هل هناك ما يوجد مكتب صديق للمرأة؟ اسأل امرأة عن رأيها في مكتبها، وعلى الأرجح ستخبرك أنه صاخب للغاية، أو يفتقر إلى الخصوصية، أو أن إضاءة الحمام فيه سيئة.
عادة ما يتم تجاهل احتياجات المرأة في العمل عندما يتعلق الأمر بتصميم المكاتب.
فمثلاً، معظم المكاتب باردة للغاية. إذ توصلت دراسة حديثة إلى أن النساء يعملن بشكل أفضل في درجات الحرارة الأكثر دفئاً، لذا، لا تتفاجأ لو رأيت زميلة ترتدي سترة أو وشاحاً في العمل في فصل الصيف الحار.
وبصرف النظر عن تقليل درجة برودة تكييف الهواء، هناك مجموعة من التغييرات الأخرى التي يمكننا عملها لجعل بيئات العمل لدينا أكثر ملاءمة للإناث.
مكتب صديق للمرأة هام لإنتاجيتها
يجب أن يكون المكتب الملائم للمرأة ملائماً أيضاً للأم، ويكون فيه مساحة مخصصة للأمهات للرضاعة الطبيعية، أو ضخ الحليب، وإمكانية رعاية الأطفال في المكتب.
عندما يتعلق الأمر بمرافق الرضاعة والرعاية بالطفل، لا يوجد الكثير، وفق ما نشر موقع Stuff النيوزلندي.
تعود الكثير من النساء من إجازة الأمومة ولا يكون أمامهم خيار غير ضخ الحليب في غرفة مرافق غير مدفأة أو في الحمامات، والذي يكون أكثر تعقيداً.
جيما لويد هي الشريك المؤسس لشركة WORK180، وهي منصة عالمية للوظائف تراقب أصحاب العمل للتأكد من تطبيق سياسات التنوع، والتضمين، والمساواة.
تقول جيما، التي أنجبت طفلها الأول مؤخراً: "لا يمكنني العمل في أي مكان لا توجد به غرفة للرضاعة الطبيعية".
وأضافت: "ليس من غير المألوف أن نجري محادثات مع أصحاب العمل حيث يقولون، 'يمكننا تحويل قاعة الاجتماعات هذه إلى غرفة للرضاعة الطبيعية'، ولكنها ليست قابلة للقفل ولا توجد بها ثلاجة".
توفر الرابطة الأسترالية للرضاعة الطبيعية (ABA) معلومات مفيدة لأصحاب العمل حول كيفية دعم الأمهات المرضعات في العمل.
وتتضمن توصيات ABA توفير مساحة خاصة ومريحة للرضاعة الطبيعية أو ضخ الحليب، وإتاحة الوقت خلال يوم العمل للرضاعة الطبيعية أو الضخ، وإنشاء ثقافة داعمة داخل المنظمة.
مكتب المرأة لدعم الصحة العامة والارتياح
يعد الإجهاد والإرهاق في مكان العمل من القضايا المهمة التي تواجهها النساء، اللائي غالباً ما يجمعن بين متطلبات العمل ومسؤوليات الرعاية خارج العمل وحمل كبير من الأعمال المنزلية في المنزل.
كما أن النساء لديهن فرص أقل في شغل المناصب العليا أو المساهمة في صنع القرار في العمل، وهو عامل مساهم رئيسي آخر في الإرهاق.
وتقول الدكتورة ليبي ساندر، أستاذ مساعد السلوك التنظيمي في كلية بوند للأعمال، "أن يحظى الإنسان بمكان عمل يدعم ويعزز الصحة الجيدة يمكن أن يساعد في تحسين الحس الإدراكي، ويقلل من بعض هذه الضغوط، ويجعل الناس يشعرون بمزيد من الإنتاجية أو الإبداع".
يجب أن تُراعي استراتيجيات السعادة والارتياح بما يتناسب مع احتياجات جميع الموظفين، وليس فقط المجموعة الصغيرة من الموظفين الذين يرغبون في لعب كرة القدم أو ركوب الدراجات حول المكتب للتخلص من التوتر.
يمكن للسياسات التي تدور حول المرونة والتي تتيح الاختيار للموظفين حول مكان العمل -في المنزل، أو في أماكن العمل المشتركة، أو في المكتب- أن تقلل من الضغط على الموظفين الذين يتعرضون لضغط كبير في العمل وفي المنزل.
وتقول ليبي إن وجود مطبخ حيث يمكن للناس أن يحضروا فيه طعام الغداء، أو كوباً من العصير الأخضر، وغرفة يوغا، وصالة ألعاب رياضية، ومرافق استحمام يمكن أن تساعد أيضاً في دعم الصحة والارتياح في مكان العمل.
وذكرت ليبي إنَّ "الضوء الطبيعي مهم. ومعظم الناس يريدون قهوة جيدة".
بعيداً عن أنها موضة ألفية عابرة، فإن وفرة النباتات الداخلية يمكن أن يكون لها تأثير كبير على بيئات عملنا، لأنها تساهم في تقليل التوتر وزيادة الإبداع والتركيز بين الموظفين.
وذكرت ليبي إن وضع الجدران الخضراء الحية، والأشجار الداخلية، وصناديق النباتات ضمن تصميم المكاتب "يسمح لنا بالاستشفاء خلال يوم العمل، والذي من المرجح أن يزيد الإنتاجية والأداء بشكل عام".
مساحات هادئة
في أستراليا، حيث 68.5% من جميع الموظفين بدوام جزئي من الإناث، تواجه العديد من النساء معركة مستمرة لإنهاء المهام في الوقت المناسب لأخذ الأطفال من الحضانة أو إتمام عمل خمسة أيام خلال أربعة أيام فقط.
إنها مشكلة تتفاقم بسبب المكاتب ذات التصميم المفتوح والتي تكون صاخبة حيث يكاد يكون من المستحيل إكمال العمل الذي يتطلب تركيزاً مستمراً.
نتيجة لذلك، من الشائع أن يقوم الآباء أو الأمهات العاملين باستكمال عملهم بعد أن يخلد الأطفال إلى النوم ويكملوا من حيث توقفوا عندما غادروا المكتب.
هذا النوع من العمل الإضافي غير مدفوع الأجر يقطع الوقت العائلي ويزيد من التوتر، والتي تقول ليبي إنه "ليس له أي نتائج جيدة لأي أحد".
يمكن أن يعالج تصميم المكتب هذه المشكلة من خلال تضمين مساحات هادئة حيث يمكن للموظفين الذهاب إليها للعمل على المهام التي تطلب تركيز عميق في بيئة خالية من الإلهاءات، وحتى لا يضطروا إلى أخذ العمل غير المكتمل لإنهائه في المنزل ليلاً.
إعادة النظر في تصميم المراحيض
بعيداً عن كونه أمراً ثانوياً، إلا أن تصميم الحمام يعد أمراً أساسياً لخلق بيئة عمل شاملة.
في بعض أماكن العمل، يعد وجود الحمامات المخصصة للنساء بمثابة امتياز بحد ذاته.
تقول ليبي إن الأمر كله يتعلق بجعل "الناس يشعرون بأنهم مرتاحون للمشاركة في بيئة العمل".