حينما يولد طفل جديد، يبدأ الطبيب المختص في فحصه، وقياس طوله ووزنه. أغلب المواليد الجدد يكون وزنهم ما بين 2500 إلى 4000 غرام، ولكن هناك حوالي 9% من الأطفال يولدون بوزن أكبر من 4000 إلى 4500 غرام، وفي هذه الحالة يستخدم الأطباء مصطلح عملقة الجنين لوصف وزن المولود الجديد الذي يكون وزنه أكبر بكثير من الوزن المتوسط.
ولكن، إلى جانب ما تسببه عملقة الجنين Fetal macrosomia من مشاكل في الولادة للأم والجنين، فإنها تتسبب في تعرض المولود لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض فيما بعد مثل السمنة ومقاومة الأنسولين.
ما عملقة الجنين؟
يشير مصطلح عملقة الجنين إلى نمو يتجاوز درجة معينة، بغض النظر عن عمر الحمل. في البلدان ذات الدخل المرتفع، تكون العتبة الأكثر استخداماً هي الوزن فوق 4500 غرام، لكن الوزن الذي يتجاوز 4000 غرام يستخدم أيضاً بشكل شائع.
يتم تأكيد الحالة بأثر رجعي فقط، أي عن طريق قياس وزن الجنين بعد الولادة، فقد أثبتت محاولات تشخيص عملقة الجنين في الفترات السابقة للولادة صعوبات، وكثيراً ما تكون غير دقيقة.
ولكن، لحسن الحظ، فبينما لا يمكن التنبؤ بعملقة الجنين، إلا أن تعزيز الصحة الجيدة والحمل الصحي يمكن أن يساعد في الوقاية منه.
كيف يتم تشخيص عملقة الجنين؟
أثناء الحمل يكون من الصعب معرفة حجم الجنين عند ولادته. يستخدم الأطباء اختبارات الموجات فوق الصوتية لمعرفة معلومات بشأن الجنين، بما في ذلك حجمه. الموجات فوق الصوتية هي إجراء تشخيصي ينقل الموجات الصوتية عالية التردد عبر أنسجة الجسم. يتم تسجيل الأصداء وتحويلها إلى صور فيديو أو صور فوتوغرافية للهياكل الداخلية للجسم.
ولكن هناك أعراض قد تساعد في تشخيص عملقة الجنين:
– إذا كان هناك كمية كبيرة بشكل غير طبيعي من السائل الأمنيوسي داخل الرحم، فقد يكون الطفل أكبر من المتوسط.
– كما يستند الطبيب إلى الوزن المقدر للطفل على أساس حسابات الموجات فوق الصوتية.
– كذلك يمكن لقياس الارتفاع القاعي للأم الحامل أن يتنبأ بالعملقة الجنينية، فإذا كانت المسافة بين أعلى الرحم إلى عنق العانة أكبر من المتوقع، فربما تكون هذه علامة على عملقة الجنين.
ما المشاكل التي يمكن أن يسببها عملقة الجنين للأم والمولود؟
قد تشمل المضاعفات التي تصيب الأم بسبب العملقة الجنينية مشاكل في الطلق بسبب انحشار الطفل في قناة الولادة، مما يتطلب استخدام ملقط الولادة، أو اللجوء للجراحة المهبلية، وربما الولادة القيصرية.
قد تحدث للأم تهتكات في قناة الولادة مثل تمزيق الأنسجة المهبلية، والعضلات بين المهبل والشرج.
كما تزيد العملقة الجنينية من فرصة حدوث نزيف ما بعد الولادة بسبب عدم انقباض عضلات الرحم بالشكل السليم.
بالنسبة للطفل، فمن المرجح أن يولد بمستوى سكر منخفض عن الطبيعي، كما تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الأكبر حجماً أثناء الولادة يكونون عرضة لخطر الإصابة بنقص السكر في الدم، والسمنة في مرحلة الطفولة، وظهور متلازمة التمثيل الغذائي، وهي مجموعة من الحالات التي تزيد من احتمال الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري.
معظم الأطفال الذين يعانون من كسور أو تلف الأعصاب أثناء الولادة يتعافون تماماً من تلك الإصابات.
عسر ولادة الكتف أحد أهم المضاعفات
أحد مضاعفات عملقة الجنين هو عسر ولادة الكتف، وهو ما يحدث عندما يخرج رأس الجنين، بينما يظل الكتفان عالقين داخل جسم الأم.
بالنسبة للطفل، يمكن أن يؤدي عسر ولادة الكتف إلى حدوث كسور في الترقوة أو عظم العضد، أو إصابة الضفيرة العضدية (تلف الأعصاب التي ترسل إشارات إلى الذراعين). في حالات نادرة، يمكن أن يسبب تلف الدماغ أو الموت.
بالنسبة للأم، يمكن أن يؤدي عسر ولادة الكتف إلى نزيف حاد أو تمزق في الرحم أو إصابة في المهبل.
أسباب حدوث عملقة الجنين
لا يزال طول فترة الحمل وتجاوز موعد الولادة، خاصة إذا يمتد الحمل إلى ما بعد 40 أسبوعاً، السبب الرئيسي لزيادة فرص حدوث عملقة الجنين، لأن الطفل ما زال ينمو في الرحم، وتعد حالات عملقة الجنين أكثر شيوعاً في الأولاد.
يمكن كذلك أن تحدث عملقة الجنين إذا كانت الأم تعاني من السمنة أو زيادة الوزن خلال فترة الحمل. كذلك إصابة الأم بمرض السكري أو زيادة عمرها عن 35 عاماً أو نقصه عن 17 عاماً تعد عوامل خطر تزيد من فرصة إنجاب طفل مصاباً بعملقة الجنين.
هل يمكن منع عملقة الجنين؟
كما ذكرنا، من الصعب التنبؤ بعملقة الجنين، ويتم تشخيص الحالة بعد الميلاد مباشرة. ولكن، من الممكن أن تقلل فترة الحمل الصحية من فرص عملقة الجنين، ويكون ذلك عن طريق:
– مراجعة الطبيب باستمرار خلال فترة الحمل لمتابعة الجنين عن كثب.
– مراقبة وزن الأم، قبل الحمل، ومقدار الزيادة المسموح به خلال فترة الحمل.
– اتخاذ الخطوات المناسبة وتناول الأدوية عندما تكون الأم مصابة بالسكري. يعد مرض السكري قبل الحمل ومرض السكري الذي يحدث أثناء الحمل من عوامل الخطر لعملقة الجنين. عادةً ما يختفي سكري الحمل بعد ولادة الطفل، لكن النساء اللائي تعرضن له أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري في وقت لاحق من الحياة.