الشهير إرنست فريهر سترومر فون رايشنباخ بحثه.