رغم أن اللقاح ما زال يحتاج لأشهر أو سنوات، فإن نظريات المؤامرة حول لقاح الكورونا بدأت تظهر، لتقلل الثقة بأفضل فرصة للبشرية لهزيمة الفيروس.
ومنذ ظهور الفيروس خرجت نظريات لا أساس لها من معارضي اللقاح، من ضمنها ادعاءات بأن تجارب اللقاح سيتم تسريع تنفيذها بشكل يهدد الصحة من ناحية، وأن كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة الدكتور أنتوني فوتشي شخصياً يمنع العلاج؛ لإثراء صانعي اللقاحات من جهة أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن الدكتور أنتوني فوتشي يعمل مع المعهد الوطني لأمراض الحساسية والمعدية NIAID منذ عام 1984، وهو جزء من فريق عمل مكافحة فيروسات كورونا في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ويعتبر على نطاق واسع، أحد أكثر المسؤولين الطبيين ثقة في الولايات المتحدة، كما كان مستشاراً لكل رئيس أمريكي منذ رونالد ريغان.
بيل غيتس في منتصف نظريات المؤامرة حول لقاح الكورونا
ولم ينتهِ الأمر عند هذا الحد، بل طالت نظريات المؤامرة حول لقاح الكورونا مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس بأنه ينوي استخدام اللقاح كوسيلة لحقن شرائح إلكترونية متناهية الصغر في سكان الكرة الأرضية، أو التخلص من 15% منهم!
وهناك ادعاء آخر يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي وهو أن غيتس يمتلك "براءة" فيروس كورونا "سارس- CoV2″، وهو فيروس لم يتم اكتشافه حتى يناير/كانون الثاني 2020.
وتزعم النظرية أن هذا الوباء بأكمله مجرد خلق حاجة للقاح يستفيد منه غيتس بعد ذلك، وفق ما نشرته مجلة Forbes.
وانتشرت نظرية أخرى على موقع فيسبوك، ولكن تم تصنيفها حالياً على أنها "معلومات خاطئة" من قِبل مدققي حقائق مستقلين.
تدَّعي هذه النظرية أن معهد Pirbright، ومقره في إنجلترا، يتلقى تمويلاً من مؤسسة بيل وميليندا غيتس، ويمتلك براءة اختراع هذا الفيروس التاجي الجديد الذي يسبب الوباء الحالي.
لكن براءة الاختراع التي يحملها معهد "بيربرايت" هي لفيروس تاجي مختلف، يؤثر بشكل رئيسي على الدجاج، وليس على البشر.
ومع ذلك، فإن الفيروسات التاجية مختلفة تماماً؛ وامتلاك براءة اختراع لفيروس ما، لا يترجم إلى براءة اختراع لفيروس من العائلة نفسها.
بالإضافة إلى ذلك، هناك طرق أسهل بكثير لكسب المال من بيع اللقاحات، والتي يجب أن تمر من خلال اختبارات شاملة ومتطلبات تنظيمية.
لا تحتوي اللقاحات على هوامش ربح أعلى من الأدوية الأخرى مثل الفياغرا، أو عناصر منخفضة التكلفة مثل المكملات الغذائية التي تجتاح الأسواق بحثاً عن الحياة الصحية.
إلى ذلك أعلنت شركة التحري عن الحقائق المستقلة Politifact، أنه لا يوجد دليل على أن مؤسسة غيتس لديها براءة اختراع لقاح فيروس كورونا.
وذكر الموقع أن مؤسسة غيتس تمول حالياً 70 لقاحاً محتملاً ضد الفيروسات التاجية في الولايات المتحدة.
جماعات مناهضة اللقاحات تشتعل
تحظى نظريات المؤامرة حول لقاح الكورونا باهتمام متجدد، خاصةً أنها تنحاز إلى الجماعات التي تحتج عالياً على القيود المفروضة على الحياة اليومية بهدف السيطرة على انتشار الفيروس.
ويقول أخصائيو الصحة إن المعلومات الخاطئة عن اللقاح يمكن أن تكون لها عواقب مميتة إذا ما اختار الناس علاجات وهمية بدلاً من ذلك.
بدوره قال الطبيب وخبير المعلومات المضللة الطبية بجامعة سيتي في نيويورك وجامعة كولومبيا، سكوت راتزان، لصحيفة Global News الكندية: "إن لقاح فيروس كورونا المستجد هو الشيء الوحيد الذي يحمينا حقاً من تفشي المرض في المستقبل.. ولكن ماذا لو نجحت الجهود وقررت أعداد كبيرة من الناس عدم تطعيم أنفسهم أو أطفالهم؟".
روبرت كينيدي.. "غيتس يسعى للسيطرة علينا"
إلا أن الأمر لا يقتصر على مجموعات منتشرة هنا وهناك على مواقع التواصل الاجتماعي، فابن أخ الرئيس الكندي الراحل روبرت إف كينيدي جونيور، وهو معارض للقاحات وناشط بيئي، صرح بأن جهود غيتس تمنحه "سيطرة ديكتاتورية على سياسة الصحة العالمية".
ووفق ما نشرته صحيفة Irish Central، قال كينيدي جونيور إن الدكتور فوتشي يمتلك عدداً من براءات اختراع اللقاحات، من ضمنها براءة اختراع تجري تجربتها لمحاربة فيروس الكورونا من قِبل بعض كبرى الشركات المصنِّعة للقاحات في أمريكا.
من الجدير ذكره أن مؤسسة غيتس تستثمر في المعهد الوطني لأمراض الحساسية والمعدية NIAID التي يديرها الدكتور فوتشي، كجزء من برنامج يهدف إلى تقديم خطة عمل عالمية للقاحات.
وقال كينيدي جونيور إن الدكتور فوتشي يمتلك براءة اختراع لنوع معين من اللقاح.
يعمل هذا اللقاح من خلال حزم الفيروس في ورقة البروتين، ثم يتم تسليم الفيروس إلى جسم الإنسان من خلال اللقاح.
وأضاف أنه يصل بسرعة كبيرة إلى الأعضاء اللازمة؛ لمنح الشخص مناعة ضد مرض معين.
وأردف قائلاً إن براءة الاختراع تُستخدم حالياً من قِبل واحدة على الأقل من كبرى الشركات المصنِّعة للقاحات الأمريكية لصنع لقاحات ضد الفيروسات التاجية.
أما لناحية الأرباح المرتقبة، فأشار إلى أن الشركات التي استخدمت تلك البراءة ستقسم الأرباح بالنصف مع معهد NIAID، وادعى أن مؤسسة غيتس استثمرت في تلك البراءة لهذه الأهداف.
وكذلك قال المستشار السابق للرئيس دونالد ترامب، روجر ستون، في برنامج إذاعي، إن غايتس "والعالميين الآخرين" يستخدمون الفيروسات التاجية للتطعيمات الإلزامية وحقن الناس بالشرائح الإلكترونية".