أنواع الأحلام في علم النفس كثيرة، منها ما يعكس رغباتنا اللاواعية، ومنها ما يعبر عن مخاوفنا، ومنها ما يعتبر ذكريات تنزلق من عقلنا الباطن أثناء النوم، ومنها ما لا يتجاوز أضغاث الأحلام.. فما هو تصنيف الأحلام الجنسية في هذه الحالة؟ وهل يجب أن نأخذها على محمل الجد؟
تفسير الأحلام الجنسية
من المثير للقلق أن تحلم بشخص ما بصورة غير لائقة، خصوصاً إذا لم يكن يتوجب أن تكون العلاقة بينكما على هذا النحو.
لكن، وبحسب صحيفة The Guardian البريطانية، فإن أسباب الأحلام الجنسية قد تكون أبسط مما نتخيل.
فقد تكون هذه الأحلام مجرد صدفة لا أكثر ولا يجب أخذها بعين الاعتبار، أو قد تعكس مخاوفك في بعض الأحيان تبعاً لبعض الدراسات، كما أنها قد تكون نتيجة توتر أو مشاكل تعيشها مع شريكك، ويبقى احتمال بسيط جداً وهو أن تكون هذه الأحلام ذات أهمية حقاً بالنسبة لك لدرجة أن تأخذها بعين الاعتبار.
دراسات حول نسب الأحلام الجنسية
بالرغم من أن الأحلام الجنسية تراود الرجال عموماً بنسبة أكبر من النساء، فإن دراسة حديثة قد أبرزت أن نسب الأحلام المثيرة التي تراود النساء في تزايد.
وقد أشار الخبراء إلى أن السبب وراء ذلك قد يكمن في تكتم النساء في الماضي عن التعبير عن أحلامهن الجنسية المثيرة.
وفي مقالٍ نشرته دورية Psychology & Sexuality journal، وجد مايكل شريدل، الباحث في النوم بجامعة فرايبورغ الألمانية، أنَّ متوسط تواتر الأحلام الجنسية المثيرة بين المشاركين -البالغ عددهم 2907 مشاركين- وصل إلى حوالي 18٪.
وكان الشباب الأصغر سناً يحلمون أحلاماً أكثر إثارةً من كبار السن، وقد أفاد الباحثون بأن الجنس يحتل جزءاً أكبر من الحياة اليقظة للشباب، على عكس كبار السن.
الفرق بين الرجال والنساء فيما يخص الأحلام الجنسية
وفي دراسة أجريت عام 2007 على أكثر من 3500 حلم أعدَّها أنطونيو زادرا، الباحث في جامعة مونتريال، كان تواتر الأحلام الجنسية المثيرة يبلغ نسبة 8٪ لكل من الرجال والنساء.
لكن لوحظ أن هناك فرقاً ملحوظاً في شكل الأحلام الجنسية بين الرجال والنساء.
إذ تنحصر الأحلام المثيرة للنساء في شركائهن الحاليين أو في شركائهن السابقين، مع وجود نسبة قليلة تحلم بالغرباء.
في حين كان الرجال أكثر عرضة لأن يحلموا بممارسة الجنس مع شركاء متعددين، إذ لا ينحصر الأمر فقط في دوائر معارفهم العاطفية.
يقول بلاغروف إنه كان يتوقع أن يكون الرقم أعلى من 8٪، استناداً إلى العمل الذي أجراه على الأحلام.
وأضاف: "أنت تميل إلى الحلم بما هو أكثر عاطفيةً بالنسبة لك. لهذا السبب، قد تتوقع وجود محتوى جنسي أكثر إثارة مما هو عليه بالفعل في الحياة الواقعية".
حياة سعيدة تعني أحلاماً جنسية أقل
أظهرت الدراسات وجود علاقة بين القلق والتوتر من جهة والأحلام الجنسية من جهة أخرى، إذ من الممكن أن تنعكس المشكلات التي تعاني منها في حياتك الواقعية على أحلامك.
لذا، إذا كنت من أولئك الذين يعيشون حياة جنسية صحية وسعيدة على أرض الواقع، ستنخفض حينها نسبة الأحلام الجنسية التي قد تراودك في المنام، فكلما انخفض مستوى التوتر الذي تعيش فيه كلما ابتعدت عنك هذه الأحلام.
مع ذلك، لا نستطيع أن نعتمد على نتائج هذه الدراسة بشكل كامل، إذ إنها لا تنطبق إلا على نسبة بسيطة من الأحلام.
يقول بلاغروف إنَّ حوالي 15٪ فقط من الأحلام هي التي "يمكنك في الواقع ربطها بمخاوف وأحداث الحياة اليقظة لديك".
كيف تؤثر الأحلام الجنسية على علاقتك بشريكك؟
بحثت دراسة، أجراها ديلان سيلترمان في جامعة ماريلاند عام 2014، عن الكيفية التي أثَّرت بها الأحلام -خاصةً تلك المتعلقة بالخيانة الزوجية- على سلوك المشاركين مع شركائهم في اليوم التالي.
ووجد بلاغروف أمراً مثيراً للاهتمام حين نظر إلى أنشطة المشاركين في اليوم السابق، فغالبية المشاركين لم يعانوا من مشاكل تذكر مع شركائهم، ما قاده إلى استنتاج أن هذه الأحلام قد تكون عرضية ولا تتجاوز الصدفة.
حتى الآن لم يستطع العلماء والباحثون تحديد علاقة الأحلام الجنسية بأحداث اليوم السابق، لكن الغالبية يتفقون على أن العلاقة أبسط من أن تؤخذ على محمل الجد، فالمحتوى الجنسي المثير في المنام لا يتعلق بشكل مباشر بالضرورة بمجريات حياتك الواقعية، وبالتالي لن يكون له تأثير مهم على علاقتك بشريكك في اليوم التالي.
هل هذا يعني أنَّه لا توجد أهمية للأحلام الجنسية المثيرة؟
لا يوجد جواب محدد، فقد تحلم بمحتوى مثير عن طريق الصدفة تقريباً، وقد يكون حلمك عبارة عن تجسيد لقلقٍ أو حدثٍ مهم في اليقظة، وربما كان هذا الحلم يعني شيئاً خاصاً بالنسبة للفرد.