تعد رحلات القطار مغامرة سياحية بحد ذاتها، إذ إنها فرصة لاستكشاف الطبيعة والمناطق البعيد في أية وجهة سياحية. وللقطارات القديمة سحر مميز وحنين إلى الماضي، ويكاد يبدو ركوبها وكأنه عودة أو رحلة إلى التاريخ.
شركة "لونلي بلانيت" سألت حوالي 200 مؤلف متخصص عن رأيهم في رحلات القطار المفضلة لديهم، وتلقت كثيراً من الاقتراحات التي جمعتها الشركة في كتاب Lonely Planet's Amazing Train Journeys، جمع 60 رحلة من أفضل الاقتراحات.
نستعرض في هذا التقرير 6 من أجمل رحلات القطار، حسب ما نشرها موقع ABC الإسباني.
رحلات القطار من جوهانسبرغ إلى كيب تاون
تعبر الخدمة الليلية بين جوهانسبرج وكيب تاون صحراء كارو الأسطورية في قلب جنوب إفريقيا، بكومات الأعشاب الممتدة على طول الطرق الترابية والجبال الممتدة عبر الأفق.
تعرف كومات الأعشاب (الحشائش المتدحرجة) بأنها "سُحُب الصحراء"، وهي أنواع من النباتات التي تعيش في مناطق السهوب أو الأراضي القاحلة، فما إن تجفّ، حتى تتدحرج بعيداً مع الرياح.
يترك هذا القطار، الذي كان يُطلق عليه سابقاً Trans Karoo Express، ضواحي جوهانسبرغ المُسيّجة خلفه، ويعبر التل إلى الشمال ويمر عبر صحراء كارو بينما ينام الركاب وتومض النجوم في الصحراء، ثم يعبر بين الجبال المذهلة وكروم العنب في كيب تاون.
وفي النهاية، تسود مشاعر الألفة بين ركاب القطار أثناء تقدمه على طول المحيط الأطلسي نحو جبل "الطاولة المسطّح" ذي الإطلالة الدافئة.
رحلة "القطار اللعبة" إلى دارجلينغ
تُعدّ تجربة قطارات الممرات الضيّقة البخارية في الهند تجربة أسطورية، ولا سيّما قطار دارجلينغ إلى الهيملايا -الذي يطلق عليه القطار اللعبة- ذو اللون الأزرق، المتجه إلى دارجيلنغ، والذي يُعدّ القطار الأشهر في البلاد.
تمر الرحلة الممتدة من سهول البنغال إلى دارجيلنغ عبر مزارع الشاي والقرى المكوّنة من المنازل ذات الأسقف المصنوعة من الصفيح، بينما تندفع السحب فوق سلسلة جبال كانشنجونغا المنذرة بالخطر.
صحيح أن القاطرات البخارية تستخدم بالفعل في جزء صغير من الطريق وأن الجميع تقريباً يصلون إلى دارجيلنغ عن طريق تلك التي تعمل بالدفع بالديزل، لكن هذه الرحلة الرمزية عبر الجبال تمنح ركابها تذكرة للسفر عبر التاريخ إلى عهد الإمبراطورية البريطانية، عندما كان تناول الشاي في دارجيلنغ شيئاً إنكليزياً مثل سراويل ركوب الخيل (Breeches) والغابات والبيجامات.
سينتوفاللي إكسبريس
تتخذ هذه الرحلة التي تطغى عليها غالباً رحلات القطارات الأخرى الأشهر في سويسرا، طريقاً يستغرق ساعتين من لوكارنو، على ضفاف بحيرة ماجيوري التي يزينها النخيل، إلى دومودوسولا، على الحدود الإيطالية لمدينة بييمونتي.
يمرّ القطار عبر 83 جسراً و34 نفقاً، وتنعش المناظر الطبيعية الأرواح.
إذ تظهر الشلالات المتلألئة على المنحدرات، وكروم العنب على التلال، والجسور الأنيقة ذات الأقواس، والقرى بمنازلها ذات الأسقف المائلة، والوديان التي شقّتها الأنهار الجليدية وأشجار الكستناء التي لا نهاية لها، وأشجار الزان، وكلها متجمعة في خلفية من الجبال الثلجية في فصل الشتاء.
من فورت ويليام إلى ماليج في قطار جاكوبايت
يمكن وصف هذه الرحلة بأنها ثأر من ريتشارد بيتشينغ، الرجل الذي يلومه عشاق القطار البريطانيون على إغلاق الآلاف من المحطات والخطوط البريطانية الزائدة عن الحاجة خلال الستينيات.
فهناك، في المرتفعات الإسكتلندية، تسحب قاطرات البخار العظيمة والرائعة، التي تعود إلى الثلاثينيات والأربعينيات، العربات الساحرة التي عفا عليها الزمن.
من ليما إلى هوانكافليكا مروراً بوانكايو
تأخذ هذه المغامرة البيروفية المسافرين في أعظم تفاوت بين الارتفاعات في جميع رحلات القطارات حول العالم؛ فمن مستوى سطح البحر إلى ارتفاع حوالي 5000 متر.
يعبر المسافرون جبال الأنديز، من خلال ثاني أعلى الطرق على هذا الكوكب وأعلى محطة للركاب، على متن القطار غير السياحي الوحيد المتبقي في بيرو، متجهين إلى مدينة هوانكافيليكا الساحرة.
وفي الطريق بين الوجهتين، يمر القطار عبر واحدة من أكثر المناطق الريفية والتقليدية في البلاد التي يمكن أن توصف بأن الزمن توقف عندها، إذ تختلف تماماً عن ليما، المدينة الحديثة التي تعدّ جزءاً منها.
قطار بكين شينغوان (لاسا)
ينقل القطار 221، الذي يربط بين العمارة المستقبلية وعجائب بكين الإمبراطورية وبين الأديرة وقصور الأحلام في لاسا، ركابه من الصين الحضرية إلى أرض الرهبان ذوي العباءات الأرجوانية، حيث الهواء المعبّق برائحة البخور والشموع المصنوعة من زبدة الياك.
في طريقه إلى الغرب، يصعد القطار نحو 5000 متر إلى هضبة التبت، وهي الأعلى من نوعها في العالم، ويمر هناك بقطعان حيوان الياك والجبال الثلجية وسماء زرقاء لا نهاية لها.