لا شيء أسوأ من أن تنظف أسنانك بالفرشاة، وترتدي ملابس النوم المريحة، وتضع رأسك على وسادتك، ثم في النهاية يهجرك النوم. وللأسف، هذه مشكلة شائعة الحدوث جداً؛ إذ يصاب حوالي واحد من بين كل أربعة أمريكيين بالأرق كل عام، مما يعني أن عشرات الملايين من الناس يعانون من الحرمان من النوم والإرهاق؛ وفقاً لما نشره موقع MindBodyGreen الأمريكي.
علاقة سببية أم علاقة تلازم؟
ووفقاً للبحث الجديد، فإن التعب ليس هو ما يجب أن نقلق بشأنه. تقول الدراسة التي نشرت في مجلة Circulation التابعة لجمعية القلب الأمريكية، إن الأرق قد يعرّض صحة قلبك للخطر أيضاً.
بحسب الكاتبة الرئيسية، البروفيسور سوزانا لارسون، ربطت الدراسات السابقة بين الأرق وأمراض القلب، لكنها لم تستطع فك شفرة ما إذا كانت علاقة سببية أم علاقة تلازم. بمعنى آخر: هل يتسبب الأرق في حدوث الإصابة بأمراض القلب، أم أن الاثنين مرتبطان ارتباطاً عشوائياً؟
استخدمت هذه الدراسة تقنية تسمى "العشوائية المندلية"، التي تستخدم المعلومات الوراثية للحد من التحيز وإثبات العلاقة السببية.
السبب الكامن وراء حدوث الأرق
جمع القائمون على البحث معلومات من 1.3 مليون مشارك مصاب أو غير مصاب بمرض القلب، وتمكّنوا من إظهار أن المتغيرات الوراثية المحددة الخاصة بالأرق ترتبط ارتباطاً مباشراً بزيادة احتمال الإصابة بأمراض الشريان التاجي والسكتة الدماغية وفشل القلب.
ونظراً إلى أن مرض القلب يعد السبب الأول لحدوث الوفاة على مستوى العالم، فإن هذا بالتأكيد هو الدافع للوصول إلى السبب الجذري لحدوث حالات الأرق.
وتقول البروفيسور سوزانا، التي تعمل حالياً أستاذة مشاركة في أمراض القلب والتغذية في معهد كارولينسكا في ستوكهولم: "من المهم تحديد السبب الكامن وراء حدوث الأرق، ومن ثمّ علاجه. فالنوم سلوك يمكن تغييره من خلال العادات الجديدة والسيطرة على حالة التوتر" .