يحدث انخفاض سكر الدم عندما لا تتوفر كمية كافية من الغلوكوز (أو ما يعرف بالسكر) في مجرى دمك. ويأتي الغلوكوز من الكربوهيدرات. وسواء جاءت من تفاحة أو من شريحة بيتزا، فإن الكربوهيدرات المتحولة إلى غلوكوز تمد جسمك بالطاقة بمساعدة الإنسولين، وهو عامل آخر مهم. وعندما تنخفض مستويات الغلوكوز، لا يستطيع جسمك أداء وظائفه بشكل أفضل.
يعد نقص سكر الدم أمراً طبيعياً للغاية لدى أغلبنا من المترفين ومحبي الوجبات الخفيفة في وقت متأخر من الليل، وتجدر الإشارة إلى أن نقص السكر في الدم ليس مرضاً، بل ربما يعطي مؤشراً على مشكلة صحية كامنة. وهذه علامات انخفاض سكر الدم الشديد وما ينبغي فعله عند الإحساس بها، بحسب ما نشر موقع Greatist الأمريكي.
ما الذي يسبب انخفاض سكر الدم؟
من المثير للاهتمام أن أكثر أسباب الانخفاض الشديد لسكر الدم شيوعاً هي أدوية مرض السكري. إذ يتناول مرضى السكري الإنسولين لأن أجسادهم لا تنتج كمية كافية بشكل طبيعي. لكن الجرعة تكون في بعض الأحيان أعلى من اللازم، أو لا يكون متناولها قد أكل كمية الطعام التي يكون عندها في حاجة إلى الإنسولين.
أما من لا يعانون من السكري، فيمكن أن يتسبب ما يلي في نقص السكر في الدم:
- اضطرابات الكلية
- التهاب الكبد
- اضطرابات الأكل (فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي)
- أورام البنكرياس
- نقص الهرمونات
- القرحة الهضمية
ويوجد أيضاً شيء يسمى نقص سكر الدم التفاعلي (هبوط سكر الدم بعد الأكل)، وهو ما يحدث بعد عدة ساعات من آخر وجبة. يرتبط هذا النوع على الأرجح باختلافات توقيت تناول الطعام، مثل تفويت وجبة الإفطار المعتادة أو شرب الكحول دون تناول الطعام.
كل ما تشعر به: الأعراض قصيرة المدى لنقص سكر الدم
يعد مصطلح نقص سكر الدم مجرد ترجمة معدلة لصرخة خلاياك القائلة: "النجدة! أطعمني بعض الغلوكوز!". ففيما ينخفض سكر الدم، قد تشعر بالضعف والانزعاج والقلق الشديد، أو مجرد الجوع باختصار. ويشير هذا الخليط المشوش من الأعراض إلى أن مستويات الوقود تسقط إلى مناطق غير صحية.
قد تتضمن الآثار المباشرة لنقص سكر الدم:
- الجوع
- الارتجاف
- التوتر
- التهيج
- التعرق
- قشعريرة البرد
- النعاس
- الشحوب المفاجئ
- صداع الرأس
- الكوابيس
- عدم وضوح الرؤية
منطقة الخطر: آثار نقص سكر الدم على المدى الطويل
لا يعد الانخفاض المتكرر لسكر الدم أمراً يمكن تجاهله. فقد يكون علامة على مشكلة صحية أعمق، ويمكن لتجويع خلاياك بعدم منحها الغلوكوز لمدة طويلة أن يتسبب في مضاعفات غير سارة في النهاية.
عدم الوعي بنقص السكر في الدم
هل تعرف المقطع الكارتوني الذي يرتشف فيه كلب القهوة وسط غرفة تحترق؟ هذا هو عقلك حينما يتعامل مع عدم الوعي بنقص سكر الدم.
يمكن لتكرر نقص سكر الدم أن يخدع جسمك بالاعتقاد بأنه أمر طبيعي. وبدون أعراض مثل الارتعاش أو الصداع أو الوهن، يستمر الجسم في العمل بحالة غير صحية، ما يزيد خطر الإصابة بمضاعفات مهددة للحياة.
لذا فبدلاً من الانتظار حتى يتكيف جسمك مع وضع سام، تحدث مع طبيبك إن كنت تعاني من نقص سكر الدم كثيراً. وفي غضون ذلك، تجنَّب انخفاض سكر الدم من خلال تناول وجبات خفيفة صغيرة على مدار اليوم.
النوبات
يسبب الانخفاض الخطير في سكر الدم أحياناً نوبات. ويهدد هذا الخطر مرضى السكري بدرجة أكبر إن كانوا يتناولون الإنسولين للسيطرة على مستوى السكر في دمهم. فجرعة زائدة من الإنسولين قد تحفز نقص سكر الدم بشكل مفاجئ، مما يؤثر على الجهاز العصبي المركزي بالسلب.
فقدان الوعي
في بعض الحالات النادرة، قد يسبب انخفاض سكر الدم فقدان الوعي، أو الغيبوبة أو حتى الوفاة. فكر في الأمر، فالغلوكوز هو وقود الجسم، ولا يمكنك العمل دون وقود لفترة طويلة. وقد تحدث الوفاة في النهاية نتيجة لحرمان مخك من الطاقة الضرورية.
السقوط والكسور
قد يسبب الإغماء مشاكل أخرى أيضاً. لذا إن كنت تشعر بالدوران أو عدم الاستقرار، من الأفضل أن تبقى ساكناً. ففقدان الوعي، والسقوط، وصدم رأسك سيجعل الوضع السيئ أسوأ فحسب.
الخرف
يمكن لتكرر نقص السكر في الدم أن يؤثر في النهاية على الدماغ. فقد توصلت دراسة أُجريت عام 2013 إلى أن مرضى السكري الأكبر سناً، الذين عانوا معاناة خطيرة من انخفاض سكر الدم، كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض الخرف بنسبة الضعف. ويشير هذا إلى أن مراقبة نسبة السكر في الدم مراقبة دائمة قد تساعد في تقليل خطر فقدان الذاكرة في وقتٍ لاحق من الحياة.
والآن إلى الأخبار الجيدة: كيف تعالج نقص سكر الدم
ما الذي يمكنك فعله بشكل آمن إذاً عندما ينخفض مستوى سكر الدم؟
إليك طريقة نقل مستوى الغلوكوز مرة أخرى إلى المساحة الآمنة:
- ارتشف بعضاً من عصير البرتقال
- تناول القليل من الصودا المضافة إليها السكر
- تناول وجبة خفيفة
- تجنب تخطي وجبات الطعام
جرب قاعدة 15-15
بالنسبة للمصابين بمرض السكري، قد تتأرجح مستويات سكر الدم بشكل حاد وسريع. لذلك، من الأفضل دائماً إبقاء جهاز قياس سكر الدم في متناول اليد. لكن إن كنت تشعر بالدوار أو الارتجاف ولا تملك طريقة لتفقد مستوى سكر الدم، عالج نفسك من نقص سكر الدم على أي حال.
- اسع للحصول على الكربوهيدرات: من القواعد المجربة بأن تأكل 15 غراماً من الكربوهيدرات لزيادة مستوى سكر الدم بشكل متدرج وآمن. وهو ما يقارب 4 أوقيات من العصير أو الصودا المعتادة، وحفنة من حلوى الهلام أو ملعقة صغيرة من العسل.
- انتظر 15 دقيقة: من المغري أن تلتهم عبوة كاملة من الحلوى عندما تشعر بالدوار المصاحب للجوع، لكن ذلك قد يأتي بآثار سلبية تتمثل في رفع سكر الدم أكثر من اللازم.
- افحص مجدداً: إذا ظل سكر الدم منخفضاً، كرر العملية إلى أن تصل إلى الأمان.
- استشر طبيبك: سجل أي واقعة نقص في سكر الدم، ثم أبلغ فريقك الطبي بذلك. من الممكن أن تكون أدويتك أو نظامك الغذائي بحاجة إلى تعديل.
اغمرني ببعض السكر
ليس ثمة طريقة لإضافة الغلوكوز إلى دمك أفضل من تناول ملعقة من السكر أو العسل. وهناك خيار آخر وهو تناول Glucogel، وهو شراب مكثف يُصرف من الصيدليات بدون وصفة طبية. إذا كان لديك أنبوب Glucogel في متناول اليد، فدسه داخل جدار الفم لتسريع الامتصاص.
تذكر أن تنتظر 15 – 20 دقيقة قبل أن تأكل المزيد. فأنت بحاجة إلى دفعة طبيعية لطاقتك، لا لأن تثمل من فرط السكر.
احصل على مساعدة طبية إن كنت تفقد الوعي
لا تجبر أي شخص يعاني من فقدان الوعي أبداً على تناول الطعام (تحذير من خطر الاختناق). بدلاً من ذلك، إن كان صديقك يعاني من السكري وبدأ في فقدان الوعي بسرعة، فهذا هو الوقت المناسب لمنحه حقنة من هرمون الغلوكاغون. وهي حقنة معدة للحالات الطبية الطارئة، كما لو فقد شخص الوعي بسبب انخفاض مستوى سكر الدم بشكل شديد أو أصبح مشوشاً لدرجة لا تسمح له بتناول السكر.
بعد استخدام حقنة الغلوكاغون (أو الاتصال بالطوارئ، إن كنت لا تملك واحدة)، ضع المريض على جنبه في وضع التعافي.
الوقاية خير من العلاج
لا شك أن أفضل طريقة لعلاج سكر الدم المنخفض هو منعها من الحدوث من البداية.
تجنب نقص سكر الدم من خلال مد جسمك بالوقود عبر تناول عدد وجبات مغذية أو وجبات صغيرة في اليوم. ركز على نظام نقص سكر الدم الغذائي الغني بالكربوهيدرات المعقدة، الذي يحتوي على نسبة منخفضة من السكر.