هناك عدة أسباب تؤدي إلى الشعور بالغثيان بعد الطعام، أكثر هذه الأسباب شهرة: التسمم الغذائي والحمل، لكن لا يقتصر الأمر عليها فحسب، فالأمر أكثر تعقيداً وخطورة.
أسباب الشعور بالغثيان بعد الطعام
يمكن أن يساعد النظر، من كثب، في الأعراض الأخرى على تحديد سبب الغثيان، وبمجرد تحديد المشكلة، بإمكان الطبيب المساعدة في العثور على علاج يمنع حدوث اضطرابات المعدة بعد تناول الطعام، ويُمكّنك من الاستمتاع بوجباتك، دون الشعور بالغثيان.
منها:
1- حساسية الطعام:
بعض الأطعمة، مثل المحار والمكسرات والبيض، يمكن أن تخدع جهاز المناعة لديك فتجعله يعاملها على أنها غزاة ضارون.
عندما تأكل أحد هذه الأطعمة المحفزة، يطلق جهاز المناعة سلسلة من الأحداث التي تؤدي إلى إطلاق الهستامين والمواد الكيميائية الأخرى.
هذه المواد الكيميائية تُنتج أعراض الحساسية، والتي يمكن أن تشمل تورم الفم أو الحلق والغثيان، والحكة، وصعوبة في التنفس، والصفير، وآلاماً في المعدة، والإسهال، والقيء.
2- التسمم الغذائي:
الطعام الذي يبقى في الهواء فترة طويلة جداً ولا يُحفظ في ثلاجة بحيث يُبرد بشكل جيد، يجذب البكتيريا والفيروسات والطفيليات.
عادةً ما تبدأ أعراض التسمم الغذائي مثل الغثيان والقيء والإسهال، في غضون ساعات قليلة بعد تناول الطعام الملوث.
3- فيروس المعدة:
يُصيب هذا الخلل الشائع، الذي يُطلق عليه أحياناً اسم "أنفلونزا المعدة"، الأمعاء ويؤدي إلى ظهور أعراض لاضطرابات الجهاز الهضمي مثل الغثيان والقيء والإسهال.
قد تُصاب بفيروس المعدة عن طريق الاقتراب من شخص مريض، أو عن طريق تناول طعام أو شراب ملوث بالفيروس.
4- الحمل:
واحدة من أولى العلامات التي تُشير إلى أنكِ حامل، الشعور غير المستقر والمضطرب في المعدة.
يبدأ غالباً خلال الشهر الثاني من الحمل، ويحدث غثيان الحمل، بسبب تغير مستويات الهرمونات.
على الرغم من أنه يُسمى "غثيان الصباح"، فإنه يمكن أن يحدث في أي وقت من اليوم، وضمن ذلك أوقات الوجبات.
وفي بعض الأحيان تكون رائحة أو طعم بعض الأطعمة كافية لإحداث اضطراب المعدة والرغبة في الغثيان.
5- الحموضة والارتجاع:
إن الإحساس بالحرقة وراء عظمة صدرك، والمعروف باسم حرقة المعدة، أحد الأعراض المميزة لمرض الارتداد المعدي المريئي، الذي يحدث عندما يتدفق حمض المعدة راجعاً إلى أنبوبة تصل الفم بالمعدة (المريء)، يمكن أن يسبب هذا الارتجاع تهيُّجاً ببطانة المريء.
يعاني كثيرون الارتجاع الحمضي من وقت إلى آخر، والارتجاع الحمضي الحاد يحدث على الأقل مرتين أسبوعياً، أو يكون أقل حدة فيحدث الارتجاع الحمضي الشديد مرة أسبوعياً.
6- القلق والتوتر:
الإجهاد النفسي لا يؤثر فقط في حالتك النفسية، إنه يؤثر أيضاً في صحتك البدنية، قد يؤدي الانهيار النفسي الحاد إلى فقدان شهيتك أو الشعور بخلل واضطرابات في المعدة بعد تناول الطعام.
لكن يجب أن يتوقف الغثيان بمجرد السيطرة على الإجهاد النفسي.
7- علاج مرض السرطان:
بعض أدوية العلاج الكيميائي تسبب الغثيان كآثار جانبية، لكن يجب أن يزول الشعور بالغثيان بعد الانتهاء من العلاج.
8- أمراض المرارة:
المرارة عضو موجود في الجانب العلوي الأيمن من بطنك، وتتمثل مهمته في مساعدة جسمك على هضم الدهون.
يمكن أن تؤثر حصوات المرارة واضطرابات المرارة الأخرى في قدرتك على هضم الدهون، نتيجة لذلك ستشعر باضطرابات في معدتك ورغبة في الغثيان، خاصةً بعد تناولك وجبة غنية بالدهون.
9- متلازمة القولون العصبي (IBS):
عبارة عن اضطراب شائع يؤثر في الأمعاء الغليظة، وتشمل العلامات والأعراض: التشنج وآلام البطن والانتفاخ والغازات والإسهال أو الإمساك، أو كليهما.
كما يُعدّ الغثيان من أكثر الشكاوى شيوعاً لدى مرضى القولون العصبي، وتُعتبر متلازمة القولون العصبي حالة مزمنة ستحتاج إدارتَها على المدى الطويل.
10- دوار الحركة:
بعض الناس حساسون بشكل خاص تجاه الحركة، إذا كنت منهم، فإن حركة السيارة المتحركة ستُشعرك بالغثيان، وتناول الطعام قبل أو بعد رحلتك يمكن أن يجعل شعورك بالغثيان أسوأ.
11- ضيق الأوعية الدموية:
الغثيان بعد الأكل يمكن أن يكون علامة على ضيق الشرايين في الأمعاء، وضيق الأوعية الدموية هذا يُقيد تدفق الدم، ويمكن أن يصاحب الشعور بالغثيان بعد الأكل آلام شديدة في المعدة.
وقد يشير إلى حالة تُعرف باسم إقفار المساريق، وهي تحدث عندما يحدّ ضيق أو انسداد الشرايين من تدفق الدم إلى الأمعاء الدقيقة، وانخفاض تدفق الدم يُمكن أن يتسبب في تَلَف الأمعاء الدقيقة إلى الأبد.
12- متلازمات الصداع والنوبات القلبية:
يمكن أن يُسبب الصداع النصفي أيضاً الشعور بالغثيان بعد تناول الطعام، والذي يمكن أن يصاحبه ألم شديد في المعدة، والقيء والدوار. كذلك يمكن في بعض الحالات، أن يكون الغثيان بعد الأكل علامة تحذير من نوبة قلبية.
متى نلجأ إلى الطبيب؟
إن الغثيان مرة واحدة بعد فترة من تناول الطعام ليس سبباً للقلق، لكن يجب عليك الاتصال بالطبيب إذا استمر الأمر أكثر من أسبوع، ويجب الذهاب فوراً للطبيب إذا كان لديك أي من الأعراض التالية الأكثر خطورة:
دم في القيء أو البراز، ألم في الصدر، الشعور بالارتباك وعدم الراحة، الإسهال الذي يستمر أكثر من بضعة أيام، العطش الشديد، وإنتاج القليل من البول، الشعور بالضعف والإعياء، أو الدوار، حمى تزيد على 38.6 درجة مئوية، ألم شديد في البطن، ضربات قلب سريعة، القيء الشديد أو صعوبة في الحفاظ على الطعام.
في الأطفال دون سن السادسة، اتصِل بطبيب الأطفال إذا كان الطفل:
يستمر في القيء أكثر من بضع ساعات.
لديه علامات الجفاف، مثل حفاضات رطبة قليلة أو معدومة، مع الشعور بالتعب والإنهاك.
يعاني ارتفاعاً في درجة الحرارة عن 100 درجة فهرنهايت (37.8 درجة مئوية).
إسهال مستمر لا ينتهي.
في الأطفال الذين تزيد أعمارهم على 6 سنوات، اتصل بطبيب الأطفال إذا:
استمر القيء أو الإسهال أكثر من يوم.
لاحظت علامات الجفاف، مثل أن طفلك لا يتبول أو ينتج دموعاً.
عانى طفلك حمى تزيد على 102 فهرنهايت (38.9 درجة مئوية).
العلاج وكيفية التعامل مع الغثيان
يحدد سبب الغثيان طريقة العلاج، فمثلاً:
– يأخذ مريض السرطان دواء مضاداً للغثيان يصفه الطبيب، ويتناول وجبات أصغر تتكون من الأطعمة الخفيفة.
– مريض حساسية الطعام يجب أن يتجنب الأطعمة التي تُسبب له أعراض الحساسية.
– مريض المرارة يأخذ دواء لإذابة حصوات المرارة، أو إجراء عملية جراحية لإزالة المرارة، والمعروفة باسم استئصال المرارة.
– مرضى ارتجاع المريء أو الحرقة يجب عليهم تجنب الأطعمة الغنية بالتوابل والدهون، وفقدان الوزن، وتناول مضادات الحموضة أو الأدوية الأخرى التي تُقلل حمض المعدة الزائد
– مرضى متلازمة القولون العصبي يجب عليهم تجنب الأطعمة التي تزعج معدتهم.
– الأشخاص الذين يعانون دوار الحركة عند السفر، يجب عليهم الجلوس في مكان يشعرون فيه بأقل قدر من الحركة، على سبيل المثال بالقرب من مقدمة القطار أو فوق جناح بطائرة، وارتداء سوار معصم الحركة أو التصحيح.
وهكذا، سيتحدد العلاج والتعامل مع المشكلة وفقاً لتحديد الأسباب التي تسبب الغثيان، وعادةً، سيتحسن الغثيان بعد الأكل بمجرد معالجة مصدر المشكلة.
بعض النصائح للوقاية
جرِّب هذه النصائح، لتجنب الشعور بالغثيان بعد تناول الطعام:
– امتصاص مكعبات الثلج أو الثلج المسحوق.
– تجنّب الأطعمة الدهنية أو المقلية أو الحارة.
– تناول وجبات صغيرة ومُوزعة على مدار اليوم، بدلاً من تناول ثلاث وجبات كبيرة.
– استرخِ واجلس بعد تناول الطعام، لمنح طعامك وقت الهضم.
– تناول طعامك وشرابك ببطء.