لماذا يتظاهر بعض الناس بالحديث بغير لهجتهم، الأمر قد يحدد مستقبلهم السياسي والمهني

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2019/07/26 الساعة 11:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/07/26 الساعة 12:05 بتوقيت غرينتش

هل تعرف أن لهجتك قد تحدد مستقبلك؟ اللهجة هي واحدة من طرق قياس قبولك في مؤسسة للعمل، أو تقبل اآخرين لك إذا كنت سياسياً و متحدثاً، وفي عدة بلدان ناطقة باللغة الإنجليزية، تعتبر اللهجة التي يتحدثها غالبية السكان هي أداة حكم على الأشخاص لا يُستهان لها.

وعلى سبيل المثال، نجد أن اللهجات البريطانية تفسح المجال لجميع أنواع الأفكار المسبقة والتحيزات.

فوفقاً لموقع BBC Mundo الإسباني التابع لهيئة الإذاعة البريطانية، يتحدث أقل من 3 في المئة من السكان الأصليين إنجليزية بلهجة سليمة تعرف بـ "إنجليزية الملكة"، ومع ذلك، لا يمكننا الافتراض أن غالبية البريطانيين يتحدثون بطريقة غير سليمة.

وتصف عالمة اللغة، روسينا ليبي-غرين، ذلك بـ"عقيدة اللغة القياسية"، إذ يعتقد كثيرون أن اللهجة التي يتحدثها ذوو المكانة الاجتماعية الرفيعة هي الشكل اللغوي الوحيد الصحيح، بينما جميع اللهجات صالحة من الناحية اللغوية.

يعتقد آخرون أن اللهجة تؤثر على طبيعة الشخصية، ففي دراسة حول تغيير اللهجة، أخبر أحد المشاركين العالم اللغوي ألكساندر باراتا من جامعة مانشستر: "إذا صادف أنك من غلاسكو، فستكون عنيفاً، إذا كنت من ليفربول فستكون تافهاً، أما إذا كنت من نيوكاسل فستبدو أحمق".

وفي الولايات المتحدة، يُقال إن المد الزائد في حروف العلة ووصل كلمات الجملة اللذين يميزان نطق الأمريكيين في أقصى الجنوب مثل ولاية تكساس يجعلهم يبدون غير متعلمين، كما تُعد لهجة سكان نيويورك من أكثر اللهجات وقاحة.

لهجتك تحدد كفاءتك 

تتجاوز هذه الصور النمطية البرامج التلفزيونية والمسرحيات إلى العالم الحقيقي. كما تُظهر الدراسات أن الأفراد الذين يتحدثون اللغة الإنجليزية الفصحى يُصنفون على أنهم أكثر كفاءة، كونهم محاورين أفضل وغالباً ما يكونون المرشحين المفضلين في الوظائف المرموقة.

يقول العالم اللغوي شي لو إن الأبحاث تظهر أن الآخرين يصدرون أحكاماً  وآراء علينا فوراً بناءً على الطريقة التي نتحدث بها، يقول: "لدى المستمع القدرة على أن ينسب السمات الشخصية إلى المتكلم، بدءاً من الطول، والجاذبية الشكلية، والحالة الاجتماعية، والذكاء، والتعليم، وحسن الخلق، والتواصل الاجتماعي، وحتى الإجرام"

نتيجة لذلك، يختار بعض الأشخاص عن قصد تغيير لهجاتهم، فقد يرغبون في أن يصبحوا أكثر "فصاحة"، أو لمجرد السيطرة على انفعالاتهم. 

على سبيل المثال، يُتهم إد ميليباند دائماً وهو سياسي بريطاني وزعيم حزب العمال بمحاولة أن يبدو أكثر عامية، بتغييره ألفاظ مثل "yes" إلى "yeah" و "going to" إلى "gonna"، كما اتُهمت المرشحة الرئاسية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون أيضا بتبنيها مظاهر مختلفة حسب جمهورها.

ليس للمتحدثين باللغة الإنجليزية فقط

وفي صقلية، يغير السياسيون لهجتهم على حسب فئة جمهورهم، ثم يقومون بتعديلها مرة أخرى عندما يتحدثون إلى سياسيين من أجزاء أخرى من إيطاليا، كما جاء في توضيح روزاريو سينوريللو عالم الصوتيات الصقلي المدرس بجامعة السوربون الجديدة  بالعاصمة باريس، قال: "اللهجات مثل الموضة؛ فهي تعتمد على السياق الاجتماعي للحظة، وبالتالي فإن بعض المتحدثين يعدلون سلوكهم الصوتي ليتناسب مع الموقف".

وبالنسبة لأولئك الذين يقررون تغيير لهجتهم، أياً كان السبب، فهي ليست مهارة سهلة الإتقان؛ إذ إن لهجاتنا تتشكل منذ سن مبكرة للغاية، وعندما نكون صغاراً، نكون ماهرين في التقليد، وهي قدرة تتناقص مع تقدمنا ​​في العمر.

يتطلب هذا ضبطاً دقيقاً متزامناً بالميكروملليمتر وبالميكروثانية للشفاه، واللسان، والفكين، والأحبال الصوتية من أجل إخراج الأصوات الصحيحة بدقة"؛ وهذا يفسر أيضاً سبب صعوبة نطق الكبار للكلمات الأجنبية بطريقة سليمة تماماً.

حتى عندما يتميز شخص ما في تقليد الأصوات الساكنة والمتحركة، فهناك المزيد من السمات الدقيقة للطريقة التي نتحدث بها والتي يصعب تقليدها.

علامات:
تحميل المزيد