ماذا تفعل عندما لا تشعر بالإلهام في العمل؟

إنه جزء لا غِنى عنه للحصول على الوظيفة: في مرحلة ما نشعر جميعاً بشيء من قِلة الإلهام في العمل أو الحماس.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/08/22 الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/08/21 الساعة 17:43 بتوقيت غرينتش
ربما لا تدرك في بعض الأحيان أنك في فترة الركود تلك حتى يخبروك بذلك/ istock

إنه جزء لا غِنى عنه للحصول على الوظيفة: في مرحلة ما نشعر جميعاً بشيء من قِلة الإلهام في العمل أو الحماس.

ربما لا تشعر بالحماس بشأن المشروع الجديد، أو لا تجد ما يشجعك على إنهاء شيء ظللت تحاول فيه منذ مدة، لكنك تعرف متى أصابك هذا الشعور، وقد تشعر كأن عقبة تقف أمام قدرتك على إنجاز الأمر.

وهذا لا بأس به! فهي عموماً مشكلة قابلة للحل، ونادراً ما يكون سيناريو معقداً كما تشعر به أحياناً.

وقالت ليز فوسلين، التي اشتركت في تأليف كتاب No Hard Feelings، الذي يتناول كيفية تأثير المشاعر على حياتنا المهنية: "غالباً ما يفقد الشخص الدافع، لأنه لم يعد يجد أهمية لعمله، وقد تكون له أشكال متعددة. فربما لم تشهد تأثير عملك على المحيط الأوسع" .

بداية الشعور بالملل والضجر

بدورها، أضافت مولي ويست دوفي، المؤلفة الثانية لـ "No Hard Feelings" لصحيفة The New York Times أن فقدان شرارة الحماس قد يحدث في أي وقت، وربما لا تدرك في بعض الأحيان أنك في فترة الركود تلك حتى يخبروك بذلك.

وقالت ويست دافي: "أعتقد أن الأمر قد يتطور شيئاً فشيئاً؛ إنه أشبه بنظرية الضفدع المغلي، إذ يحدث التغيُّر في البداية ببطء شديد حتى إنه لا يلفت انتباهك، وقد لا تدرك الأمر إلا بعد فوات الأوان" .

يؤدي الشعور بفقدان الإلهام في بعض الأحيان – وإن لم يكن دائماً – إلى إنهاك قواك، والتطابق في الأعراض واضح: إنه شعور "بالملل والضجر" عندما تقوم بمهام وظيفتك أو مهمتك، أو تشعر بأنك عالق في دوامة.

يتبعها الإنهاك والاستياء من الوظيفة

كما قد يكون من الصعب في بعض الأحيان تحديد أو إدراك أنك في حالة خمول عن العمل، ولكنه شائع جداً؛ في إحدى الدراسات التي أجريت عام 2018، وجد الباحثون أن واحداً من بين كل خمسة موظفين منخرطين بشدة في أعمالهم معرضون لخطر الوصول إلى مرحلة الإنهاك.

لذلك إذا كان الإنهاك هو نهاية المطاف الذي قد ينجم عن الاستياء الشديد من الوظيفة وعدم الرضا بها، فإن الطريق إلى هناك هو منحدر زلق بسبب الافتقار إلى الدافع. 

ولكن هناك طرق لمواجهة تلك المشكلة.

التقدم سر الإلهام في العمل

أحد أكثر المصادر شيوعاً للدوافع الضعيفة في العمل هو ما أطلق عليه الباحثون في جامعة هارفارد مبدأ التقدم، والذي يفترض أن إحراز تقدم في العمل الهادف هو "العامل الأكثر أهمية" في تعزيز "عواطف الفرد ودوافعه وتصوراته على مدار يوم العمل" .

قالت فوسلين: "غالباً لا تشعر بالحماس؛ لأن هدفك كبير للغاية. فإذا أمكنك تقسيم ذلك الهدف إلى محطات مؤثرة – مثل ما الذي ستفعله اليوم، وتستطيع تحقيقه في نهاية اليوم؟" .

وأضافت: حتى الخطوات البسيطة من التقدم، مثل إرسال بريد إلكتروني كنت تنوي كتابته دوماً، قد تساهم في جعلك تشعر بالإنجاز، مما قد يعزز من دوافعك العامة.

لكن استبعاد بعض العناصر من قائمة المهام الخاصة بك قد لا تحقق الهدف المنشود إذا كنت في دوامة من عدم الحماس.

إن التركيز على علاقاتك، بدلاً من عملك الفعلي، يمكن أن يذكرك بالتأثير الذي تفتقده.

تقول فوسلين: "انتبه إلى مدى تأثير عملك على الأشخاص في الشركة التي تعمل بها. فليس هناك دائماً تأثير خارجي، ولكن يوجد تأثير داخلي" .

مساعدة الآخرين تعزز شعور الإنجاز

أحد الأساليب التي نجحت فيها هي أخذ فترة راحة أثناء اليوم وتدوين ثلاث طرق ساعد عملك من خلالها زملاءك، فقد تساعدك هذه اللحظات القليلة على أن تتذكر أنه حتى لو كنت تتعامل دون وجود دافع، فلا يزال بإمكانك مساعدة من حولك.

وتابعت: "في أي مكان عليك البحث عن الأشياء القليلة التي تذكرك بالتأثير الذي يحدثه عملك، سواء كان ذلك في زملائك، أو الأشخاص الذين يتأثرون بعمل شركتك أو الأشخاص المتأثرين بمشروعاتك الشخصية" .

في الواقع إن تقويتك لتلك العلاقات قد تكون في أغلب الأحيان الدافع الذي تبحث عنه؛ إذ أظهرت الأبحاث أن الدافع في العمل غالباً ما يأتي من العمل مع أشخاص تهتم بهم، والأشخاص الذين لديهم صداقات في محل عملهم تجعلهم يميلون إلى الرضا أكثر بوظائفهم. 

والاستراحة القصيرة إعادة شحن مضمونة

وفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة Gallup عام 2018، "عندما يكون لدى الموظفين شعور قوي بالانتماء إلى أعضاء فريقهم، فإن ذلك يدفعهم لاتخاذ إجراءات إيجابية تعود بالنفع على حركة العمل – الأمور التي قد لا يفكرون فيها إذا لم يكن لديهم علاقات قوية مع زملاء العمل" .

ولكن عندما تفشل كل تلك الأساليب ولا يمكنك العثور على شرارة الإلهام تلك، يمكنك العودة إلى استراتيجية مجربة وواقعية: خذ إجازة لبعض الوقت بعيداً عن وظيفتك.

وقالت ويست دافي: "في الغالب حينما يكون العمل سلبياً، فإن ذلك يعود لأنك تعمل كثيراً وتُجهد قدرتك النفسية.. تذكر أن العمل لا يحدد هويتك، إنما هو جزء منك فقط" .

وأضافت فوسلين: "عندما تصبح الظروف سيئة للغاية، فإن تلك اللحظة هي من أصعب أوقات القيام بالتغيير، ولكنها أيضاً من أهم الأوقات التي ينبغي فيها البحث عن شيء لا علاقة له بالعمل كي يجلب لك المتعة والسعادة" .

علامات:
تحميل المزيد