تتعدد الأسباب المُحتملة لتنميل الذراعين، وتتراوح درجتها بين بسيطة وخطيرة للغاية. وبكل بساطة، يمكن أن يعيق الجلوس أو النوم بوضعية خاطئة عملية تدفّق الدمّ، أو يخلق ضغطاً زائداً على أحد الأعصاب، وهو ما يسفر عن تنميل الذراع.
غير أن تنميل الذراعين غير المُبرر قد يشير إلى وجود حالة مَرَضيّة كامنة؛ مثل تلف الأعصاب أو الانزلاق الغضروفي، أو أمراض القلب والأوعية الدموية.
وبحسب ما نشر موقع Medical News Today، نستعرض في ما يلي 8 أسباب مُحتملة لتنميل الذراع، وعلاجاتها.
١- ضعف الدورة الدموية
يمكن أن يتسبب انسداد الأوعية الدموية أو الضغط عليها في إعاقة تدفّق الدورة الدموية من وإلى القلب. وقد يسبب ضعف الدورة الدموية تنميلاً ووخزاً في الذراعين واليدين والساقين والقدمين.
ويمكن أن يتسبب ضعف الدورة الدموية في أعراض أخرى؛ مثل:
- برودة اليدين والقدمين
- شحوب البشرة أو ازرقاقها
- تورم في الساقين والكاحلين والقدمين
- التعب والإعياء
- آلام المفاصل أو العضلات
وضعف الدورة الدموية ليس مرضاً في حدِ ذاته، بل قد يحدث إذا لم يتحرك الشخص بما فيه الكفاية على مدار اليوم، وربما أيضاً يكون عَرَضاً لإصابات أخرى، من بينها ما يلي:
– يحدث تصلب الشرايين عندما تتراكم رواسب الكوليسترول، التي تسمى لويحة، في الأوعية الدموية، وقد تتسبب تلك الترسّبات في تصلّب الشرايين وتضييقها، مما يحدّ من تدفّق الدم.
– تتشكل الجلطات الدموية عندما يتكتّل الدم المتخثر داخل أحد الأوعية الدموية، وقد تؤدي الجلطات الدموية إلى انسداد جزئي أو كامل داخل الأوعية.
– ينطوي مرض الشريان المحيطي، الذي يعد أحد أنواع تصلب الشرايين، على تراكم الترسبات التي تعرف باللويحة في شرايين الذراعين والساقين.
– يمكن أن يؤثر مرض السكري على الدورة الدموية؛ إذ يؤدّي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى تكوين اللويحة وتلف الأوعية الدموية.
يعتمد علاج ضعف الدورة الدموية في أساسه على علاج السبب الكامن وراءه. وقد يساعد ارتداء ضمادات ضاغطة على تقليل التورم في الأطراف. ويمكن لممارسة الرياضة أيضاً أن تساعد في تحسين الدورة الدموية.
قد يحتاج الأشخاص المصابون بجلطات دموية كبيرة أو انسدادات في عدة شرايين، أن يخضعوا لجراحة. ويمكن للأطباء وصف الأدوية لعلاج المشكلة الصحّية الأساسية التي قد تسهم في ضعف الدورة الدموية.
2- الاعتلال العصبي المحيطي
يشمل الاعتلال العصبي المحيطي العديد من الحالات المَرَضية اللاحقة بالجهاز العصبي المحيطي، الذي يتولى مهمّة حمل المعلومات بين الجهاز العصبي المركزي -المتمثّل في المخ والحبل الشوكي- وبقية الجسم.
يسبب الاعتلال العصبي المحيطي مجموعة من الأعراض، وهذا يتوقف على الأعصاب التي يصيبها. بشكل عام، قد يعاني الأشخاص المصابون باعتلال عصبي محيطي من:
- تنميل أو وخز في الذراعين أو اليدين أو الساقين أو القدمين
- زيادة الحساسية للمس وتغير درجات الحرارة
- ضعف العضلات
- تشنّج في العضلات لا يمكن السيطرة عليه
- ضمور العضلات، أو فقدان كتلتها
- التعرق المفرط
- شعور بالسخونة أو بالبرودة
وقد تسهم عدة مشكلات صحّية في الاعتلال العصبي المحيطي، بما في ذلك:
- داء السكري
- أمراض المناعة الذاتية
- الإصابات التي ينتج عنها كسر العظام أو خلعها
- تصلب الشرايين، والتهاب الأوعية الدموية، وأنواع أخرى من أمراض القلب والأوعية الدموية
- الاختلالات الهرمونية
- أمراض الكلى أو الكبد
- نقص فيتامين ب 12
- أنواع معينة من السرطان وعلاجات السرطان
3- متلازمة مخرج الصدر
تشير متلازمة مخرج الصدر (TOS) إلى مجموعة من الاضطرابات التي تُحدِث ضغطاً على الأعصاب والأوعية الدموية في منطقة مخرج الصدر الواقعة بين عظمة الترقوة والضلع الأول من القفص الصدري.
وقد يعاني المصابون بتلك المتلازمة من تنميل أو وخز في اليد، فضلاً عن ضعف في الرقبة أو الذراع.
ويمكن أن تساعد تمارين العلاج الطبيعي التي تعمل على تقوية عضلات الصدر والظهر على تحسين حالة المريض، وتقليل الضغط على الأعصاب والأوعية الدموية المارّة بمنطقة منفذ الصدر.
ويستطيع الأطباء وصف أدوية تمنع تجلط الدم وتُخفِف الألم. وقد يوصون أيضاً بإجراء عملية جراحية إذا لم تتحسن الأعراض التي يعانيها المريض عن طريق العلاج الطبيعي أو العقاقير الدوائية.
4- تضيق نخاعي عنقي
يحدث التضيق النخاعي العنقي عندما يضيق الفراغ المجوف في القناة الشوكية مما يضغط على الحبل الشوكي. ويمكن أن يتسبب هذا الضغط في تنميل أو ضعف في الذراعين أو القدمين. ويمكنه أيضاً التسبب في آلام بالرقبة والظهر.
وقد يُصاب الناس بهذه الحالة المرضية أيضاً إذا كانوا يعانون من داء الفقار الرقبية، وهو التهاب مفاصل يصيب الجزء النخاعي في الرقبة، ويمكن أن تسهم إصابات الرقبة أو الظهر وأورام العمود الفقري في الإصابة بالتضيق النخاعي العنقي.
يعالج الأطباء هذه الحالة المَرضيّة بالأدوية ودعامات الظهر والعلاج الطبيعي والجراحة.
5- الانزلاق الغضروفي
يحدث الانزلاق الغضروفي عندما تتسرب المادة الغضروفية الهلامية بالغضروف إلى خارجه، ويمكن للانزلاق الغضروفي الضغط على الأعصاب المحيطة بمنطقة الإصابة، وهو ما قد يتسبب في التنميل أو الألم في الذراع.
وتتضمّن خيارات علاج الانزلاق الغضروفي علاج الألم، والعلاج الطبيعي، والجراحة.
6- الصداع النصفي الفالجي
يعاني الأشخاص المصابون بالصداع النصفي الفالجي من ضعف مؤقت أو شلل في جانب واحد من الجسم. قد تظهر هذه الأعراض قبل نوبة صداع أو تزامناً معها. وقد يشعر المرضى بالتنميل أو الوخز في الساق أو الذراع أو جانب الوجه.
ويسبب الصداع النصفي أيضاً ألماً شديداً بالرأس على هيئة نبضات، ويمكنه إصابة أحد جانبي الرأس أو كليهما.
وتتراوح درجة الأعراض بين خفيفة وحادة، ويمكن أن تسبب نوبة الصداع النصفي الفالجي الشديدة أعراضاً إضافية، مثل:
- الارتباك
- فقدان الذاكرة
- تغيرات الشخصية
- النوبات المرضية المفاجئة
قد يصف الأطباء مسكنات الألم والأدوية المضادة للالتهابات لعلاج الصداع النصفي.
ولكن بحسب المنظمة الوطنية للاضطرابات النادرة، لم يتفق الأطباء على بروتوكولات علاجية قياسية لعلاج الصداع النصفي الفالجي، نظراً لندرة المرض.
7- النوبة القلبية
تحدث النوبة القلبية عندما لا يتلقّى القلب ما يكفي من الدم الغني بالأكسجين، ويمكن أن تؤدي الجلطة الدموية أو تراكم اللويحة إلى انسداد جزئي أو كامل في واحد أو أكثر من الأوعية الدموية التي تغذي القلب، مما يسبب نوبة قلبية.
في حالات نادرة، يمكن أن تحدث نوبة قلبية أيضاً عند وقوع تشنج بالشريان التاجي، وهو ما يضيّق الأوعية ويعيق تدفق الدم إلى القلب، كما قد تتضرر عضلة القلب أو تتوقف عن العمل تماماً إذا لم تستقبل كمية كافية من الأكسجين.
ووفقاً للمعهد الوطني للقلب والرئة والدم، فإن الأعراض الأكثر شيوعاً للأزمة القلبية تتضمّن ما يلي:
- ألم أو عدم ارتياح في أحد الذراعين أو كليهما
- ضغط شديد في الصدر
- ألم أعلى المعدة، يبدو مشابهاً لعسر الهضم أو حرقة المعدة
- ضيق التنفس
وتشمل الأعراض الأخرى التي ينبغي تقصّيها:
- ألم أو تنميل في الظهر أو الكتفين أو الرقبة أو الفك
- الشعور بالدوار أو الإغماء
- القيء والغثيان
- التعرق
النوبة القلبية هي حالة طبيّة طارئة خطيرة، لذا ينبغي على الناس الاتصال بالإسعاف على الفور إذا كانوا يعتقدون أن شخصاً ما مصابٌ بالنوبة القلبية.
وسيحاول الأطباء فتح الشريان المسدود واستعادة تدفق الدم إلى القلب. ويعتمد نوع العلاج المُقرر على موقع الانسداد، والحالة الصحية للشخص، ومقدار الوقت الذي انقضى منذ بدء النوبة القلبية.
8- السكتة الدماغية
تحدث السكتة الدماغية عندما يعرقل شيء تدفّق الدم إلى جزء من الدماغ أو يمنعه تماماً.
وتتسبب السكتات الدماغية غالباً في حدوث تنميل في الذراع أو الساق أو جانب واحد من الوجه. تشمل الأعراض الأخرى للسكتة الدماغية ما يلي:
- صداع مفاجئ حاد
- تغيرات في الإبصار
- ارتباك
- صعوبة في التحدث
- دوخة
- الاختلاج الحركي أو الترنّح
وهناك نوعان رئيسيان من السكتة الدماغية:
- قد تحدث السكتات الدماغية الإقفارية بسبب جلطات دموية أو رواسب دهنية داخل الأوعية الدموية تقيد تدفق الدم إلى المخ.
- قد تحدث السكتات الدماغية النزفية عند تمزق أوعية دموية في المخ وحدوث نزيف داخل الأنسجة المحيطة.
وتعدّ السكتة الدماغية إصابة خطيرة تتطلب علاجاً طبياً طارئاً.
ويمكن للطبيب علاج السكتة الدماغية بأدوية التخثّر التي تعمل على تذويب جلطات الدم. وإذا أصيب شخص بسكتة دماغية نزفية، فسيحتاج الطبيب لعلاج الأوعية الدموية التالفة، وهو ما قد يتطلب جراحة.
متى يتعيّن عليك مقابلة الطبيب؟
يعد تنميل الذراع أحد الأعراض الشائعة للعديد من المشكلات البسيطة، مثل وقف تدفّق الدورة الدموية مؤقتاً، لكنه أيضاً علامة على حدوث أزمة قلبية أو سكتة دماغية.
ويجب أن يسعى الأشخاص المعرّضون لأمراض القلب والأوعية الدموية بدرجة كبيرة أو أولئك الذين لديهم تاريخ مَرضي للإصابة بها لتلقّي رعاية طبّية فورية، إذا تعرّضوا لتنميل غير مبرر أو وخز في ذراعهم.
ويشير التنميل المستمر في الذراع -حين يحدث دون سبب واضح- إلى وجود مشكلة طبية أساسية قد تتطلب الخضوع لعلاج طبيعي أو جراحة.