أظهر الحجر المنزلي بسبب جائحة فيروس كورونا جوانب من شخصياتنا لم نكن نعرفها، سواء مرحة أو مرعبة أو حتى محيرة لسائر أفراد المنزل. إذاً ظهرت شخصيات وبائية جديدة لم نكن نعرفها أو نتصور أنها ستخرج إلى العلن.
ولكن رغم الوجوه المتعددة التي سقط عنها القناع في الحجر الصحي، انحصرت جميعها في 3 شخصيات محصورة: الراضي والمعاني والمقاوم أو الرافض.
وأشار استطلاع لافت من نوعه إلى النسب التي انقسمت الشخصيات على أساسها، وكان العمر بالنسبة الكبرى.
3 شخصيات وبائية أظهرتها الكورونا
أولاً: الشخصية الراضية.. ما فوق الخمسينات
يشير الاستطلاع إلى أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و75 عاماً هم الأكثر احتمالاً للانضمام إلى مجموعة الراضين، أي الذين يقبلون الإغلاق يتأقلمون مع طريقة الحياة الجديدة.
وتبين أن هؤلاء لا يشعرون بالقلق أو الاكتئاب أكثر من المعتاد، في حين أن 12% فقط يجدون أن نومهم قد تأثر؛ وقلة منهم تجد نفسها في شجار مع بقية أفراد الأسرة.
في بريطانيا مثلاً، بلغت نسبة الشخصية الراضية 48%.
ثانياً: الشخصية المعانية.. معظمها من النساء
أما الشخصية المعانية فبلغت نسبتها 44%، شكلت النساء ثلثي هذه الفئة.
وقال حوالي 93% من هذه المجموعة إنهم يشعرون بمزيد من القلق والاكتئاب منذ بدء الإغلاق، بينما خسر 6 من أصل 10 ساعات عديدة من النوم.
ثالثاً: الشخصية الرافضة.. شباب وأكثرها ذكور
وتبقى الفئة الأخيرة والمتمردة، تلك التي ترفض هذا الأسلوب الجديد في الحياة، والتي بلغت نسبتها 10%.
هذه المجموعة، التي تضم عدداً كبيراً من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً، من المرجح أن تنتهك قواعد الإغلاق التام، حيث يعتقد 58% أن "هناك الكثير من الضجة" حول خطر الفيروس.
وتبين أن 64% من هذه الفئة الرافضة هم من الذكور.
تصحيح معلومات الفئة الرافضة ضروري
بدوره قال مدير معهد السياسات في King's College London البروفيسور بوبي دوفي لصحيفة Daily Mail: "إن الغالبية العظمى من السكان تدعم إجراءات الإغلاق بالكامل، ولكن حتى داخل هذه المجموعة هناك خطوط فاصلة واضحة بين أولئك الذين يتعاملون بشكل جيد مع الأمر مقارنةً بأولئك الذين يعانون".
من جانبه، قال المحاضر في الذكاء الاصطناعي الاجتماعي والثقافي في الكلية الدكتور دانيال ألنغتون، إن التواصل مع هذه المجموعة مهم بشكل خاص.
واعتبر أن بعض الأشخاص الذين يرون الحاجة إلى الإجراءات التي يتم اتخاذها حالياً يترددون في اتباع القوانين.
وأكد أن التواصل مطلوب لمساعدتهم على فهم سبب ضرورة هذه التدابير، وتصحيح المعلومات الخاطئة الخطيرة التي يتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي.
ارتفاع نسبة التوتر والاكتئاب
من بين المتقبلين، شعر 8% فقط بالقلق والاكتئاب، مقارنة بـ93% من المعانين.
وقال ما يقرب من 10% أنهم يفكرون في الفيروس طوال الوقت، في حين أن أكثر من 33% من المجموعة المعانية تفكر في الفيروس.
رفض الالتزام بالقوانين
من بين المقاومين أو الرافضين -الذين كان متوسط أعمارهم 29 عاماً- اعترف حوالي 40% بخرق قواعد الإغلاق من خلال لقاء الأصدقاء أو العائلة خارج منزلهم.
يمكن تفسير مواقف هذه المجموعة جزئياً بعدما علل حوالي الثلثين منهم أنهم واجهوا مشاكل وظيفية أو مالية بسبب الوباء.
ولكن، على نحو مثير للقلق، قال واحد من كل خمسة إنهم فشلوا في احترام قرار التباعد الاجتماعي وغسيل اليدين لمدة 20 ثانية.
سلوك البشر يتغير عند الشعور بالخطر
فعندما يشعر الناس بالخطر، تراهم يبالغون في رد فعلهم؛ بل هناك نمط سلوكي معين:
يتوقف الناس مؤقتاً عما يفعلونه، ويصبحون متيقظين للغاية، ويتحققون من البيئة بعناية أكثر مما يفعلون عادةً -وقد تكون هذه أهم خاصية في رد الفعل الجديد- ويتخذون احتياطات قد تكون مفرطة، وقد تكون غير مناسبة، سابقة لأوانها بالتأكيد.
5 مراحل للتعامل الجماعي مع الكارثة
ووفقاً لجامعة هارفارد، فإن هناك 5 مراحل عند التعامل مع كارثة:
1. الحفاظ على الذات: رد الفعل الأول على الكارثة هو الخوف والقلق الأولي. خوف الناس يدفعهم للبحث عن المعلومات. يفعلون ما هو ضروري لمعرفة كيفية إنقاذ أنفسهم.
2. الحفاظ على المجموعة: مع توافر المعلومات الصحيحة، هناك جهد هائل -يسترشد عادة بما نسميه السلوك المؤيد للمجتمع- لمساعدة الآخرين.
3. تحديد اللوم: ينطوي على استيعاب العديد من العواقب النفسية التي تقع خلال هذه المرحلة. وبسبب التحول الكبير في الاستجابات العاطفية والأنشطة العادية، يتم بذل مجهود كبير لمحاولة معرفة من هو المسؤول، وبالتالي القيام بشيء حيال ذلك من خلال معالجة نقاط الضعف والقوة، والتي أوصلتنا إلى الكارثة.
4. البحث عن العدالة: وهي المرحلة المتعلقة بالسعي للانتصاف واتخاذ إجراءات ضد مرتكبي الكارثة.
5. إعادة التطبيع: وهي المرحلة التي يتكيف الأفراد والجماعات مع التهديد.