دراسة: المتفائلون يعيشون عمراً أطول بكثير من المتشائمين.. ولا يعانون من الأرق

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/09/04 الساعة 05:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/09/03 الساعة 18:26 بتوقيت غرينتش

الأمر ليس مجرد مزحة.. التفاؤل يطيل العمر ونظرتك للحياة بطريقة أكثر إيجابية تمنحك فرصة لنوم أفضل أثناء الليل 

وتوصلت الدراسة  وفق موقع Elemental إلى أن النساء اللائي يتمتعن بأعلى مستويات التفاؤل يعشن لفترة أطول بنسبة 15% من النساء اللائي يتمتعن بأدنى مستويات التفاؤل، ويكون لديهن فرصة أكبر بنسبة 50% لبلوغ سن الخامسة والثمانين.

 أما الرجال الأكثر تفاؤلاً فيعيشون لفترة أطول بنسبة 11% ولديهم احتمال أكبر بنسبة 70% لبلوغ سن الخامسة والثمانين (اختلاف النتائج بالنسبة للرجال والنساء ليس مهماً، حسبما قال الباحثون). 

أُجريت هذه الدراسة، التي نُشرت في مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم"، على 69 ألفاً و744 امرأة لمدة 10 سنوات و1429 رجلاً لمدة 30 عاماً. وفي البداية خضعت المجموعتان للملاحظة لقياس مستوى تفاؤل كل منهم، بالإضافة إلى العوامل الأخرى التي اهتم بها الباحثون، مثل الخصائص السكانية والظروف الصحية والاكتئاب والنظام الغذائي. وغالباً يُعرَّف التفاؤل على أنه التوقع العام بحدوث الخير، أو أن المستقبل سيكون أفضل لأن الشخص يمكنه التحكم في النتائج المهمة، حسبما استنتج الباحثون.

ربما يقول المتشائمون إن الدراسة لا تعتمد على مبدأ السبب والنتيجة، وربما يكونوا محقين، ولكن هذه مجرد واحدة من كثير من الدراسات التي تربط التفاؤل بتحسين النتائج الصحية.

وقالت لوينا لي، العضوة في فريق الدراسة وأخصائية الأبحاث السريرية في الطب النفسي في نظام الرعاية الصحية في بوسطن وأستاذ مساعد في الطب النفسي بكلية الطب بجامعة بوسطن: "نعلم أن الأشخاص الأكثر تفاؤلاً أقل عُرضة لمخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة والوفاة المبكرة". وأضافت "لي" أن الباحثين لم يحددوا بالضبط كيف يُنتِج التفاؤل الفوائد، أو كيف يحدث العكس، وكيف يؤدي التفاؤل إلى صحة أفضل.

يبدو أن أحد الأسرار هو ارتباط الجسم بالتوتر. إذ أظهرت الدراسات أن التوتر المزمن يمكن أن يؤدي إلى التهاب ربما يسبب العديد من الأمراض. وقالت "لي" وآخرون إن التفاؤل ربما يُقلل التوتر، في حين أن التشاؤم يُسبب التوتر المزمن الذي يمكن أن يدفع الشخص إلى طريق التدهور الصحي.

نوم أفضل وصحة أفضل للقلب

أظهرت دراسة في مجال الطب السلوكي نُشرت في 24 يوليو/تموز الماضي أنه مقارنة بالمتشائمين، فقد أفاد المتفائلون بأنهم ينامون بشكل أفضل ولمدة أطول، ولذا فإنهم أقل عرضة للنعاس خلال النهار ومن المحتمل بنسبة 74% عدم تعرضهم لأعراض الأرق. وقد أُجريت الدراسة على أكثر من 3500 شخص تتراوح أعمارهم بين 32 إلى 51 عاماً.

في الوقت ذاته كشفت دراسة أُجريت عام 2015 أن الأشخاص الذين يتمتعون بأقصى درجات التفاؤل وتتراوح أعمارهم بين 45 إلى 84 عاماً، تتضاعف احتمالية تمتعهم بصحة مثالية للقلب مقارنة بالأشخاص الأقل تفاؤلاً، وذلك في ضوء عدة عوامل أخرى مثل النظام الغذائي والنشاط البدني ومستويات السكر والكوليسترول في الدم.

وفي عرضٍ للعديد من الدراسات العام الماضي، ربط الباحثون التفاؤل بصحة أفضل للقلب، إذ أظهرت إحدى الدراسات أن النساء الأكبر سناً الأكثر تفاؤلاً أقل تعرضاً بنسبة 38% لمخاطر الوفاة بسبب أمراض القلب مقارنة بالنساء الأقل تفاؤلاً. 

وخلُص العرض، الذي نُشر في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب، إلى أن المتفائلين أكثر استعداداً لإتباع عادات صحية، بما في ذلك الأنظمة الغذائية الجيدة والنشاط البدني المنتظم وأنهم يفضلون التمتع بوزن صحي وضغط الدم ومستويات الغلوكوز والكوليسترول المعتدلة.

فضلاً عن أن الأشخاص المتفائلين أفضل في إدارة الضغوط. أما الآخرون إذا واجهوا عوامل خارجة عن إرادتهم، فإنهم يغيرون أهدافهم ومن المرجح أن تقل كميات الأكل التي يتناولونها ويُقصِّرون في ممارسة الرياضة ويدخنون وينخرطون في عادات صحية سيئة أخرى، "ما سيؤدي في النهاية إلى رفع مستويات الالتهاب وتدهور لصحة القلب بشكل عام".

كيف تُغيِّر نفسك لتكون شخصاً متفائلاً؟

أوضحت دراسة أن  نحو 25% من تفاؤل الإنسان يكون موروثاً. ولكن هذا لا يعني أن يظل الإنسان مقيداً بما يرثه من والديه. إذ يميل المعدل العام للتفاؤل لدى الإنسان إلى الاستقرار بمرور الوقت. 

لكن الأشخاص المتفائلين ذوي الأهداف المحددة -والذين يؤمنون بعبارات من قبيل "يمكنني إيجاد شيء إيجابي حتى في أسوء الظروف" و"لا أستسلم حتى أحل المشكلات التي أُواجهها"- قد تمتعوا بانخفاض معدلات الاكتئاب والقلق واضطراب الهلع مقارنة بمن ينظرون إلى نصف الكوب الفارغ.

وتُشير النتائج إلى أن الناس يمكنهم تحسين صحتهم العقلية من خلال زيادة المثابرة والمرونة والتفاؤل أو حفاظهم على معدلات عالية منها. والتطلع لتحقيق أهداف شخصية ووظيفية يجعل الناس يشعرون أن لحياتهم معنى. ومن ناحية أخرى، فإن عدم السعي لتحقيق هذه الأهداف أو التصرف بتشاؤم يمكن أن يضر الصحة العقلية". 

وتستلزم هذه الحالة تصور تحقيق هدف مهم من خلال رؤى ذهنية وردية – الذي ربما يكون إنجازاً مهنياً عظيماً أو الحصول على مظهر جسدي مثالي أو التفاف أصدقاء رائعين حولك.

علامات:
تحميل المزيد