بلا مقدمات كثيرة.. أكتب إليكم ما تعلمته بعد مرور 3 سنوات على زواجي:
1- الزواج جميل جداً، ومن يخبرك بأنه ممل، فالمشكلة إما فيه أو في شريك حياته، أو في الاثنين معاً، لكن الزواج بريء من هذه الاتهامات.
2- معظم الكلام المنتشر عن الزواج، إما سلبي جداً وندب وندم كأنه أسوأ شيء في الوجود، أو أحلام رومانسية مبالَغ فيها وغير واقعية على الإطلاق، وكلاهما لا يصح الاعتماد عليه كقاعدة عامة، الزوج يحتاج عقلاً وحُباً، الاثنان معاً، فلا يصلح بحُب فقط ولا عقل فقط، الحب وحده لا يصلح لإقامة البيوت، ولا العقل بمفرده سيديم زواجاً مشبَّعاً عاطفياً ونفسياً.
3- حياة كل واحد فينا وزواجه نتيجة اختياراته وطباعه وطريقة تعامله مع الحياة؛ من ثم لا يُعقل أبداً أن نأخذ تجربة بعينها ونعممها في المطلق، الزواج الناجح يعني طرفين متفقين على بذل المجهود اللازم، حتى تظل العلاقة مستمرة ومُرضية للطرفين، وحينما نتوقف على البذل والتضحية لأجل هذه العلاقة، فثق بأنها ستنهار مباشرة.
4- لا يوجد شيء اسمه زواج مثالي، لأنه بطيبعة البشر لا يوجد شخص مثالي، وعدم المثالية لا يعني زواجاً فاشلاً أو غير سعيد، بل إنما يؤكد أننا بشر، وهذه الحياة أوقات سعيدة وأخرى سيئة، وأوقات ما بين الاثنين.
5- الزواج ليس نزاعاً ليثبت كل واحد من الطرفين أنه الأصح والشخص الآخر هو المخطئ هذا ليس زواج أبداً، ولا علاقة له به، الزواج السويّ الصحي مطلوب فيه تعاون وتقدير وحُب ومجهود من الطرفين، الطرفين…!
6- نصائح التخوين من الرجال لا تقيم أبداً زوجاً ناجحاً أو سعيداً، من الممكن أن تستمر علاقة بهذا الشكل، لكن من المستحيل أن تكون سعيدة أو مشبَّعة نفسياً وعاطفياً، حينما يكون عنصرا الثقة والأمان مفقودَين، فعدم الزواج أفضل بكثير، وهذا ليس معناه السذاجة أو التغاضي عن العيوب القاتلة أو الثقة العمياء.
7- لا كل الرجال بشعون ولا كل النساء ملائكة مظلومون، التعميم خطأ جداً، لا يصح أن نبدأ علاقة ونحن محمَّلون بآثار تجارب سيئة ونصائح من أناس يعيشون حولنا، ونقوم بإسقاطها على تجربتنا، يجب أن نتعلم من أخطاء الآخرين بشرط أن نرى علاقاتنا بأعينهم.
8- الزواج يحتاج صبراً ومرونة من الطرفين، لو وقفنا عند كل تفصيلة وعاندنا فيها وافتعلنا مشكلة، فلن تستقر هذه العلاقة أبداً، الزواج يحتاج تغافلاً وقبولاً لعدم مثالية الآخر، طبعاً في حدود المقبول.
9- كلنا نمتلئ بالعيوب، ومثلما لا نحب أن يضع أحد ما عيوبنا تحت الميكروسكوب، وينتقدها، وكذلك شريك الحياة.
بعد الزواج نحن لا نعيد تربية بعضنا بعضاً، المفروض أننا نخلق معاً حياة مشتركة بها قبول من الطرفين، وقبل إتمام الزواج يجب أن يدرك الطرفان جيداً حدود كل طرف، وما يستطيع تقبُّله والتعايش معه وما لا يتقبله بشكل نهائي.
10- التواصل من أهم أسباب نجاح الزواج، لأنه لو حدث أن يكتم الطرفان في صدره ولا يتحدث عن الأمور التي تزعجه، أو يكون شخص عصبياً طول الوقت يرفع صوته ويصرخ في الآخر، ففي كلتا الحالتين الزواج سيكون مزعزعاً، يجب أن يكون هناك تواصل واضح وصريح وبهدوء، حتى يتحدث كل طرف عما بداخله وفي الوقت نفسه يفهم توقعات الطرف الآخر.
11- التوقعات الخيالية هي طريق الفشل، يجب أن أفهم جيداً حدود شريك حياتي، ولا أتوقع منه ما ليس باستطاعته، ويجب أن أعبر عن توقعاتي ورغباتي بطريقة واضحة وظريفة، لأنه ربما لن يدرك شريك حياتي جيداً هذه التوقعات، ويجب أن نفهم أن طريقة تعبير الآخر عن الحب يجب أﻻ تكون مثل طريقتنا.
12- تأجيل الإنجاب مهم جداً، على الأقل في سنة أولى زواج، لأن أول سنة زواج صعبة ومليئة بالتحديات، وغير ذلك هذه السَّنة تعتبر أساس العلاقة، فيجب قبل مسؤولية الإنجاب أن نبني أساساً قويا، ويفهم كل طرفٍ الآخر بشكل صحيح، ويعتاد بعضنا بعضاً وعلى مسؤولية البيت والزواج، ونرتبط ببعضٍ أكثر، وبعدها نفكر في خطوة الإنجاب، تربية الطفل مستوى آخر من المسؤولية وتضيف ضغطاً على العلاقة، فحينما نبني أساساً قوياً سيكون الإنجاب حينها أسهل وأفضل.
13- حينما تختاروا للزواج اختاروا من يشبهكم، قرار خاطئ أن تختاروا أشخاصاً مختلفين عنكم تماماً، وتبررون ذلك بأن الحُب سيأتي بعد ذلك ويجعلكم تتأقلمون على اختلافكم، لا أحد يتغير، احفظوا هذه الجملة جيداً، بعض الاختلاف مطلوب وصحي، لكن الاختلاف الكبير جداً، خصوصاً في جوهريات الحياة وأسلوبها، وطريقة التفكير، سيؤدي إلى مشاكل عديدة عند أول قرار مهم، وسيجد كل طرف أنه يفكر بطريقة مختلفة تماماً عن الآخر.
14- آخر نقطة، كلمتا "شكراً" و"من فضلك" لهما تأثير سحري، عوّدوا أنفسكم أن تكون هذه الكلمات بينكم في كل المواقف الصغيرة قبل الكبيرة، التقدير من الطرفين مهم مهم مهم.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.