يسبب نوبات الهلع وقد ينتج من اعتداء جنسي.. تعرف على «توكوفوبيا» أو الخوف المرضي من الولادة

التوكوفوبيا هو الخوف من الولادة بصورة شديدة مرضية، فالنساء المصابات بهذا الرهاب لديهن خوف مرضي من الولادة، وغالباً ما يتجنبن الحمل والولادة كلياً.

عربي بوست
تم النشر: 2019/08/31 الساعة 15:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/08/31 الساعة 15:07 بتوقيت غرينتش
تعرف على «توكوفوبيا» أو الخوف المرضي من الولادة

التوكوفوبيا هو الخوف من الولادة بصورة شديدة مرضية، فالنساء المصابات بهذا الرهاب لديهن خوف مرضي من الولادة، وغالباً ما يتجنبن الحمل والولادة كلياً. 

قد يدفع هذا الخوف النساء إلى تجنب الحمل، رغم أنهن يرغبن في إنجاب أطفال أو اختيار إجراء عملية قيصرية لتجنب الولادة المهبلية. قد يحدث الخوف من الولادة لدى النساء اللواتي لم يلدن طفلاً مطلقاً، ولكنه قد يؤثر أيضاً على النساء اللواتي سبق لهن خوض التجربة.

القلق الطبيعي من الحمل والولادة

يعد الحمل والولادة من الأحداث الكبرى في حياة الكثير من النساء. في حين أنه قد يكون وقتاً ممتعاً، إلا أنه يكون أيضاً مصدراً للقلق. تقلق النساء غالباً من الألم الطبيعي للولادة وإمكانية حدوث خطأ ما. هذه كلها مخاوف طبيعية تواجهها جميع النساء الحوامل تقريباً إلى حد ما.

 تعرف على

غالباً ما يتم التعامل مع القلق الطبيعي الذي يصاحب جلب طفل إلى العالم باستخدام المساعدة الطبية والتعليم والدعم الاجتماعي واستراتيجيات المساعدة الذاتية. ومع ذلك، في بعض الأحيان، قد يصبح هذا الخوف مرضياً وشديداً بحيث تتجنب النساء الحمل أو الولادة تماماً.

أنواع الخوف المرضي من الولادة

هناك نوعان من التوكوفوبيا أو الخوف المرضي من الولادة، وهما:

– توكوفوبيا أولية:

يحدث الخوف من الولادة الأولي في النساء اللاتي لم يخضن التجربة من قبل. وقد يبدأ هذا الخوف في مرحلة المراهقة، وقد لا يحدث إلا في مرحلة الحمل، ويكثر لدى النساء والفتيات اللاتي تعرضن للاعتداء الجنسي والاغتصاب. كما قد يصيب النساء اللاتي شاهدن ولادات متعسرة من قبل حتى لو كان هذا عبر الإنترنت.

– توكوفوبيا ثانوية:

يحدث الخوف من الولادة الثانوي في النساء اللاتي تعرضن مسبقاً للحمل والولادة، وغالباً ما يكون بسبب آلام المخاض والولادة. كما يمكن أن يحدث للنساء اللاتي سبق لهن الولادة بدون آلام، أو تلك اللاتي عانين من الإجهاض أو العلاجات الفاشلة.

أسباب وأعراض الإصابة بالتوكوفوبيا

يمكن أن يتطور الخوف من الولادة بسبب عدد من العوامل ومن بينها:

– الخوف من المجهول.

– الخوف من الألم.

– الخوف على حياة الرضيع.

– عدم الثقة في الأطباء.

– التعرض للاعتداء الجنسي في الماضي.

– الخوف من مضاعفات الحمل والولادة يسمم الحمل.

وتشمل أعراض الخوف من الولادة اضطرابات النوم، ونوبات الهلع، والكوابيس، وسلوكيات التجنب.

قد تشمل الأعراض الأخرى مشاعر الفزع عند الحمل والولادة، والقلق والاكتئاب، والخوف الشديد من العيوب الخلقية، أو ولادة جنين ميت، أو وفاة الأم، والإصرار على الولادة بعملية قيصرية.

قد تتجنب النساء في بعض الأحيان أي نشاط جنسي خشية أن يصبحن حوامل. أولئك اللاتي يحملن قد يكن أكثر عرضة لطلب الولادة القيصرية، ويشعرن بصدمة أكبر تحيط بالولادة، وربما يجدن صعوبة في الارتباط بالمولود.

يمكن للرجال أيضاً الإصابة بالخوف من الولادة، لقد وجد الباحثون أن الرجال الذين يعانون من توبيكوبيا غالباً ما يكون لديهم خوف شديد فيما يتعلق بصحة وسلامة شريكهم وطفلهم.

يميل هذا الخوف إلى التركيز على المخاوف بشأن المخاض والولادة والعلاجات الطبية وصنع القرار والتمويل والقدرات الوالدية.

ما مدى انتشار الخوف من الولادة؟

من الطبيعي تماماً أن تكون هناك مخاوف بشأن الحمل والولادة. إن وجود درجة معينة من الخوف يمكن أن يكون مفيداً في بعض النواحي لأنه يدفع النساء إلى طلب الرعاية والمشورة من أجل مواجهة هذه المخاوف.

هذا الخوف الطبيعي شائع جداً في الواقع، حيث تشعر 80% من النساء الحوامل بشيء من القلق بشأن الألم والصحة والسلامة أثناء الولادة. في حين أن مثل هذه المخاوف هي القاعدة، فإن غالبية النساء قادرات على التعامل مع هذه المخاوف من خلال معرفة المزيد عن عملية الولادة، والتحدث مع النساء الأخريات، والتشاور مع مقدمي رعاية الحمل.

ومع ذلك، في بعض الحالات، يمكن أن يصبح هذا الخوف شديداً وموهناً لدرجة أنه قد يتم تشخيصه على أنه رهاب التوكوفوبيا أو الخوف المرضي من الولادة. ولكن من الصعب تحديد مدى شيوع التوكوفوبيا.

تشير بعض الأبحاث إلى أن معدلات هذا الرهاب تتراوح ما بين 2.5 و14%، لكن بعض الباحثين يعتقدون أن هذا الرقم قد يصل إلى 22٪.

في دراسة أخرى بحثت عن معدلات الانتشار، قدر الباحثون أن حوالي 0.032% فقط من النساء يعانين من مرض توكوفوبيا. يأتي هذا الاختلاف في النسب بسبب أن هناك فروقاً بين الخوف الطبيعي من الولادة والخوف المرضي مع اختلاف تعريف الباحثين للخوف المرضي، وقد يحدث إدراج لبعض اللاتي يخفن بشكل طبيعي ضمن التوكوفوبيا، فترتفع النسب.

هل من الممكن التغلب على الخوف من الولادة؟

من المهم أن تتلقى النساء المصابات بمرض التوكوفوبيا أو الخوف من الولادة العلاج لضمان صحة الأم والطفل. يمكن أن يشمل العلاج تلقي الدعم من طبيب التوليد للمرأة بالتنسيق طبيب نفسي. يمكن أن يساعد أخصائي الصحة العقلية في معالجة بعض الأسباب الكامنة وراء تطور الاضطراب في المقام الأول، بما في ذلك حالات الاكتئاب أو القلق الموجودة مسبقاً أو التعرض للاعتداء الجنسي.

يمكن لمقدمي الرعاية الصحية للأمهات تقديم الطمأنينة والتعليم والرعاية الصحية المناسبة حتى تشعر النساء بأن مخاوفهن تحيط بعملية الولادة وتعالج بشكل مناسب.

من المهم إيجاد مصادر الدعم الاجتماعي، فبالنسبة للكثيرين، مجرد معرفة أن هناك أشخاصاً موجودين لمساعدتهم يمكن أن يكون مريحاً. لقد وجدت الدراسات أن تقديم الدعم للنساء الحوامل المصابات بخوف شديد من الحمل والولادة يمكن أن يكون استراتيجية فعالة لتقليل الأعراض. 

يمكن أن يحدث الدعم الفعال على أساس فردي أو من خلال مجموعات الدعم. غالباً ما يتم تقديم هذا الدعم من قِبل أشخاص تعرفهم النساء بالفعل، مثل أفراد الأسرة أو الأصدقاء، ولكن يمكن أن يأتي أيضاً من أطباء التوليد والأطباء النفسيين أو المستشارين.

يمكن أن يكون العلاج السلوكي المعرفي والعلاج النفسي فعالين في علاج مرض الخوف من الولادة. يمكن أن يكون العلاج المعرفي السلوكي خياراً جيداً بسبب مدته القصيرة والتركيز على أعراض محددة.

قد يتزامن مع الدعم والعلاج النفسي تقديم العلاج الدوائي من خلال بعض الأنواع من أدوية علاج الاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية الأخرى.

تحميل المزيد