يعتقد كثير من الناس أن أجسادنا تكون في حالة غير نشطة في أثناء النوم، لكن العكس هي تقوم بكثير من أعمال الصيانة كإصلاح الخلايا والأنسجة، واستعادة الوظيفة الكاملة والصحية لجهاز المناعة وإعادة تشغيل الخلايا العصبية وشبكات الدماغ. وهذه وظائف تتطلب حرق سعرات حرارية باستمرار.
لكن التعرض في وقت متأخر من الليل للضوء الصناعي وساعات الاستيقاظ المتأخرة قد يعبث بإيقاعات الجسم الطبيعية ويساعده على الاحتفاظ بالدهون، لكن بعض التعديلات البسيطة في أنماط النوم قد تكون قادرة على تغيير كل ذلك، وإعطاء الجسم الوقت الذي يحتاجه لبداية يوم جديد.
فيما يلي، بعض الطرق للاستفادة من النوم وإنقاص الوزن، بحيث تكتفي بإغماض عينيك وترك جسدك يقود عملية حرق السعرات الحرارية.
احصل على كفايتك من النوم وإلا فالجوع
تُظهر الدراسات أنه بالنسبة للأشخاص الذين لا ينامون بالقدرالكافي، فإن الرغبة الشديدة في تناول الوجبات السريعة تصبح أكثر صعوبة في المقاومة، لذلك نحن بالتأكيد أقل قدرة على مقاومة الآيس كريم ورقائق البطاطس في الليل.
كما تشير الأبحاث المقدمة في المؤتمر الأوروبي لعلم الغدد الصماء في عام 2017، إلى أن النوم لعدد ساعات كافية يتسبب في إنتاج الجسم هرمونات مثل GLP-1، ومزيداً من هرمون الجريلين الذي يعزز الجوع؛ وهو ما يؤدي إلى استهلاك سعرات حرارية أكثر مما يحتاجه الجسم بالفعل.
تجنب الأجهزة الإلكترونية قبل النوم
لا تتصفَّح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي قبل النوم إذا كنت ترغب في إنقاص الوزن خلال الليل.
تشير الدراسات إلى أن التعرض ليلاً للضوء الأزرق المنبعث من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وحتى الإضاءة الموفرة للطاقة (LEDs)، يعطل إنتاج هرمون الميلاتونين "الذي يفرزه الجسم عندما تغرب الشمس، وهو ما يجعلك تشعر بالنعاس".
يؤدي هذا السلوك اليومي إلى إبطاء عملية التمثيل الغذائي، إذ وجد الباحثون بجامعة هارفارد أن التعرض للضوء الأزرق يمكن أن يثبط إنتاج الميلاتونين بكمية تزيد على ضعف الضوء الطبيعي، ويغير إيقاعات الساعة البيولوجية في الجسم بمقدار الضعف.
كما وجدت دراسة من جامعة نورث وسترن أيضاً، أن التعرض للضوء الأزرق في الليل يزيد من مقاومة الجوع والأنسولين؛ وهو ما قد يؤدي بدوره إلى زيادة الوزن ومعه الدهون وخطر الإصابة بمرض السكري.
غرفة النوم يجب أن تكون باردة
ترتبط درجات الحرارة الدافئة في أثناء الليل بمزيد من النوم المضطرب مع مزيد من الاستيقاظ المتكرر طوال الليل.
غرفة النوم الباردة تساعد على النوم بسهولة أكبر؛ ومن ثم فقدان الوزن.
فالمناخ البارد أكثر ملاءمة للنوم بشكل طبيعي، ففي المساء ونحن نقترب من النوم، تمر أجسامنا بانخفاض تدريجي طبيعي في درجة الحرارة، يرافقه ارتفاع هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم.
تزيد درجات الحرارة الباردة أيضاً من تخزين الجسم للدهون ذات اللونين البيج والبني، وهي الدهون "الرقيقة" التي تحرق السعرات الحرارية، بدلاً من تخزينها.
أما درجة الحرارة المناسبة فتتراوح بين 16 و20 درجة مئوية، إذ وجدت دراسة أُجريت عام 2014، أن الدهون البنية زادت بشكل كبير عندما تعرض الأشخاص لدرجات الحرارة الباردة بعد شهر من النوم في بيئة ليلية تبلغ درجة حرارتها 18 درجة مئوية.
وجبة خفيفة قبل النوم لن تضر
من المهم الحفاظ على تناول وجبة خفيفة بشكل معقول في ساعات المساء، على أن تتضمن تلك الوجبة البروتين.
تشير الدراسات -وضمن ذلك دراسة 2018 من جامعة ولاية فلوريدا – إلى أن تناول وجبة خفيفة غنية بالبروتين قبل النوم لا يسهم في زيادة الوزن، وقد تكون له فوائد في عملية التمثيل الغذائي واستعادة العضلات.
النوم عارياً قد يفيد أيضاً
يعتبر النوم عارياً وسيلة مريحة أخرى لتنظيم درجة حرارة الجسم في أثناء الليل والنوم بشكل مريح وسليم، لأنه يساعد الجسم على البقاء بارداً، ويزيد من الدهون البنية التي تحرق السعرات الحرارية.
وتوصل علماء هولنديون إلى أنه عندما قضى الناس وقتاً في غرفة انخفضت درجة حرارتها من 21 درجة مئوية إلى 15 درجة مئوية، حرقوا 6% سعرات حرارية إضافية.
وهذا يعني أنه إذا كنت عادةً تحرق نحو 2000 سعرة حرارية في اليوم، فيمكنك حرق ما يصل إلى 120 سعرة حرارية إضافية وأنت نائم.