انظر إليهما جيداً.. ظواهر تصرح بها الشفتان عن الصحة بلا أي كلمة!

تحمل الشفاه مفتاح بعض الأسرار الصحية، وينبغي لنا بالتأكيد الانتباه إلى تحذيرهما؛ لذا يجب الانتباه إلى مظهر الشفاه وما قد يلحقها من تغيرات، فربما تساعد تلك التغيرات البسيطة في تشخيص أحد الأمراض. فهناك أمراض تصرح بها الشفتان عن الصحة بدون أن تدلي بكلمة واحدة!

ورغم أننا نعتني جميعاً بمظهر شفاهنا كي تبدو رطبة وقرمزية بصورة طبيعية، فإنه في بعض الأحيان تحدث مشكلات. 

نتعرف في البداية على الشفاه

من الشائع أن يشار إلى الجزئين القرمزيين أسفل الأنف على أنهما الشفتان، ولكن هذا غير صحيح. يتكون سطح الشفاه من أربع مناطق: الجلد المشعر، والحد القرمزي، والمنطقتين القرمزيتين، والغشاء المخاطي للفم. 

الجزء القرمزي من الشفاه يكون مغطى بطبقة حرشفية تتصل مع الغشاء المخاطي للفم في أخدود اللثة. 

يحيط بالمنطقتين القرمزيتين خط حدودي شاحب، يتخذ شكل قوس كيوبيد من الأعلى، أسفل منتصف الأنف.

أما الغشاء المخاطي للفم، فهو الطبقة الظهارية الحرشفية غير الكيراتينية، التي تغطي الجانب الداخلي من تجويف الفم.

يختلف الشكل الطبيعي للشفاه مع تقدم العمر، ويتأثر بالعِرق.

أما الهيكل التشريحي للشفاه فيكون ناعماً طرياً، ويتكون من البشرة السطحية، والنسيج الضام، وطبقة العضلات.

يحتوي الجلد الخارجي على شعر وغدد عرق وغدد دهنية. وحواف الشفاه القرمزية تكون مزودة بكثرة بنهايات عصبية حساسة. 

أما الجزء القرمزي فيمثل طبقة انتقالية بين الأنسجة الخارجية والأغشية المخاطية الداخلية. السطح الداخلي للشفاه مبطن بغشاء مخاطي رطب.

أمراض تصرح بها الشفتان عن الصحة

هناك بعض العلامات التي يخبرك ظهورها على شفاهك بأنك تعاني من مشكلة صحية، ونستعرض بعضها:

جفاف الشفتين وتشققهما

الشفاه المتشققة، هي المصطلح الشائع استخدامه لوصف الشفاه الجافة. يمكن أن يكون تشقق الشفاه بسبب عدة عوامل منها الطقس، واللعق المفرط للشفاه، وتناول بعض الأدوية.

تشقق الشفاه حالة شائعة تحدث لأغلب الناس، وتحدث لأن الشفاه لا تحتوي على غدد زيتية مثل الأجزاء الأخرى من الجسم، لذا لا تفرز زيوتها الخاصة التي تحافظ على الرطوبة.

يزداد تشقق الشفاه في فصل الشتاء بسبب قلة الرطوبة في الهواء، كما يؤدي التعرض للشمس مباشرة خلال فصل الصيف إلى تشقق الشفاه أيضاً.

اللعق المستمر للشفاه أيضاً من أكثر الأسباب شيوعاً لتشقق الشفاه، فلعاب اللسان يزيل الرطوبة أكثر مما يسبب جفاف الشفاه.

أما عن الأدوية التي قد تسبب تشقق الشفاه فتشمل فيتامين A، وأدوية العلاج الكيميائي، والليثيوم الذي يشيع استخدامه لعلاج اضطراب ثنائي القطب.

من العوامل التي تزيد من احتمال التعرض لتشقق الشفاه قلة شرب الماء وسوء التغذية؛ لذا إن كنت تعاني من تشقق شفاهك فراقب كمية المياه التي تشربها طوال اليوم.

الالتهاب في زوايا الشفتين

حينما تلتهب زوايا الفم، وتظهر فيه تقرحات مؤلمة تمتد أحياناً إلى داخل الفم، يطلق على هذه الحالة التهاب الشفة الزاوي.

قد تظهر الأعراض في جانب واحد أو في الجانبين كليهما، وتكون عبارة عن نزيف، أو تقرح، أو تقشر، أو احمرار، أو تورم، والشعور بالحكة والألم.

في بعض الحالات قد تشعر بالاحتراق في شفتيك وفمك، كما قد يكون هناك طعم سيئ في الفم، وإن كانت الحالة شديدة يصعب حينها تناول الطعام.

العدوى الفطرية هي السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالتهاب الشفة الزاوي، وتحدث عادةً نتيجة تراكم اللعاب في زوايا الفم، وعندما يجف تتشقق تلك المنطقة. 

وقد تلعق شفتيك غالباً لتهدئة بشرتك المتشققة، يخلق الدفء والرطوبة في زوايا الفم الظروف المثالية لنمو الفطريات وتكاثرها وتسبب العدوى.

هناك بعض الحالات المرضية التي قد ينتج عنها التهاب الشفة الزاوي، وتشمل نقص فيتامين B والحديد، وسرطان الدم، وداء السكري، واضطرابات المناعة، وسرطان الكلى والكبد والرئة والبنكرياس.

قروح البرد

تنجم قروح البرد عن فيروس الهربس البسيط، الذي يقدر أنه يصيب حوالي 70% من الأشخاص دون سن 50 حول العالم. عادةً ما يسبب HSV-1 قروح البرد، بينما يعد HSV-2 مسؤولاً عادةً عن الهربس التناسلي.

يظهر الهربس عادة الأعراض بشكل صحيح عند الإصابة به لأول مرة، ثم يظل خامداً في الجسم، ولكن يمكن إعادة تنشيطه عن طريق الإجهاد، أو قلة النوم، أو الضغط على جهاز المناعة، أو التعرض للشمس، أو قلة التغذية. 

تبدأ الأعراض بإحساس بالحرقة، تليه مجموعة صغيرة من البثور التي تتقرح وتتقشر على مدار يوم إلى ثلاثة أيام. يحدث الشفاء عموماً خلال سبعة إلى عشرة أيام.

القروح الباردة غير ضارة، على الرغم من أنها تشير إلى احتمال تعرضك للإجهاد أو الحاجة إلى مزيد من النوم.

تغير لون الشفاه

اللون الطبيعي للشفاه هو اللون الأحمر الوردي، ولكن هناك العديد من الأسباب المحتملة التي يؤدي كل منها إلى تغير لون الشفاه.

يمكن أن يسبب ضعف الدورة الدموية للأكسجين زرقة في الجلد، يبدو ذلك بسهولة في ظهور اللون الأزرق في أطراف الأصابع، وأصابع القدمين، إلى جانب الشفاه. 

يمكن أن تكون الشفاه الزرقاء مؤشراً على نقص الأكسجين في الدم، والذي يمكن أن يحدث بسبب العديد من الحالات التي تؤثر على القلب والجهاز الدوري والرئتين. 

تشمل الأسباب المحتملة للشفاه الزرقاء الاختناق، وأمراض الرئة كالربو، والالتهاب الرئوي، وفشل القلب، وتسمم الدم، وجلطة دموية في الرئتين، ودرجات الحرارة المنخفضة.

أما إذا أصبحت الشفاه شاحبة، فعادةً ما يكون فقر الدم هو المتورط الرئيسي. قد يحدث فقر الدم بسبب اتباع نظام غذائي منخفض الحديد، أو انخفاض مستوى حمض الفوليك في الدم، أو حدوث نزيف في الأمعاء.

تشمل الحالات الأخرى التي قد تسبب الشفاه الشاحبة أو البيضاء انخفاض سكر الدم، ومشاكل الدورة الدموية، والأمراض المزمنة، وقضمة الصقيع، ونقص الفيتامينات.

أما سبب ظهور الشفاه باللون الأسود فقد يكون نتيجة التدخين، أو الإصابة بكدمة، أو بسبب مرض إديسون الذي يحدث بسبب عدم إنتاج الغدة الكظرية ما يكفي من الكورتيزول.

يمكن أن تظهر بقع داكنة أو سوداء على الشفاه نتيجة الكلف، وهي حالة شائعة قد تتسبب في ظهور بقع داكنة على الوجه. 

على الرغم من تلاشي الكلف عادة مع مرور الوقت، إلا أنه يمكنك منع الحالة الحالية من التدهور من خلال حماية نفسك من أشعة الشمس باستخدام واقٍ من الشمس.

تورم الشفاه

هناك مجموعة من الأسباب لتورم الشفاه، بما في ذلك الأمراض الجلدية وردود الفعل التحسسية. 

من الضروري للأشخاص الذين يعانون من تورم الشفاه تحديد أعراضهم، والأسباب المحتملة حتى يتمكنوا من تلقي العلاج المناسب.

يمكن أن تشمل الأعراض الإضافية الاحمرار، والألم، وحساسة للمس، وتشقق الجلد.

غالباً ما تنتفخ الشفاه بسبب تفاعل الحساسية تجاه المواد الموجودة في البيئة أو الأطعمة أو الأدوية.

تفاعل الحساسية هو استجابة مناعية تحدث عندما يتفاعل الجسم سلباً مع مادة معينة. 

هناك أنواع شائعة من الحساسية يمكن أن تسبب تورم الشفاه، وتنقسم إلى حساسية بيئية مثل حبوب اللقاح، وحساسية الطعام مثل البيض والحليب، وحساسية الأدوية مثل حساسية البنسلين.

وخز الشفاه

بينما يكون الاستنتاج الأول لإحساس وخز الشفاه هو الحساسية أو البرد، إلا أنه قد يكون مؤشراً على أمراضٍ أكثر خطورة. 

قد يحدث الوخز نتيجة القروح الباردة، أو الهربس النطاقي، وينتج عن عدوى فيروسية يسببها فيروس الجدري المائي.

هناك حالات مرضية أخرى قد تسبب وخز الشفاه مثل صدمة العصب القحفي، ونوبات الذعر، والذئبة، ونقص السكر في الدم، والتسمم الغذائي، والتصلب المتعدد.

نتوءات الشفاه

تأتي نتوءات الشفاه في أحجام مختلفة، ومظاهر، وبأعراض مختلفة، تتراوح من المطبات الحمراء إلى ظهور بثور صغيرة لا يمكن ملاحظتها. قد يتسبب رد الفعل التحسسي في حدوث التهاب في الشفاه، يتبعه نتوء، والذي يختفي عادة من تلقاء نفسه بعد فترة من الوقت. 

في حالات نادرة يمكن أن تكون نتوءات الشفة من أعراض ورم سرطاني يتطور في الفم، والذي يبدأ كقُرح صغيرة تظهر على الشفاه ولا تلتئم.