لا يُطلق عليه اسم العسل الملكي فقط، بل يُعرف أيضاً بالهلام الملكي أو عسل ملكات النحل. لكن ما فوائده الصحية الخارقة للجسم؟ وهل له فوائد للصحة الجنسية أيضاً كما يقول البعض؟
العسل الملكي له قصة
يعود سبب تسميته إلى هدف إنتاجه، إذ تصنَعه عاملات النحل عن طريق غددها البلعومية، لتغذية ملكة النحل، ويرقاتها.
الهدف منه تعزيز تغيرات الملكة الهرمونيةٍ، والبيوكيميائيةٍ في جسمها، والتي تؤدي إلى تطور الأعضاء التناسلية لديها بشكلٍ مُختلفٍ عن العاملات في الخلية، وهو ما يزيد من خصوبتها، لتُنتجَ آلافاً من البيض يومياً.
هذا العسل يتميز بلزوجته، وتختلف تبعاً لعدة عوامل، منها: محتواه من الماء، ومدة تخزينه، بالإضافة إلى نسب بعض المُركبات، ويُشكِل الماء نحو الثُلثين منه.
يتكون إجمالاً من البروتينات، والسكريات، والدهون، والأملاح، وتتأثر تركيبته بالظروف الجغرافية، والمناخية، كما أن له خصائص مُضادة للأكسدة، والالتهابات، والبكتيريا.
يمكن تناوله من خلال الفم، أو تطبيقه بشكلٍ موضعيٍ على البشرة، وذلك لعلاج عديد من الحالات المرَضية، مثل: السكري من النوع الثاني، وأمراض الكبد، وتعزيز المناعة، والتئام الجروح، وغيرها.
فوائد العسل الملكي:
- تحسين مستويات الكوليسترول في الدم
إذ أشارت دراسةٌ صغيرة عام 2016، شاركت فيها مجموعةٌ من النساء انقطعت عنهن الدورة الشهرية Postmenopausal، إلى أنه بعد 3 أشهرٍ من تناوُلهن العسل الملكي يوميا، انخفضت مستويات الكوليسترول الضار، أو ما يُعرَف اختصاراً بـLDL، ومثلها الكوليسترول الكلي.
كما ارتفع مستوى الكوليسترول الجيد الذي يُعرَف اختصاراً بـHDL.
- ضبط مستوى السكر في الدم
إذ كشفَت إحدى الدراسات التي شارك فيها مجموعةٌ من المُصابين بمرض السكري من النوع الثاني، ونشرَتها مجلة Canadian Journal of Diabetes عام 2016، أن تناوُل العسل الملكي ثلاث مراتٍ يومياً، مدة ثمانية أسابيع، ساعد على خفض نسبة السكر في الدم.
كما أسهم في تعزيز صحة القلب، وذلك مُقارنةً مع الأشخاص الذين تناولوا دواءً وهمياً.
- تخفيف أعراض المتلازمة السابقة للحيض: Premenstrual syndrome
إذ أُجرِيت دراسةٌ على عددٍ من طالبات الجامعة، حيث تناولت مجموعةٌ منهن العسل الملكي أول أيام الدورة الشهرية، واستمرت حتى الدورة الحيضية الثانية.
في حين تناولت المجموعة الأخرى دواءً وهمياً، ومن المثير للاهتمام أن أعراض هذه المتلازمة انخفضت لدى الطالبات اللواتي تناولن الهلام الملكي.
- تعزيز نمو الشعر
يعود ذلك إلى احتوائه على عديد من الفيتامينات، وهذا ما كشفته أول دراسةٍ أُجريَت على العسل الملكي عام 1922، إذ إنه يحتوي على أهم ثلاثة فيتاميناتٍ لمنع تساقط الشعر، وتعزيز نموه، وهي: البيوتين، أو ما يُعرف بفيتامين ب7، والذي يُساعد على إنتاج الكيراتين Keratin؛ وفيتامين ب9، الذي يُطلَق عليه اسم حمض الفوليك Folic acid، حيث إنه يُعزز نمو الشعر، ويُجدده؛ بالإضافة إلى الإينوسيتول Inositol الذي يمنح الشعر حيويةً مُميزة.
كما يُعرف العسل الملكي بأنه غنيٌّ بفيتامين ب5، والمعروف باسم حمض بانتوثينيك، الذي يمنع ظهور الشيب المُبكر للشعر.
ويمكن استعماله لهذه الغايات بشكلٍ موضعي، حيث إنه يتوافر كبلسمٍ للشعر، إضافةً إلى وجوده على هيئة مُكملاتٍ غذائية، من شأنها تعويض الفاقد من العناصر الغذائية في الشعر، كالأحماض الأمينية، والبروتينات، وغيرهما، وهو ما يمنح فروة الرأس الرطوبة، ويفتح بُصيلات الشعر، فيُمكِّنها من امتصاص المُغذيات، والاستفادة منها.
فوائد العسل الملكي للرجال
يدخل العسل الملكي في تركيب عديد من المنتجات المختلفة مثل ما يسمى خلطة العريس، التي يتناولها الرجال بكثرة، بسبب تأثيرها الجنسي.
ووجدت دراسة نُشرت في المجلة العلمية Avicenna Journal of Phytomedicine، أنَّ تناول العسل الملكي يزيد من عدد وجودة الحيوانات المنوية ومستوى التستوستيرون، وهو الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على فرص الحمل.
وهل هناك محاذير من تناول العسل الملكي؟
يعد استهلاك عسل ملكات
النحل آمناً لمعظم الناس، إلا أنه قد يكون غير آمن بالنسبة للبعض، فقد أُبلغ عن
بعض حالات الحساسية.
هذه الحساسية قد تكون مُفرطةً، ويُطلَق عليها اسم صدمة الحساسية Anaphylaxis، التي يمكن أن تُؤدي إلى الموت.
وربطت بين بعض العوامل البيئية، وأثرها على رفع خطر الإصابة بالحساسية، ومنها: وجود بعض المُلوثات، كالمبيدات الحشرية، إضافةً إلى وجود حبوب اللقاح.
ولذلك يُنصَحُ الأشخاص الذين يُعانون حساسية حبوب اللقاح، ولسعات النحل، وغيرهما، بتوخي الحذر.
وتم تسجيل حالاتٍ أخرى ناتجةٍ عن حساسيته، مثل: الرَبْو الحاد Acute asthma، والتهاب الجلد التلامسي Contact dermatitis.