معظمنا يسمعون عن أضرار الملح، لكن فوائد الملح أيضاً لا يمكن غضّ الطرف عنها؛ إذ أشار فريق من الباحثين إلى أنَّ زيادة نسبة الملح في نظامك الغذائي ربما تكون لها بعض الآثار المفيدة، وخاصة عندما يتعلَّق الأمر بمحاربة السرطان حسب موقع Natural News الأمريكي.
فوائد الملح
يؤثر الإفراط في تناول الملح على الجهاز المناعي، عن طريق تغيير توازن خلايا الجهاز المناعي، ليصبح مُسبباً للالتهابات. وفي دراسة نُشرت في دورية Frontiers in Immunology، اختبر فريقٌ من الباحثين تأثيرَ تلك الحالة المسببة للالتهابات على نمو الأورام لدى الفئران، وأظهرت تجاربهم أنَّ الكميات الكبيرة من الملح الموجودة في جسم الفئران أعاقت نمو الورم بدرجةٍ كبيرة.
وجد الباحثون أنَّ وجود كميات مُفرطة من الملح في النظام الغذائي يعيق عمل خلية مناعية تُعرف باسم الخلايا المثبطة، والمعروفة اختصاراً بـ(MDSCs)، ليس في حالة الفئران فحسب، ولكن في حالات أخرى لخلايا بشرية أُخذت كعينات من مرضى مصابين بالسرطان. تُعرف الخلايا المثبطة بقدرتها على تثبيط الاستجابة المناعية، وثبت أنَّ هذه الخلايا تؤثر سلباً على حالة المرضى المصابين بالأورام الصلبة.
هذه البيئة ذات المستويات العالية من الملح منعت الخلايا المثبطة من تقليق الاستجابة المناعية للخلايا المحاربة للسرطان، وأوضح الباحثون أنَّ الدراسات السابقة في هذا الصدد أشارت أيضاً إلى أنَّ تلك الخلايا تُشكل سبباً رئيسياً في منع الجهاز المناعي من مهاجمة الأمراض.
وجد الباحثون أنَّ ضبط تأثير الخلايا المثبطة يمكن أن يُعيد الاستجابة المناعية المضادة للأمراض السرطانية. أكَّد هذا على نظريتهم، التي تشير إلى أنَّ التحكم في تلك الخلايا من خلال تناول كميات كبيرة من الملح يمكن أن يمنع نمو الأورام السرطانية.
سجَّل الباحثون أنَّه بحلول اليوم الحادي عشر من التجربة، كان تأخر نمو الورم واضحاً بما يكفي بين المجموعتين، بحيث يمكن للباحثين رصد اختلافات كبيرة في حجم الورم.
وظهرت النتائج نفسها في حالة استخدام فئران مصابة بسرطان الرئة في تلك المرحلة من التجريب. أسهم النظام الغذائي الغني بالملح أيضاً في حدوث تأخير كبير وملحوظ في نمو الورم.
خلص فريق البحث إلى أنَّ اتباع نظام غذائي غني بالملح ساعد على تثبيط نمو الورم بوضوح في حالتين مختلفتين، ويعتقد الفريق أنَّ النتائج التي توصلوا إليها ربما تكون بالغة الأهمية في مجال أبحاث العلاج المناعي للسرطان.
أنواع الملح الصحي
ضع في اعتبارك، قبل أن تتوجه مسرعاً إلى متجر البقالة، أنَّ هناك بدائل صحية وغنية بالمغذيات لملح الطعام المُعالج بدرجة كبيرة، تُباع بانتظام في السوبر ماركت.
ينبغي أن تستخدم نوع الملح الذي لا يحتوي على إضافات كثيرة، ولم يخضع للمعالجة بدرجة عالية. تحتاج لاستخدام إما ملح البحر غير المكرر، أو ملح الهيمالايا الوردي الغني بالمعادن.
يُستخلص ملح الهيمالايا من المناجم الموجودة بالقرب من جبال الهيمالايا في باكستان. ويحتوي على معادن تفوق تلك الموجودة في ملح الطعام العادي، ومزيدٍ من البوتاسيوم، والكالسيوم، والمغنسيوم، والحديد.
بل تتجاوز فوائد ملح الهيمالايا القدرة على مقاومة نمو الأورام السرطانية، إذ توجد أدلة تشير إلى أنَّه يساعد في مقاومة أمراض الرئة، وأمراض الجهاز التنفسي أيضاً.
سواء قررتَ الاعتماد على ملح الهيمالايا أو غيره من الأنواع بديلاً لملح الطعام غير الصحي، فالحقيقة أنَّ هناك الكثير من العلاجات الطبيعية الممكنة التي تؤدي دور الملح، وتحل محله في مجال الطب المقاوم للأمراض السرطانية.